معلوم أن أعمال الاغتيالات و سلوكيات العنف و الإرهاب و التصفيات البشعة سلوك إصلاحية بامتياز .. و لسنا بعيدين عن جريمة تصفية المناضل جار الله عمر في مؤتمر الإصلاح ، كما لن ينسى التاريخ قتل الوساطة الذين حملوا الرايات البيضاء إلى بوابة الفرقة الأولى مدرع للحوار مع القائد العسكري المنشق ( الإخواني ) علي محسن صالح .. و هاهي فرق الموت و أجنحة الإرهاب و التطرف في تجمع الإصلاح الإرهابي توجه للشعب اليمني عموما و لقيادات المشترك خصوصا و للإصلاحيين أنفسهم على وجه أكثر خصوصية رسالة إرهابية اللهجة كان مسرحها و هدفها رئيس التجمع / محمد اليدومي ( الذي تسرب عنه الميل للتهدئة و الحوار للخروج من الأزمة ) فكان الرد الذي وصله مباشرة محاولة اغتيال لا نعتقد أنها فشلت .. بل ربما أنها لم تكن الأوامر باتمامها قد جاءت .. أما الرسالة من هذه العملية لقيادات اللقاء المشترك فهي التحذير من أية محاولة للتفكير بالحوار الذي فكر به اليدومي ، و هي رسالة بليغة و حادة تقول أن أجنحة التصفية لن ترحم أحداً حينما تؤكد أنها ستبدأ برئيس الإصلاح نفسه و هو ما يعني أن المسألة جد جادة و لا أحد يمكن أن يكون له عاصم من الاستهداف الإحواني إن اقتضى الأمر ذلك .. و تأتي بعد هذا كله الغاية الأساسية من العملية ، و هي تبرير التصعيد الذي بدأته مجاميع الإصلاح في الساحات ، مخالفة لاتفاق التهدئة ، و ضاربة عرض الحائط بكل جهد يسير بالأمور نحو طاولة الحوار ، التي يدعو لها الرئيس علي عبد الله صالح و تحرص على العودة إليها دول الخليج و في صدارتها الشقيقة السعودية ، كما تحظى فكرة الحوار بتأييد عربي و دولي كبير .. على أن ثمة هدف أهم و أكبر و أخطر لا يمكن أن يفصح عنه الإصلاحيون ، و هو الحرص على التصعيد و الإثارة في هذا الظرف تحديداً .. ليس من أجل العمل الثوري – كما يحاولون إيهام الشباب و الرأي العام – و لكن لمحاولة تخفيف الضغط عن جناحهم الإرهابي المسلح الذي يتلقى ضربات موجعة في زنجبار و جعار و مناطق أخرى في محافظة أبين .. تلك هي الرسائل و تلك هي الغايات و تلك هي الشواهد التي يمكن من خلالها تشخيص ملابسات محاولة اغتيال محمد اليدومي رئيس الإصلاح ، و قد لا يكون وحده من دخل أجندة العنف الإخواني لذات الغرض و لنفس الأسباب و الغايات .. و إن غدا لناظره قريب ..