اشتدت عاصفة الخلافات التي تضرب منذ أسبوعين أجنحة قيادة التجمع اليمني للاصلاح "الأخوان المسلمين"، بعد صعود الجناح المتطرف بهيئة شورى الاصلاح إلى حلبة الصراع بين تياري رئيس الحزب محمد اليدومي والأمين العام عبد الوهاب الآنسي. وكشف مصدر قيادي إصلاحي عن تهديد محمد اليدومي بتقديم استقالته من رئاسة الحزب وعبر وسائل الاعلام، إن واصل الأعضاء المتشددين بهيئة الشورى عرقلة اجتماع الهيئة لبحث الخلافات وتقرير الوضع الأصوب لموقف الحزب من الأزمة الراهنة. وأشار الى أن الشيخ حمود الذارحي ومن ورائه كتلة الشيخ عبد المجيد الزنداني وآخرون محسوبون على عبد الوهاب الآنسي يتخذون موقفاً معارضاً بشدة لمقترح عقد جلسة طارئة لمجلس الشورى، مما حذا باليدومي إلى اتهامهم ب"التحيز" و"اختلاق الذرائع للتسويف بالوقت"، وهدد بتقديم استقالته خلال مؤتمر صحفي يكشف خلاله الحقائق، "لتبرئة ذمته أمام الله واليمنيين من أي دماء ستسفك"- على حد تعبير المصدر. ويرى اليدومي وعدد كبير من قيادات الصف الاول أن الافضلية في موقف الاصلاح هي للحل السياسي من خلال المبادرة الخليجية، وهو ما يعارض خيار التصعيد المسلح الذي يقوده عبد الوهاب الآنسي، وبجانبه حميد الأحمر، وياسين القباطي- المرشد الأعلى للأخوان المسلمين فرع اليمن- ومحمد قحطان، وعبد الله صعتر وآخرون. ويتخوف اليدومي من ان يقود التصعيد المسلح إلى انتقال مقاليد السلطة الى ايدي فرقة علي محسن والمليشيات القبلية لأولاد الأحمر باعتبارهم الطرف الاقوى، وتحول الاصلاح الى حزب مشارك بقياداته وليس حزب حاكم. المصدر القيادي في الاصلاح أكد أن الخلافات محتدمة وتتجه نحو الفوضى الداخلية في أمانة الحزب، مبيناً أن العديد من قيادات الاصلاح المكلفة بمهام في الخارج أو في فروع المحافظات ما زالت في موقف المتفرج ولم تحسم أمرها، وتعمل بالمثل "ما بدى بدينا عليه"!! وقال: أن اليدومي وزع الأحد الماضي بياناً على قيادات أمانة الاصلاح وأعضاء الشورى استعرض فيه وجهة نظره والتحديات التي ستواجه خيار التصعيد والصدام المحتمل مع الحراك الجنوبي والحوثيين. وأضاف: أن عودة عبد الوهاب الآنسي من جولته الخارجية قد تسفر عن الكثير من التطورات المثيرة في اتجاهات الخلافات القائمة في أروقة التجمع اليمني للاصلاح. نبأنيوز