هناك رجال يمكننا القول بأنهم صنعوا تاريخ في زمن لم يعد فيه من الصنائع ما يمكن أن يدونه التاريخ سواء فيما يتعلق بتسجيل المواقف الوطنية الشجاعة أو فيما يتعلق بالحفاظ على المكتسبات والانجازات الوطنية في شتى المجالات والتي يمكن لنا قراءتها فيما نعيشه ونشهده من أحداث. وفي الوقت الذي نعاني فيه نحن ويعاني فيه التاريخ نتيجة إصرار البعض على احتلال صفحات من التاريخ لا يستحقونها يحرص الأبطال وصناع التاريخ الحقيقيون على العمل بصمت واجتهاد لإيمانهم أن أفعالهم هي من ستتحدث عنهم ولا يمنون أو يزايدون بما يبذلونه من جهد في سبيل الرقي بشعوبهم وأوطانهم . وإيمانا منا بما لهؤلاء من حق علينا يوازي ولو القليل من إيمانهم بما لشعوبهم عليهم من حق ، ولأن القليل من صنائعهم كثير إذا ما قيست بالمواقف والرجال .. تتوارد الأسماء في أذهاننا وتتجلى الشخصيات التي يظل اللواء الركن علي بن علي الجائفي أبرزها وأكثرها حضورا في أذهاننا ووجدنا أنفسنا نراها ونلمسها مواقفا متجددة منذ أواخر السبعينات وحتى اليوم مما يؤكد أن مواقفه لم تكن وليدة اللحظة ولم ترتبط بفترة زمنية محددة . ويمكننا ملامسة ذلك إذا ما قمنا بقراءة سريعة لتاريخه العسكري ومواقفه الوطنية وهي المواقف التي أهلته ليكون رجل المهمات الصعبة. ونظرا لما يتميز به اللواء الجائفي من حكمة وحنكة في التعامل مع مختلف القضايا المعقدة والمنعطفات الخطرة التي مرت بها البلاد أوكلت إليه الكثير من المهام الوطنية الصعبة وقدم للوطن الكثير والكثير في كل مراحل الحياة العسكرية.. نذكر منها ملاحقة عناصر التخريب في المناطق الوسطى وتطهيرها أواخر سبعينات القرن الماضي وكذا مواقفه البطولية في حرب الردة والانفصال صيف 1994م ، ناهيكم عن تدخله السريع لإيقاف نزيف حمام الدم في محافظة صعدة خاصة الحرب السادسة إبان ما كان قائدا لقوات النخبة المتمثلة بقوات ( العمالقة ) الذي حافظ على جهوزيتها العسكرية وفنونها القتالية لأكثر من ثلاثة عقود حتى انعكس حبه وتقديره لدى كل أبناء الشعب ناهيك عن ثقة القيادة السياسية وتقديرها لأدواره وتجاربه القيادية النادرة التي أثبتتها المواقف الوطنية في مختلف مراحل تاريخه النضالي الطويل.. كونه يعد من الشخصيات الوطنية التي تحظى بإجماع الأطراف والقوى الوطنية المعتدلة ويحظى باحترام الجميع .. عمل على بسط السلام والأمن المنشود في كثير من المحافظات اليمنية ، لذلك فإن الوطن بحاجة ماسة إلى كل الأدوار والى كل القيادات المميزة وفي مقدمتها جهود وقدرات القائد المميز اللواء علي بن علي الجائفي الذي نعتبره مدرسة عسكرية كفئة تعلم منتسبيها مبادئ الجندية وعظمة الولاء الوطني وحب الانتماء وهو ما جسده في قيادة قوات النخبة المتمثلة بقوات الاحتياط ( الحرس الجمهوري سابقا) في ظروف استثنائية ومرحلة حرجة شهدت وتشهد الكثير من الأحداث والتباينات التي كادت أن تعصف بالشعب ولوطن .