أعلنت المملكة العربية السعودية اليوم الأربعاء استكمال المرحلة الأولى من بناء جدار عازل في الشريط الحدودي مع اليمن يبلغ طوله نحو الفي كم في خطوة يراها مراقبون إنها تؤدي الى إغلاق الحدود أمام عمليات التسلل غير شرعية الى الأراضي السعودية. ويشبه الجدار الذي تبنيه السعودي من الأسلاك الشائكة والصبة الخرسانية ذل ك الجدار العازل الذي تقوم ببنائه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويمتد الحاجز العملاق من الساحل المطل على البحر الأحمر إلى عمان في الشرق، الذي يهدف إلى الحد من مرور المهاجرين غير الشرعيين ومهربي المخدرات ومسلحي القاعدة. وأكد ، فرانك غاردنر، مراسل قناة البي بي سي للشئون الأمنية الذي زار حدود البلدين،أن الجزء الأول من الجدار العازل قد أكتمل بناؤه، والعمل يسير بوتيرة عالية لاستكمال الجدار الذي يبلغ طوله ألفي كيلو متر. وفي أول ردة فعل أعتبر مصدر عسكري يمني رفيع أن ما تقوم به السلطات السعودية مخالفاً لوثيقة ترسيم الحدود التي وقعت بجده عام 2000م وتنص على أن تكون هناك مساحات مفتوحة على جانبي الدولتين. ونقلت صحيفة" الشارع" اليومية اليمنية عن المصدر قوله أن سلطات المملكة تستغل الأوضاع غير المستقرة في اليمن، وحاجة الرئيس هادي لمساندتها في عملية نقل السلطة لتنفيذ مشاريع استحواذية توسعيه والتسريع في بناء الجدار العازل بين الدولتين. المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه كشف لذات الصحيفة أن شركات نفطية سعودية بدأت العمل والحفر أفقياً في أراضي يمنية لسرقة المخزون النفطي لليمن، وأن السعودية بدأت بشق خط إسفلتي في تلك المنطقة النفطية تمهيداً للسيطرة عليها بالكامل. وكان أمير منطقة عسير، فيصل بن خالد، أكد في تصريحات صحفية أمس الأول، أنه " لا خلاف مع صنعاء حول مشروع السياج الأمني الحدودي، وأعمال البناء بالسياج قد بدأت، ونتوقع أن تنتهي في غضون عام من الآن". وأضاف ": الاعتراض على بناء السياج كان في السابق.. أما الآن فلا وجود لخلافات حول بنائه.. وأعمال الإنشاء قائمة وهي خير شاهداً على ذلك". لكن الأمير السعودي اتهم إيران بزيادة أعداد المتسليين وعمليات التهريب إلى السعودية، متوعداً بتنظيف منطقة عسير بالكامل من المتسللين والمخالفين في غضون "شهرين" كحد أقصى". من جانبه طالب الشيخ حسين أبو هدرة رئيس ملتقى أبناء بكيل، رئيس الجمهورية ووزير الدفاع التدخل لإيقاف الأطماع التوسعية للسعودية وحماية الحدود اليمنية، مؤكداً أن القبائل اليمنية في الجوف ستمنع بناء الجدار العازل وشق الطريق الإسفلتي. مراقبون اعتبروا أن ما تقوم به السلطات السعودية اليوم على الحدود مع اليمن تكراراً لاستثمار الأحداث التي بدأتها إبان غزو الكويت عندما قامت بترحيل اليمنيين على خلفية مواقف صنعاء آنذاك واستطاعت أن تضغط على اليمن بورقة المغتربين لتحقيق معاهدة ترسيم الحدود التي منحتها مدن وقرى وأراضي يمنية شاسعة ذات ثروة نفطية هائلة وعطلت اتفاقية الطائف من مضامينها، وهي اليوم تسارع في عملية الاستحواذ والسيطرة على ما تبقى من الأراضي اليمنية وبناء الجدار العازل مستغلة الوضع غير المستقر لليمن وضعف الرئيس هادي الذي لا يستطيع حتى الاعتراض. وكانت العاصمة اليمنية قد شهدت الأسبوع الماضي مظاهرات ومسيرات إلى مقر سفارة الرياضبصنعاء احتجاجاً على الحملة الشرسة التي نفذها السلطات السعودية لترحيل العمال اليمنيين، بعد بدء تطبيق قانون جديد للعمل.