وصاب منطقة جغرافية تقع ضمن إطار الجمهورية اليمنية - حد علمي – تعداد سكانها يقارب المليون نسمة مقيمون ومهاجرون، حاضرة في كل الفعاليات الانتخابية للسلطة والمعارضة على حد سواء، ممثلة في مجلس النواب بستة أعضاء، محسوبون على الأحزاب السياسية المتقاسمة للسلطة وليس على المنطقة،ظلت منسية ومقصية طوال العقود الماضية من أي تمثيل سياسي أو استحقاق خدمي، وما أن انطلقت ثورة الشباب السلمية حتى هب أبناؤها في مقدمة الصفوف يبذلون أرواحهم آملين بغدٍ أكثر عدلاً وإنصافاً، رافعين شعار العدالة والمواطنة المتساوية نصب أعينهم، فقدمت وصاب أكثر من خمسة وعشرين شهيداً في الثورة الشبابية السلمية، غير أن ذلك كله لم يشفع لها. فها هي السلطة والسلطة تتقاسمان السلطة ، وهاهم أبناء وصاب يغيبون إلا في متابعة ملاليم لأبناء شهدائهم وجرحاهم. ها هي السلطة بشقيها توزع المناصب يميناً ويساراً وأبناء وصاب يتجرعون الموت في المحافظات الشرقية والجنوبية، بل وفي العاصمة صنعاء. كنا قد غسلنا أيدينا من الأحزاب السياسية لأنها على مدى العقود الماضية تعاملت مع المواطن الوصابي على أنه مجرد كرت في الانتخابات فقط؛ أما غير ذلك من الاستحقاقات فالأحق بها أبناء مناطق أخرى، وها هي الأحزاب لم تخيب ظننا السيئ بها فلم تدرج – كعادتها – أي وصابي ضمن قوائمها في مؤتمر الحوار الوطني في حين أدرجت أُسراً بأكملها، وكأنها تقول لأبناء وصاب لستم بكل مجموعكم الذي يقارب المليون شيئاً في حساباتي، ولم تصلوا بعد إلى أن أُعيركم أدنى اهتمام، بل أنكم لا تساوون عندي نصف أسرة مبهررة. حتى أنت يا عبده خاب أملنا بك وتزعزعت ثقتنا فيك. كان ظننا أنك ستعيد لأبناء هذه المنطقة بعضاً من الأمل المفقود بكل ما ينتمي للسياسة والدولة والنظام والمساواة. كان ظننا أنك سترد بعض الجميل لذوي الشهداء من أبناء وصاب الذين يزيد عددهم عن خمسة وعشرين شهيداً كانوا سبباً في وصولك إلى كرسي الرئاسة. لكن للأسف خاب ظننا بك وتزعزعت ثقتنا في مستقبلنا في عهدك، فلم تشفع لنا كل تلك التضحيات، وماضي الحرمان من أن تمنح هذه المنطقة ولو شخصاً واحداً في الحوار الوطني. اعتبرنا أسرة مبهررة، أو طائفة يهودية، أو إحدى بنات القاضي أو شمشير - مع احترامي - . لكن أن تتعامل معنا كتعامل الأحزاب السياسية؛ المتربعة على مآسينا سابقاً ولاحقاً، والمتخمة من الشحت والاستجداء بأسمائنا؛ فهذا ما كنا لا نأمله منك وفي نفس الوقت لا نرضاه لك . [email protected]
