الرئيس الزُبيدي يهنئ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده باليوم الوطني السعودي ال95    مشاركة الرئيس الزبيدي في الأروقة الدولية : دلالات ومعاني ترسم ملامح جديده لمستقبل الجنوب    عرض شعبي لقوات التعبئة في حجة بمناسبة ذكرى ثورة 21 سبتمبر    جامعة 21 سبتمبر: "في ذكرى الثورة.. ثابتون مع غزة والأقصى    صحة بنجلادش : وفاة 12 شخصًا وإصابة 740 آخرين بحمى الضنك    التحويلات المالية للمغتربين ودورها في الاقتصاد    نائب وزير الشباب والرياضة يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بثورة 21 سبتمبر    لوبيز يغيب عن برشلونة لمدة ثلاثة أسابيع بسبب الإصابة    حزب الإصلاح يحمي قتلة "إفتهان المشهري" في تعز    مباحث حجة تكشف غموض احد اخطر جرائم السرقات    أمن الأمانة يرفع الجاهزية تحسبا لاي طارئ    انتقالي حضرموت يثمن جهود وتحركات الرئيس الزُبيدي داخليا وخارجيا    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يزور كلية المجتمع ونادي النصر الرياضي بالضالع    11 عاما على «نكبة» اليمن.. هل بدأت رحلة انهيار الحوثيين؟    ماذا تعرف عن جائزة الكرة الذهبية؟    مصر تفوز بتنظيم كأس العالم للدارتس 2027 في شرم الشيخ    اجتماع يناقش الوضع المائي لحوض تعز    وقفة في مديرية صرواح بمأرب إحتفاء بالعيد ال11 لثورة 21 سبتمبر    تعز..تكدس النفايات ينذر بكارثة ومكتب الصحة يسجل 86 إصابة بالكوليرا خلال 48 ساعة    وزارة الاقتصاد: توطين الصناعات حجر الزاوية لبناء الاقتصاد    قبيلة الخراشي بصعدة تقدم قافلة رمان للمنطقة العسكرية الخامسة    القاتل الصامت يودي بحياة خمسة أطفال من أسرة واحدة في محافظة إب    سوريا تستسلم.. ونحن وراءها؟    لقاء تشاوري بين النيابة العامة وهيئة الأراضي لمناقشة قضايا أملاك الدولة بالوادي والصحراء    اثنان من الحكام اليمنيين ضمن الطاقم التحكيمي لبطولة كأس الخليج للناشئين    المحافظ بن ماضي يستقبل نجوم شعب حضرموت أبطال ثلاثية الموسم السلوي ويشيد بإنجازهم التاريخي    انتقالي مديرية الضالع يكرم طلاب الثانوية المتفوقين للعام الدراسي 2024/2025    نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة ومدير صيرة يتفقدان أعمال تأهيل سينما أروى بصيرة    صحة البيئة بالمنصورة تشن حملة واسعة لسحب وإتلاف "شمة الحوت" من الأسواق    وفاة خمس نساء من أسرة واحدة غرقا في أبين    خبير طقس: اضطراب مداري يتجه تاثيره خلال الساعات القادمة نحو خليج عدن    عدن.. البنك المركزي يكشف عن استخدامات المنحة السعودية ومستقبل أسعار الصرف خلال الفترة القادمة    هبوط جماعي للأسهم الأوروبية!    براءة العلويين من البيع والتنازل عن الجولان لإسرائيل    "إنهم يقومون بكل الأعمال القذرة نيابة عنا"    اجتماع للجان الفنية لدمج وتحديث الهياكل التنظيمية لوحدات الخدمة برئاسة الحوالي    الجنوب ليس قضيتكم.. فخففوا صراخكم    الراحلون دون وداع۔۔۔    ثورة 21 سبتمبر إنجازات عسكرية وسياسية استثنائية    برشلونة يواصل ملاحقة ريال مدريد    السعودية تسرق لحن زامل يمني شهير "ما نبالي" في عيدها الوطني    قاضي: جريمة اغتيال المشهري خطط لها باتقان ونفذها أكثر من شخص    أحتدام شراسة المنافسة في نهائي "بيسان " بين "ابناء المدينة"و"شباب اريافها".. !    قراءة في كتاب دليل السراة في الفن والأدب اليمني لمصطفى راجح    وزارة الإعلام تطلق مسابقة "أجمل صورة للعلم الوطني" للموسم الثاني    الوفد الحكومي برئاسة لملس يختتم زيارته إلى مدينة شنغهاي بالصين    عبد الملك في رحاب الملك    التعايش الإنساني.. خيار البقاء    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    بمشاركة 46 دار للنشر ومكتبة.. انطلاق فعاليات معرض شبوة للكتاب 2025    الكوليرا تفتك ب2500 شخصًا في السودان    موت يا حمار    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إخراج محمد المتوكل من المشهد السياسي.. حادث مروري أم محاولة اغتيال؟
