في اواخر اغسطس الماضي بدأ الحوثيين في حشد انصارهم بمداخل العاصمة صنعاء متشحين بثلاثة مطالب اصموا اذاننا في ترديدها بالمسيرات التي كانوا ينظمونها بشكل شبه يومي دخال العاصمة وفي مشارفها وتلك المطالب هي اسقاط الجرعة السعرية في المشتقات النفطية وكذا اسقاط حكومة باسندوة إضافة الى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني . وقد اسقطوا الف ريال من قيمة الدبة البنزبن"20لتر" كما اسقطوا الحكومة واسقطوا صنعاء واسقطوا المحافظات واسقطوا دولة بكل مؤسساتها !! متواليات الازمة اليمنية وإحكام سيطرة جماعة انصار الله الحوثيين على مقاليد الامور وتوجههم الى محافظات الضالع ولحج وعدن وأبين دفعت بالرئيس المستقيل الدنبوع الى استدعاء التدخل السعودي الخليجي عسكريا لنصرته ومن تحالف معه من حزب الاصلاح "اخوان اليمن" الذين أيدوا العدوان السعودي على الشعب اليمني وقواته العسكرية والامنية ومقدراته الاقتصادية وكذا البنى التحتية وبطريقة منافية لكل الاعراف الدينية والانسانية والمواثيق الدولية ، كل ذلك لم يراعيه العدوان الهمجي لآل سعود على اليمن . اليوم وبفعل حماقات وعنتريات الحوثيين بلادي تعيش حالة دمار غير مسبوق في التاريخ اليمني الحديث والمواطن اليمني يعيش المأساة الكارثية جراء هذا العدوان البربري والحصار الجائر الذي فرضه حكام نجد والحجاز على اليمن ، ولا يستطيع مفكر او كاتب اختزال ما يعانية المواطن اليمني في مقال او خبر او تقرير ، فالمياه مقطوعة والبترول معدوم وإن وجد بالسوق السوداء فالاسعار خيالية والكهرباء مقطوعة على مدار الساعة والاهم من هذا وذاك انعدام السلع الاساسية المهمة التي يقتاتها المواطن اليمني لعل اهمها القمح والدقيق والارز والزيوت وغيرها من المواد الضرورية لاستمرار الحياة . صحيح الحوثيين اسقطوا مبلغ الف ريال في سعر العشرون لتر بترول لكن سعر هذا الرقم اليوم والذي يفترض انه بمبلغ ثلاثة آلاف ريال وصل في بعض مناطق اليمن الى اربعون الفا وغير موجود اصلا ، وفي هذا الخضم من المعاناة ومع استمرار العدوان السعودي لا تزال الاطراف والقوى اليمنية المتصارعة كلا يتمترس خلف مواقفه المتشددة ومن ينادي منهم للحوار يريده ايضا وفق رؤيته في حين الابادة للشعب اليمني مستمرة من قبل طيران العدو السعودي وكذا من قبل مليشيا الحوثيين من جهة ومليشيا الاصلاح وهادي من جهة اخرى . ومما سبق لا ارى سوى شيئ فقط وهو ان اسقاط جرعة اسقطت وطن !! وهنا اناشد كل القوى السياسية وجماعة انصار الله ان يتقوا الله في هذا الوطن الجريح وان يعود الجميع الى العقل والحوار في بلد محايد وليس في الرياض التي يرتكب حكامها المذابح البشعة بحق الشعب اليمني دون رادع من دين او وازع من ضمير . اخيرا مواجهة العدوان السعودي الذي انتهك السيادة الوطنية وردعه مسؤلية كل مواطن يمني شريف ولا ننتظر للآخر الاجنبي سواء ايران او روسيا او غيرها فهم لن يقدموا لنا شيئ على الاطلاق ..
