نأمل ان يكون البرلمان الجديد اصلاحياً يضم القوى الديمقراطية والليبرالية ليحل المشكلات العالقة لقد أرادوها مناسبة لتنفيذ أجندات إيران, وتهميش العناصر العراقية الوطنية العروبية المعادية للتغلغل الصفوي الإيراني في العراق, وارادوا منعهم من خوض الانتخابات في مارس المقبل تحت ذريعة الاجتثاث, وظنوا أنهم قادرون على أن يفرضوا على العراقيين إرادة ملالي طهران في خطف العراق نحو الوجهة التي تخدم المصالح الإيرانية. ولكن خابت مساعيهم, فقد أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق ان هيئة تمييزية سمحت بمشاركة المرشحين الذين منعتهم "هيئة المساءلة والعدالة" من خوض الانتخابات, على ان تنظر في ملفاتهم بعد عملية الاقتراع, الهيئة التمييزية التي شكلها البرلمان قررت ان للمشمولين بإجراءات الاجثتاث الحق في خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة, موضحة ان الهيئة التمييزية ستنظر في ملفاتهم بعد الانتخابات. واذا تبين ان اجراءات الاجتثاث تشملهم فلن يتم اعتبارهم من الفائزين. وفي الوقت الذي ثارت فيه ثائرة موالي طهران في بغداد بالتهديد الفارغ بأن هذا تدخلاً سافراً من الولاياتالمتحدة ومس بالسيادة!!, متناسين ان الولاياتالمتحدة هي التي جاءت بهم الى سدة الحكم ومن دونها كانوا سيبقون متسولين في دمشقوطهران ولندن, واما عن السيادة فهي نكتة مضحكة جدا, فلا ندري عن أي سيادة يتحدثون.. وهم لا يستطيعون الاعتراض على جندي اميركي ان اراد ان يفحصهم او يفتشهم بواسطة كلبه البوليسي بدءا من اكبر راس فيهم حتى ادنى واحد! فعن أي سيادة يتحدثون؟! على الفور قال مصدر قريب من جلال الصغير ان القرار ناتج عن رضوخ لضغوط نائب الرئيس الاميركي بايدن وعبر عن اسفه وامتعاضه(!!!) ولكن علي اللامي قال انه يرفض القرار ولا يحق لبايدن التدخل, وانه مخالفة للدستور(!!) وصدرت تصريحات "طرزانية" أخرى من بعض موالي طهران في المنطقة الخضراء! لاشك ان الصفعة التي تلقاها وكلاء طهران في بغداد قد دوختهم بعد ان بنوا الآمال بالانفراد في السلطة من جديد, وبعد أن طمأنوا أسيادهم في قم وطهران إلى ان الدرب باتت سالكة لأربع سنوات عجاف أخرى من القهر الطائفي ومصادرة الاصوات وتهميش العراقيين الاصلاء, كانوا يظنون انهم بزعيقهم وتهديداتهم الجوفاء وشعاراتهم الفارغة يمكن ان يرهبوا العراقيين ويخدعوا العالم ويمرروا مهزلة الانتخابات لتكرار ما حصل قبل خمس سنوات من دون ان يدركوا ان عجلات التاريخ لا تعود الى وراء, وان العراقيين لا يمكن ان يلدغوا من جحر التزوير مرتين. والآن افتضحت نواياهم وفشلت مساعيهم الخبيثة لرهن العراق اسيرا بيد اسيادهم ملالي قم وطهران, فالعراقيون رافضون للظلم وللجور وللتهميش, ولن يصح الا الصحيح. وبالمناسبة فقد قال احد العراقيين, وهو يعلق على القرار نحن متفائلون بان يتم إلغاء قرار الاستبعاد بالكامل ومنع اي تهميش لاي عراقي, ونأمل أن يكون البرلمان الجديد إصلاحيًا يضم القوى الديمقراطية والليبرالية لحل المشكلات العالقة وإعادة النظر بقانون المساءلة والعدالة واصلاح الخلل والاعوجاج في العملية السياسية العرجاء. لقد تلقى وكلاء طهران صفعة قوية وهم يحاولون ان يغيروا وجهة القرار باتجاه ترسيخ نواياهم الطائفية الاجتثاثية, ولكن هيهات لهم ان يفلحوا في اعادة عقارب الساعة الى الوراء. * اكاديمي عراقي [email protected]