نشر في لحج نيوز يوم 20 - 11 - 2011

لا أخفيكم أنني أصابني الذهول وتسمرت في مكاني لبعض الوقت عندما وصلني خبر إصابة دكتورنا الفاضل/محمد عبد الملك المتوكل الأمين العام المساعد لاتحاد القوى الشعبية المعارض والقيادي البارز في المشترك في حادث تعرض له في شارع كلية الشرطة بصنعاء مساء يوم الثلاثاء مطلع نوفمبر الجاري ، ذهولي ليس ناجم عن تعرض د/المتوكل لحادث فهو كغيره من البشر معرض لمثل هذا النوع من الحوادث ، لكن ما أثار الريبة في نفسي حول الحادثة أنني اعتقدت أن إصابة د/المتوكل بسيطة بعد أن كشف بيان وزارة الداخلية أن الحادث تم بدراجة نارية ، لكن أن تكون إصابة د/المتوكل بهذه الخطورة ويرقد في العناية المركزة جراء نزيف في الدماغ ويتأخر نقله بالطائرة الرئاسية إلى الأردن عدة أيام جراء خطورة وضعه الصحي ، أثار في نفسي كثير من الشكوك حول الحادثة وأنها ليست اصطدام بدراجة نارية وإنما تم دهسه بطريقة وحشية ، الأمر الذي جعلني أميل إلى الإعتقاد أن الحادثة ليست مرورية بل أكثر من ذلك ، وقد تكون محاولة اغتيال تعرض لها دكتورنا الفاضل خاصة أن هناك أسباب أخرى خاصة تلك التي تتعلق بمواقفه الأخيرة ، والتي أثارت استياء وغضب قوى تتصدر المشهد السياسي في بلادنا منذ فترة طويلة وبالذات خلال الأزمة الراهنة ، ويمكن إيضاح ذلك بالشكل التالي :
1. من المعروف في عالم الجريمة وبالذات السياسية منها ، حرص الجهة أو الشخص الذييرغب في تصفية خصومهوإخراجهم من المشهد السياسي ، على أن تظهر العملية عند التنفيذ كحادثة طبيعية فمثلاً عند استخدام السم للتخلص من الخصوم يتم اختيار نوعية من السموم يصعب على معامل الطبيب الشرعي إكتشافها في دم الضحية ، بحيث يظهر سبب الوفاة أنه ناجم عن ذبحة صدرية أو أزمة قلبية أصيب بها الضحية ، أو أن يتم إظهار العملية كانتحار أقدم عليه المجني عليه إما بشنق نفسه أو برمي نفسه من مكان مرتفع أو كحادث مروري طبيعي ، سواءً عبر التلاعب بكوابح السيارة أو تعمد الإصطدام بالهدف المراد التخلص منه ، كما حدث على الأرجح في حادثة الدكتور المتوكل ، ونادراً ما يتم اللجوء إلى استخدام السلاح الناري أو المتفجرات للتخلص من الخصوم السياسيين ، إلا إذا كان الهدف من العملية تفجير الوضع الداخلي أو توريط جهة أخرى في الحادث كما حصل في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ومحاولة توريط النظام السوري وحزب الله في الحادثة ، أما عندما يكون الهدف هو التخلص من عائق أو عقبة أمام تحقيق أجندة معينة لجهة ما ، بحيث يكون الهدف المراد التخلص منه محسوب عليها ، فإن التخلص منه قد يتم عبر السلاح الناري أو المتفجرات من أجل توجيه أصابع الإتهام للطرف المنافس على الساحة ، لكن ذلك قد لا يجدي نفعاً إذا كان الخلاف والتوتر هو العلاقة السائدة في علاقة الضحية مع حلفائه المفترضين حيث سيكون هؤلاء هم المشتبه الأول بهم في أي عملية اغتيال قد يتعرض لها ، لذا فإن هذه القوى في مثل هذه الحالات تحرص على إخراج محاولة الإغتيال كحادث طبيعي.
