بعد أن حقق الجيش العربي السوري أنتصاره الأستراتيجي في القصير ايقنت كافة المجاميع المسلحة ومن يدعمها أن أول عنصر من عناصر فرض تقسيم سوريا الى دويلات ذات بعد طائفي أو مذهبي قد سقط كما ايقنت أن الخطوة القادمة للجيش العربي السوري هي تطهير حلب ولما تمثلهُ حلب من الفرصة الأخيرة لفرض التقسيم ولو لما تبقى من أمتدادات على الأرض تجاوزت المليشيات المسلحة ومن يدعمها صدمة القصير وأخذت تتداعى على كافة الأصعدة لتجنب دخول الجيش السوري حلب وخسارتها أخر أوراق مشروع التقسيم البعض يرى في تداعي الجماعات المسلحة ومن يدعمها الى توظيف كل مقدراتها دون أستثنأ (العسكرية والسياسية والمالية ) لإيقاف زحف الجيش العربي السوري على حلب من باب الحفاظ على الوضع على الأرض ليضمن ولو الحد الأدنى من أوراق ضغط بيد المعارضة توظفها في مؤتمر جنيف(2) ولكن حمى الزيارات والأجتماعات والتصريحات كلها توحي أن الأمر أبعد من مجرد أوراق أو ورقة ضغط من أجل مؤتمر جنيف(2) وزير الخارجية الفرنسي يخرج عن العرف الدبلوماسي ويصرح ك ناطق رسمي بأسم المعارضة (اذالم يتوقف الجيش العربي السوري عن الزحف تجاه حلب فأن المعارضة لن تحضر مؤتمر جنيف(2)) لعل هكذا تصريحات تكفينا عنأ المرور على بقية التصريحات والرحلات المكوكية وما خرج عنها من هندسة لسيناريوهات مسلسل تقطيع الجسد السوري. ويرسم وزير خارجية فرنسا في تصريحه طبيعة الأوراق التي ستطرحها القوى الغربية وميليشياتها التي تقاتل في سوريا بأسم المعارضة والتي تحاول جاهدة ان تتقن الدور الذي تم تلقينها اياه.. ولن يكون صعبا علينا معرفة اهم الأوراق في أجندة القوى الغربية كون رياح المؤامرة قشعت ماتحبئه خلف سحبها الركامية سوداوية الظلالة والهدى !!.. ومن خلال التلميحات والتصريحات التي يتشدق بها اولئك من جعلوا من انفسهم أوصيا على سوريا الارض والانسان .. اوحى لنا بأنهم يحاولون أيقاف القتال بين كافة الاطراف بإعتباره واحدا من اهم الشروط لتهدئة الصراع والذي يمكن من خلاله رفع راية السلام والاستسلام ليتم بموجبه ايجاد الكيفية التي يمنون انفسهم بها الوصول الى حلقات الحوار السياسي مع أحتفاض المليشيات بسلاحها وبالأرض التي تمكنت من بسط هيمنتها عليها والمتمثلة في (حلب بريفها وما اليها من مناطق كانت تتواجد فيها الجماعات المسلحة ) مع أنسحاب الجيش العربي السوري من كل النقاط والمواقع التي تمثل أمتداد لخط المواجهة مع الجماعات المسلحة ليتمكنوا من تشكيل قوات عسكرية من الدول المشاركة بجنيف وأستثنأ (ايران والعراق) كونها طرف غير مباشر في الصراع( يعني من فرنسا وبريطانيا وربما روسيا والسعودية ) ويتم نشر هذه القوات على طول محاور خطوط التماس الملتهب .. وهي الحدود الفاصلة بين قوات الجماعات المسلحة والجيش العربي السوري بعد أعادة تعيين مناطق النفوذ ماقبل القصير!!.. وتتركز المهمة - لهذه القوة العسكرية - ضمان عدم تجدد الأشتباكات والرقابة الميدانية والفصل بين طرفي الصراع .. وبهذا يكون المخطط الأول لسيناريو تقسيم سوريا قد نجح في مهمته الاولى. ثم يتم تحديد جدول ماراثوني لحوار سياسي تحت سطوة إعادة التوازن العسكري بين الطرفين الذي تم طرحه منذ اليوم الأول الذي تم فيه اعداد التمكين والتقسيم للجسد السوري الواحد.. وكون الحوار السياسي ليس له زمن محدد ولاضمانات أكيدة تلزم طرفي الصراع تنفيذ مخرجاته.. وهذا ما يؤكد بأن الحوار السياسي السوري ستدخل معطياته في معمعة وجزر ومد قد يستمر عام أو عامين .. بطبيعة الحال فإن هذه المعمعة لن تتسبب في أي إشكالية كون المؤمل من اطالة فترة الحوار هو الوصول الى تغيير للواقع الميداني وبنأ أجهزه وهياكل عسكرية وأدارية وأقتصادية و...و... داخل المناطق الواقعة تحت سلطة الجماعات المسلحة وبذلك يكون الحوار حول طبيعة العلاقات التي يمكن أن تنشأ بين الدولة السورية والمناطق المستقطعة منها(الدويله الجديدة) هذا ما يهدف اليه الغرب من الأسراع بعقد مؤتمر جنيف(2) وقبل أن تتغير المعطيات على الأرض فهو يركز على حلب وما حولها بإعتبارها قارب النجاة للجماعات المسلحة وفرصة أخيرة لأنجاز سيناريو الفصل الاخير من تنفيذ مخطط التقطيع والتقسيم وتمكينهم من كل سبل البقاء وعلو الجاهزية القتالية ولا نستبعد خروج القوى الغربية عن تحفظها واقحام نفسها بالمشاركة المباشرة في معارك حلب لمساندة الجماعات المسلحة !! وهو ما تعيه جيدا القيادة السورية والتي تعمل جاهدة من أجل أنهأ عملية (ريح الشمال) وبأسرع وقت ممكن وقبل الدخول في مؤتمر جنيف(2) والتي تريد لهُ أن يكون مؤتمرا لمعالجة الترتيبات السياسية للمراحل القادمة – مابعد فرض سلطة الدولة وألقضأ على الجماعات المسلحة .. لذا ف حلب هي عروة الدولة السورية الموحدة!!!.. [email protected]