يبدا الطالب بتربية احلامه منذ ريعان طفولته ويحاول ان يحلق في عالمه الخاص ويخطه على صفحات الأمل التعليميه ويأمل ان يحققه واقعا منشودا. فمنذ ان يقرر ان يصبح طبيباً,الى تلك اللحظه التي يخطوا خطوته الأولى ويذهب للإلتحاق بأم الكليات الطبيه ( كلية الطب والعلوم الصحيه جامعة صنعاء) ويبذل الكثير من الجهد للوصول إليها إبتداءا من القبول والتسجيل , والذي كان يفترض ان يكون تقييما عادلا للطلاب الذين يستحقون الإلتحاق بالكليه ولكن الطالب يكتشف ان القبول لايزال مقيدا بقيود الوساطات والمحاباه واصبح سلعتة يرتزق منها بعض السماسرة في الكليه , ويكتشف ايضا المناطيد الجوية التي يهبط بواسطتها بعض الطلاب الي نفس المقعد الدراسي الذي يبذل البقية الجهد المظني للوصول إليه ولا تتاح لهم الفرصه . ليس هذا وحسب ,, ما إن يبدا الطالب في الدراسه حتى يكتشف المؤلم والأفضع !!! فالمعامل مثلا , في هذه الكليه لاترتقي الى نسبة 30% من جاهزيتها لتأهيل المخرجات الطبيه وكل مايشاهده الطالب فيها هو تلك الأرقام التي توضح عدد سنوات الجرد لتلك الأدوات التي خلدت كنصب تذكاريه. ومرورا بالعديد من الكوادر الأكاديميه والأسس التعليميه المعول عليها صنع أطباء يرتقون بالإنسانيه ويبرهنون على الحكمة اليمنية ... فمن اول يوم يدخل فيها الدكتور الي القاعه , يتفنن بسرد اسماء تلك المراجع العلمية بمختلف اسمائها على اللوح الخشبي ولا ينسى ان يقول وصيتة المتداوله عبر السنين ( الطب دراسه ذاتيه !!) وسرعان مايبرهن تدريسه انه لم يفتح ايا من هذه المراجع قط ,,, بينما تأتي الإمتحانات في عالم ثالث لتقول كلمتها بأن هذه الكليه معلولة بالمرض رغم ان كل من فيها أطباء !!! وكأستمرارا لتصدع العملية التعليمية في الكلية , وبمحاولة يائسة من القائمين عليها لتلميع الصورة الوهمية التي يرسمونها لأنفسهم ويحاولون إثباتها للأخرين هو بعينه ماحدث في مادة ( الباثولوجي) للدفعة 27 طب بشري . مادة يُجمع كل الأطباء على انها الشمس في كوكب الطب , ولا يعلمون ان كثيرا من طلاب جامعة صنعاء محرومون من ضوء هذه الشمس ... لماذا؟ يزرع القسم المسؤول عن هذه المادة بذرتا صغيرتا وهو يعلم ان نهايتها ستكون إجهاظا .. حيث يروي طلاب من الدفعة 27 طب بشري قضيتهم مع هذه الماده , بأن مواظبتهم على تقديم الشكاوي على هذا القسم كانت اكثر من مواظبة القسم نفسه على محاضراته التي لم يرتقي معظمها الى مستوى محاظرة تدرس لطالب سيكون مسئولا عن ارواح بشر, بل كانت عباره عن عروض الداتاشو قرأها المحاظر واعتمد قرائتها شرحاً !!! تلى ذلك إعتراف القسم بما سبق في إحدى الإجتماعات المخصصه لحل هذه المشكله مع العماده . وانهى القسم هذا الإجتماع بألتزام شفوي على ان يوجد حلولا لهذه المشاكل ولكن الطالب انهى سنتة الدراسيه ولم يرى شيئأ سوى إمتحانات مستنسخه من الإنترنت عجزت كل محركات البحث الإلكتروني عن حلها !!!! وعند صدور النتايج إتضحت الصوره !! إحتج الطلاب وكانت الوعود على ان تحل المشاكل في إختبار الدور الثاني الذي كان كمثيله !! ومع تزايد احتجاجات الطلاب عن الوضع وثق القسم إعترافاته السابقه وخاض الرهان بإقرار امتحانا ثالثا غير منصوص عليه في اللوائح للتخلص من مشكلة لم يعالج أسبابها .. وظهرت النتايج ايضا مشوهه أكاديميا كسابقاتها ..!! كيف لا ولم تكن هناك إستنادات اكاديمية وعلمية تفصل بين رغبات المصحح وإجابات الممتحن , فهنا فقط يصبح التصحيح سلاحا لإغتيال الطالب بدلا من ان يكون مفتاحا لمستقبله في غياب كامل لكنترول الإمتحانات الذي يظمن شفافيه التصحيح وسرية الأسماء لتمنع الوساطات ولكي لا تصبح وسيلة لتصفية الحسابات الشخصية ... ليست هذه المادة فقط التي تعاني من سقم العملية التعليمية فيها بل إن معظم الأقسام في الكلية تعاني من هذه المشكلات التي تعرقل المخاض في مولد كوادر طبية تساهم في بناء اليمن المنشود. في ظل هذه الأوضاع المأساوية وبعد ان فقد طلاب كلية الطب الأمل في قادة الكلية والجامعة في تصحيح الوضع , فإنهم بصدد رفع الملف مع الأدلة الى الجهات القضائية والرقابية المختصه لإنقاذ الكلية من انتاج أشباه أطباء . هذا وقد أبدت عدد من المنظمات الحقوقيه والقانونيه استيائها الشديد مما يحصل في كلية الطب وأبدت استعدادها التام لتبني هذه القضية حرصا منها على مستقبل التعليم الطبي الحكومي وإحساسا منهم بالمسئولية الوطنيه الملقاة على عاتق الجميع للرقي بهذا البلد الحبيب .....