2. أما الأمر الثاني الذي أثار الشكوك بشأن الحادثة التي تعرض لها د/المتوكل فهو الصمت المريب الذي تعاملت به المعارضة مع الحادثة ، فباستثناء البيان الذي أصدره اتحاد القوى الشعبية بتاريخ 3/11 إستغرب فيه بيان وزارة الداخلية ، الذي اعتبر الحادث حادثاً مرورياً دون انتظار نتائج التحقيقات ، ويبدو أن الداخلية أرادت قطع الطريق على المعارضة بحرمانها من أي استغلال سياسي للحادث عبر توجيه أصابع الإتهام نحو النظام ، لكن الأمر الغريب جاء من قبل أحزاب اللقاء المشترك التي تجاهلت إصدار أي بيانات حول الحادثة ، كما تعامل إعلامها مع الحادثة باعتباره حادثاً مرورياً في حين أن ما عودتنا عليه المعارضة في إعلامها عند التعاطي مع حوادث سابقة تعرض لها قيادات معارضة كمحمد اليدومي ، عبد الله عليوه ، عبد الوهاب محمود وغيرهم ، أن تقيم الدنيا ولا تقعدها وتقوم بتوجيه الإتهامات مباشرة للنظام بالوقوف ورائها دون انتظار نتائج التحقيق ، لكن ما حصل في هذه القضية كان مختلفاً فعلى الرغم من أن الحادثحدث في مكان يقع تحت سيطرة القوات الحكومية ، بمعنى أن مكان وقوع الحادث كان في حد ذاته يكفي كمبررلقيام إعلام المعارضة بشن حملة ضد النظام تتهمه فيها بالوقوف وراء الحادثة ، إلا أن ذلك لم يحدث.
قد يبرر البعض سبب تجنب قيام إعلام المعارضة باستغلال الحادثة وتوجيه الإتهامات للنظام بتدبيرها إلى القول باختلاف هذه الحادثة عن سابقاتها ، التي كان السلاح الناري هو الأداة المستخدمة في جميعها بعكس تعرض المتوكل لحادث إصطدام مروري كما يراه هؤلاء ، في حين قد يرجع آخرون السبب في عدم استغلال إعلام المعارضة للحادث لمواصلة حملة استهداف النظام ورموزه إلى حرص المعارضة على التأني وعدم الإستعجال بتوجيه الإتهامات دون وجود أدلة دامغة تؤكد ذك التورط ، إضافة إلى الرغبة في عدم تأزيم الوضع الداخلي أكثر مما هو حاصل ، وعدم وضع عراقيل جديدة في طريق الحل السياسي,
حتى لو افترضنا صحة الطرح السابق لكن ذلك لا يقدم تفسيراً منطقياً لأسباب عدم لجوء المعارضة لاستغلال هذه الحادثة لصالحها على حساب النظام ، ولو عبر الإعلام الموالي لها بدفعه لإثارة الشكوك حول الحادثة والتلميح بتورط النظام فيها ، لكن ذلك لم يحصل أيضاً ، كما أنه من الغريب عدم إثارة المعارضة لتأخر الأجهزة الأمنية في الكشف عن نتائج التحقيق في الحادثة رغم مرور أكثر من أسبوعين على وقوعها ، كما أن هناك تجاهل كبير لهذه القضية في إعلام المعارضة ، وهو أمر غريب وغير مألوف من قبل إعلام المعارضة ، وكأن هناك خشية لدى قوى داخل المعارضة وبالذات في حزب الإصلاح من تبعات غير متوقعة لأي إثارة إعلامية لهذه الحادثة بهذا الشكل .
يبدو أن هناك من يخشى داخل حزب الإصلاح من أن الترويج الإعلامي بأن الحادثة هي محاولة اغتيال ، قد يدفع بالكثيرين إلى بحث الإحتمالات المختلفة حول الجهة التي تقف وراء محاولة الإغتيال ، وذلك لن يتم إلا عبر البحث عن الطرف المستفيد أو الأكثر إستفادة من محاولة التخلص من الدكتور المتوكل ، ولا شك أنه عند بحث هذه الأطراف سيكون النظام هو أول الأطراف المشتبه بوقوفها وراء الحادثة في حين سينظر إلى قوى داخل المعارضة وبالذات حزب الإصلاح كمشتبه ثاني سيما أن د/المتوكل محسوب على المذهب المضاد (الزيدي) للمذهب (السني) الذي يمثله حزب الإصلاح وجماعة الأخوان المسلمين في اليمن.
