الوطن شيء مقدس عند الإنسان السوي الذي لديه مبادئ وقيم تحكم تصرفاته وهذه هي القاعدة التي تعارف عليها الناس بل وحتى الحيوانات التي تحب أماكن عيشها وتقاتل إذا ما حاول الآخرين الاستيلاء عليه ويبدوا أننا نعيش في عصر اختلطت فيه القيم وابتعد عنها البعض وأصبح هناك فئة لديها استعداد لبيع أي شيء في سبيل تحقيق المصلحة الشخصية حتى لو أدى الأمر لبيع الوطن لا سمح الله ذلك أن هذه الفئة تربت على قيم ومبادئ تعتمد على حب الذات لا علاقة لها بحب الوطن فهي فئة مادية بحته. هذه المقدمة ناتجة عن الشعور بالغثيان الذي يعتري الإنسان السوي من تصرفات البعض الذي يتحدثون عن المبادئ والقيم العليا وهم في حياتهم العملية يعملون عكسها ويحاولون دغدغت مشاعر البسطاء من الناس وأعمالهم تصيبنا بالخجل ولعل الفئة المتسولة من هؤلاء الناس خير مثال على فقدان البوصلة التي تدلهم على الطريق القويم خاصة وأنهم بأعمالهم لا يسيئون لشخوصهم بل هم يسيئون لعموم الوطن بتلك التصرفات التي لا يمكن أن تخفى على الناس مهما حاولوا أن يخفوها ونعني بهم فئة المتسولين من زوار السفارات بدون خجل أو حياء وهم بهذا التصرف يبيعون أنفسهم للشيطان في سبيل تحقيق مكاسب شخصية حقيرة كنا نتمنى أن لا تصدر عن أي يمني مهما بلغت درجة وقاحته لأن هناك خطوط حمراء لم نتعود من أي يمني أن يتجاوزها وهي الخطوط المتعلقة بالوطن والحفاظ عليه من أي سوء, إن أولئك النفر ممن يتبجحون على الفضائيات ويدعون حب الوطن والغيرة عليه ويحاولون أن يكذبوا على المواطنين اعتقادا منهم أن الناس لا زالوا يعيشون في الظلام وأنهم لا يعرفون بتصرفاتهم التي يندى لها الجبين والمشكلة أنهم يكذبون حتى يصدقوا أنفسهم من كثرة ما يكذبون على الآخرين وقد جاءت الانتفاضة في تونس لكي تكون جرس إنذار لهؤلاء الذين يتباكون على الوطن وكل همهم هو ما يكسبونه من مبالغ مالية يستلمونها من السفارات التي تشتريهم بهذه المبالغ ليكونوا طابور خامس يتم استخدامه عند الحاجة . إن أولئك الناس الذين يتشدقون هنا وهناك محاولين تسويق أنفسهم باعتبارهم وطنيين مخلصين وهم في حقيقة الأمر من الفئة التي تمتص هذا الوطن ولديها استعداد لبيعه بأرخص الأثمان وأعمالهم خير دليل على ذلك وما انكشاف ارتباطهم بالسفارات الأجنبية إلى بداية النهاية لهم وعندما يقول الشعب كلمته سيكونوا مطاردين أينما حلوا ولن يجدوا لهم من يؤويهم مهما بلغت أموالهم المدنسة بالحرام . إن من الأمثلة الصارخة لهذا النوع من الناس المدعوة/توكل كرمان هذه التي تبحث عن الشهرة بأي وسيلة كانت وهي تحاول أن تركب الموجه السائدة لكي تغطي على تصرفاتها التي أقل ما يقال عنها بأنها مخجلة بكل معنى الكلمة ولو طبق عليها قانون من أين لك هذا لظهرت الفضائح التي تدل على أنها تدعي الوطنية وهي أبعد ما تكون عنها وسوف يظهر للملأ بأنها مجرد دمية يحركها الآخرون. إن المشكلة التي تعاني منها هذه المرأة وغيرها من الأدعياء أنهم يتلونون بكل ألوان الطيف ويراهنوا على أن أسيادهم سوف يقدمون لهم الحماية عند الحاجة وهم يتوهمون لأن من يشتريهم بالمال لا يمكن أن يثق بهم ولو للحظة واحدة لأنهم يدركون حقارتهم كونهم باعوا أنفسهم ووطنهم ومن باع نفسه ووطنه لا يمكن أن يثق به أحد . إننا نقول لتلك الفئة الباغية عودوا إلى رشدكم قبل فوات الأوان وقبل أن يحيط بكم الشعب وينتقم منكم شر انتقام. حفظ الله الشعب اليمني من كل مكروه ,إن الله على كل شيء قدير.