أيضاً جاء النقل السريع للدكتور المتوكل عقب الحادث إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا التابع للإصلاح وليس إلى أقرب مستشفى حكومي من مكان الحادث لتعزيز الشكوك المثارة حول الحادث ، حيث أن نقل د/المتوكل بهذه السرعة وفي مكان يقع تحت سيطرة القوات الحكومية ، وكأن من قام بنقله إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا على علم مسبق بالحادث ، وأن الجهة التي قد تكون متورطة في الحادث تحرص على أن يكون المتوكل تحت رحمتها إما لضمان التخلص منه في حال لم يؤد الحادث إلى وفاة المتوكل خاصة أنه تم بدراجة نارية ، ومن ثم إمكانية اللجوء إلى خطة إحتياطية للتخلص من المتوكل عبر الإدعاء بتعرضه لنكسة مفاجئة خلال تواجده في المستشفى لتلقي العلاج أو لحصول خطأ طبي غير مقصود ، أو لضمان التحكم فيما قد يصرح به د/المتوكل عن الحادثه في حال لم يكن عاجزاً عن الكلام ، ويبدو أن دخول الرئيس صالح على الخط ومبادرته بنقل المتوكل إلى خارج الوطن كان نابعاً من قلق الرئيس على حياة المتوكل ، وممن يفترض أنهم حلفاؤه ، مع ملاحظة أنه لا قائد الفرقة الأولى ولا رجل الأعمال المعروف ولا حتى شيخ مشائخ حاشد أظهروا أي اهتمام بنقل المتوكل إلى خارج اليمن للعلاج ، وكأن حياته لا تهمهم.
قد يتساءل البعض لماذال لم تلجأ القوى التي ترغب في التخلص من د/المتوكل في استخدام السلاح الناري أو المتفجرات في عملية الإغتيال المفترضة وذلك لضمان التخلص منه نهائياً وليس عبر دراجة نارية يتدنى فيها احتمال أن تؤدي الإصابة فيها إلى الوفاة ، والرد على هذا التساؤل هو بمنتهى البساطة القول أن اللجوء إلى استخدام السلاح الناري أو المتفجرات سيكشف عن حقيقة الحادثة بكونها حادثة اغتيال سياسي متعمد وليس حادثة مرورية ، وهو ما لا تريده تلك القوى ، ويبدو أن هذه الجهة تعتقد أن استخدام الدراجة النارية في العملية مع الحرص على أن تكون قوة الإصطدام كبيرة لدرجة الدهس وكما حصل والتركيز على الرأس كفيلة بالقضاء على د/المتوكل لتقدمه في السن و لمعاناته من عدد من الأمراض التي تجعل من الإصابة في مثل هذا الحادث مميته أو غير قابلة للشفاء.
الجهة المستفيدة من التخلص من د/المتوكل :
من المنطقي إذا ما افترضنا أن الحادثة هي محاولة اغتيال ، ان تكون مرتبطة مباشرة بالأزمة الراهنة التي تعصف ببلادنا منذ (10) أشهر وبطرفي الأزمة (السلطة والمعارضة) ، وبصورة تلقائية ستكون السلطة لدى البعض هي المتهم الأول في هذه القضية ، لكن هناك نقاط تشير إلى خلاف ذلك ، حيث أنه من أجل التوصل إلى الجهة المحتمل وقوفها وراء محاولة اغتيال المتوكل ، لا بد من معرفة من هي الجهة التي رأت أن د/المتوكل أصبح يمثل خطراً على مصالحها وعائقاً أمام تحقيق أجندتها أو المشروع الذي تصبو إلى تحقيقه ، ولا يمكن معرفة هوية تلك الجهة إلا من خلال العروج على مواقف د/المتوكل خاصة في الأشهر الأخيرة ، وبالذات تلك المتعلقة بالأزمة التي تشهدها بلادنا لاكتشاف الجهة المتضررة من تلك المواقف والتصريحات بحيث يكون ذلك سبباً لديها من أجل التخلص من د/المتوكل ، وكما يلي :
- من المعروف عن الدكتور المتوكل أنه من أبرز الشخصيات المعارضة للرئيس صالح منذ وصوله إلى الحكم وحتى الوقت الراهن ، ويعتبر المتوكل من أكثر القيادات المعارضة والمحرضة ضد نظام الرئيس صالح ، كما أنه يعد في نظر الكثيرين بمثابة المرجعية الفكرية والأب الروحي لأحزاب المشترك ، وقد عبر الرئيس صالح في إحدى كلماته قبل أشهر عن حنقه من الدور الذي يلعبه المتوكل ضد نظامه عندما أشار إلى أن قيادات المشترك يقودها إمام في إشارة ضمنية للدكتور المتوكل ، وكان د/المتوكل هو صاحب فكرة تنفيذ العصيان المدني لإسقاط النظام عندما اقترح على المعارضة إخراج أنصارها إلى الشارع أثناء إعلان نتيجة انتخابات 2006م الرئاسية لإعلان رفض تلك النتيجة وبدء تنفيذ عصيان مدني لإسقاط الرئيس.
- كما أن د/المتوكل كان له دور سلبي في تأليب أبناء المحافظات الجنوبية ضد النظام وتحريضهم على الوحدة عندما قال في إحدى حواراته الصحفية أن الرئيس قاتل في حرب صيف 94م ثلث الجنوب فقط أما الآن فسيقاتل الجنوب كله ، وفي مقابلة أخرى قال أن الرئيس قاتل بكل الشمال أما الآن فلن يقاتل معه إلا جزء بسيط من الشمال. المهم أنه رغم كل قساوة وحدة انتقادات المتوكل للرئيس صالح ونظامه ، إلا أن الرئيس تقبل تلك المواقف بصدر رحب ومتسامح ولم يصدر عنه أي تهديد أو مضايقة للدكتور المتوكل بل أنه كان حريصاً على مد جسور التواصل معه كما حدث عندما جعله رفيقاً له في إحدى جولاته على عدد من محافظات الجمهورية قبل عدة سنوات ، وهي التي كتب عنها د/المتوكل سلسلة من المقالات حملت عنوان ((معارض في موكب الرئيس)) ، وما يزال د/المتوكل يذكر للرئيس جميله عندما وجه بتحمل الدولة تكاليف علاج المتوكل عندما أصيب بتلف الكبد ، ومن ثم إجراء عملية زراعة كبد له تجاوزت تكلفتها النصف مليون دولار ، وهاهو يعيد الأمر نفسه بتخصيص طائرته الرئاسية لنقل المتوكل إلى الأردن ، المهم أن ذلك يظهر بجلاء أن الرئيس كان متسامحاً مع د/المتوكل ولم يصدر عنه أي تهديد أومضايقة له ، وهو ما يخرجه من دائرة الإشتباه في الوقوف وراء محاولة الإغتيال المفترضة ، والأمر ينطبق أيضاً على كبار قادة النظام كونهم تعاملوا مع انتقادات ومواقف المتوكل للنظام خلال السنوات الماضية بنفس النهج الذي اتبعه الرئيس معه.
- بالنسبة للمعارضة فعلى الرغم من أن د/المتوكل أحد القيادات البارزة فيها ويصعب على البعض تقبل وقوف قوى داخلها وراء محاولة اغتيال المتوكل ، لكن التصريحات والمواقف الأخيرة تجعل من هذا الأمر احتمالاً وارداً وبقوة خاصة مع محاولة شخصيات بارزة داخل المعارضة منذ الأشهر الأولى لهذه الأزمة التحكم في سياسة المعارضة وطريقة إدارتها للأزمة ، ومن ثم فإنها قد لا تتساهل مع أي شخص حتى لو كان قيادياً في أحد أحزابها إذا ما شعرت بأنه أصبح عائقاً أو خطراً أمام تحقيق أهدافها خاصة مع اقتناعها أنها تخوض معركة مصيرية مع النظام ، معركة حياة أو موت تبذل فيها كل ما جمعته من أموال ونفوذ ومكانه طيلة عمرها للإنتصار في هذه المعركة.
- يبدو أن تصريحات ومواقف د/المتوكل في الفترة الأخيرة كانت كمن تجاوز الخط الأحمر لدى هذه القوى التي لم تتوان في التخلص منه باعتباره عقبة أمام نجاح الثورة ووصول المعارضة إلى الحكم ، ولعل أبرز تلك المواقف التي أثارت غيض قوى داخل المعارضة وحزب الإصلاح بالذات التالي :
إنتقاد د/المتوكل الشديد لجنود الفرقة الأولى مدرع ، ولعناصر اللجنة الأمنية التابعين للإصلاح جراء اعتدائهم على عدد من الناشطات عند أحد مداخل ساحة الإعتصام ، وقد انتقد د/المتوكل في مقال صحفي تجاهل المعارضة للحادثة وعدم إدانتهم لها ، بعكس الحال عندما أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على الرئيس صالح عندما دعا إلى وقف الإختلاط في الساحة حسب قوله ولم يكتف د/المتوكل بذلك ، حيث علق مشاركته في اجتماعات المجلس الأعلى لأحزاب المشترك لفترة من الوقت.
أيضاً يتصدر د/المتوكل التيار داخل المعارضة الرافض لإقصاء المؤتمر الشعبي العام من الحياة السياسية وتفكيكه كما حصل للأحزاب الحاكمة في مصر وتونس ، وكما يرغب به الإصلاح ، ولا ينفك د/المتوكل في التأكيد في مقالاته وتصريحاته الأخيرة على ضرورة مشاركة المؤتمر الشعبي العام في الحياة السياسية بعد رحيل الرئيس صالح لضمان التوازن في المشهد السياسي اليمني ، وهذا الأمر يتناقض مع رغبة الإصلاح تماماً.
كما كان د/المتوكل من الرافضين لعسكرة المسيرات ، والمطالبين بوقف تسيير مسلحين من الفرقة والإصلاح مع المسيرات الشبابية ا لتي يتم إخراجها في شوارع العاصمة ، ويبدو أن هذا الموقف قد أثار حنق قيادات مؤيدة للحسم كقائد الفرقة ورجل المال المعروف ، بل إن المتداول داخل الساحة وبالذات لدى شباب الصمود التابعين للحوثي والذي يمثل المتوكل لهم كأب روحي ، إن المتوكل رجل القناعات المعروف إلتقى مع مجموعة من الشباب بالمبعوث الأممي جمال بن عمرو في زيارته الأولى لبلادنا ، وطرح الشباب لبن عمرو شكواهم من أن الضرب عليهم يأتي من قبل قوات الفرقة بصورة أكبر من التي تأتي من الأمن المركزي ، بل إن بعض الشباب وصف الساحة بأنها سجن داخل الفرقة.
أيضاً كان د/المتوكل من أكثر المعترضين على قيام قيادات المعارضة بجولة خارجية ، مؤكداً على أن التفاوض لحل الأزمة هو داخل اليمن.
أيضاً كان المتوكل شديد الإستياء من الإعتداءات المتكررة لعناصر الفرقة الأولى على الشباب وبالذات شباب الصمود ، كما أنه تطرق في عدد من مقالاته الأخيرة إلى المخاوف المتنامية لدى الشباب في الساحات من حكم طالبان ، معتبراً أن هذه المخاوف لها ما يبررها.
صراحة لا أعرف هل للإنتقاد الشديد الذي وجهه شباب الصمود في مؤتمر صحفي بتاريخ 13/11 للمجلس الوطني ، وكذا هجوم جماعة الحوثي على مناطق في محافظة حجة ، التي تحوي أهم ممتلكات أولاد الأحمر فيها ، هل لها علاقة مع محاولة التخلص من المتوكل ليس واضحاً إلى حد الآن ولكنه غير مستبعد.
- يبدو أن موقف د/المتوكل الأخير الرافض لعسكرة جامعة صنعاء والمؤيد لفصل العملية التعليمية عن الأزمة السياسية ، كان القشة التي قصمت ظهر البعير ، حيث قاد المتوكل إعتصاماً لعشرات من أساتذة الجامعات قبل نحو أسبوعين أمام الجامعة للمطالبة بفتحها أمام الطلاب واستئناف العام الدراسي فيها ، بل أنه كسر الحظر الذي حاولت المعارضة فرضه لعرقلة بدء الدراسة في الجامعة ، وذهب لإلقاء محاضراته في الأماكن البديلة التي حددتها إدارة الجامعة للطلاب للدراسة.
- مما سبق تبدو احتمالات وقوف قوى في المعارضة وراء محاولة التخلص من د/المتوكل قوية ومفهومه ، الأمر الذي يثير الفزع في دموية هؤلاء وعدم ترددهم في التخلص من حلفائهم من أجل الوصول إلى أهدافهم ، وهو ما يكشف عن حجم الفارق بين تسامح الرئيس مع خصومه وأعدائه وبين دموية معارضيه ليس على خصومهم فقط وإنما على حلفائهم.
وفي الأخير ليس في يدي إلا أن أدعو لدكتورنا الفاضل بالشفاء العاجل وأن يعود إلى وطنه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.