الأخ العزيز صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظّم سلطان سلطنة عُمان الشقيقة حفظكم الله يسرني ويسعدني أن أغتنم مناسبة إحتفال الشعب العُماني الشقيق بالعيد الوطني السادس والأربعين أن أبعث إلى جلالتكم بإسمي شخصياً.. وبإسم إخوانكم قيادات وهيئات وأعضاء وحلفاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام بالجمهورية اليمنية، بأسمى آيات التهاني والتبريكات مقرونة بدعائنا إلى الله -سبحانه وتعالى- لشخص جلالتكم الكريم بموفور الصحة والعافية والسعادة، وبصادق أمنياتنا أن تُكلّل بالنجاح والتوفيق كل جهودكم العظيمة لتطوير السلطنة والنهوض بها لتبلغ أسمى مراتب المجد والرُقيّ، وتحقيق كل التطلعات والغايات والأهداف العظيمة لمسيرة النهضة العُمانية الشاملة. إن إخوانكم في الجمهورية اليمنية، وعلى وجه الخصوص قيادات وأعضاء وحلفاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام، يشعرون بالفخر والإعتزاز للمستوى الرائع والمتطوّر الذي بلغته سلطنة عُمان الشقيقة في ظل قيادتكم الرشيدة لمسيرة العطاء المجسّدة للقيم الحضارية الضاربة جذورها في تاريخ الشعب العُماني الشقيق، والمواكبة لتطورات العصر في ميادين العِلم والثقافة والسياسة والإقتصاد والبناء والتشييد، والتي ستظل شواهد ومعالم بارزة لعظمة ما أنجزتموه وحققتموه للشعب العُماني الشقيق، وهو مايؤكد صوابية نهجكم الرشيد الذي رسمتموه لسلطنة عُمان الشقيقة، وتركيزكم على الإهتمام ببناء الإنسان العُماني والوصول بشعبكم إلى مصاف الشعوب المتقدّمة والتي بلغت شأناً كبيراً في الجوانب العلمية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية وغيرها. إن النهج السياسي العقلاني المستقل الذي أرسيتموه لسلطنة عُمان الشقيقة منذ تولي جلالتكم قيادة مسيرة النهضة العُمانية الجديدة قد حقّق للشعب العُماني الشقيق أسمى مراتب العزّة والفخار، وتبوأت عُمان مكانة رفيعة وعالية بين دول العالم تحظى بالإحترام والتقدير.. نتيجة للتعامل المسؤول للسلطنة مع كل قضايا المنطقة والعالم وحرصها الكبير على إشاعة أجواء السلام والمحبة بين الأشقاء والأصدقاء على حد سواء. أخي جلالة السلطان المعظّم: إن إخوانكم أبناء الشعب اليمني يقدّرون لجلالتكم موقفكم الأخوي الصادق تجاه وطنكم الثاني اليمن.. وحرصكم على تجنّب كل مامن شأنه أن يؤدي إلى الحرب والإقتتال، والتدمير والخراب، كما يقدّرون قراركم الحكيم والمسئول بعدم الزج بسلطنة عُمان الشقيقة للمشاركة مع ماسُمّي بدول التحالف العربي للعدوان على اليمن أرضاً وإنساناً، وهو ما يعكس حرص جلالتكم على حقن الدماء.. وضرورة حل الخلافات بين الإخوة بالتفاهم والحوار، وخاصة بين الأطراف المتصارعة في اليمن، بإعتبار ذلك هو السبيل الأمثل للحفاظ على سلامة اليمن ووحدتها وأمنها وإستقرارها، وكذلك لحل أي تباينات أو خلافات تنشب بين اليمنيين وأشقائهم في المملكة العربية السعودية، حقناً لدماء أبناء الشعبين الشقيقين، وصوناً لمقدراتهما وحفاظاً على أمن وإستقرار وسلامة البلدين والمنطقة، وعدم إتاحة الفرصة وإيجاد الذرائع والمبررات لأي تدخّلات خارجي في الشئون الداخلية لليمن ولبقية دول المنطقة. واسحمو لنا -ياجلالة السلطان- أن نعبِّر عن عظيم امتنان وتقدير الشعب اليمني والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصاره لجهود جلالتكم التي تبذلونها من أجل تحقيق السلام في اليمن، ولما قدمتموه من جهود ومساعدات أخوية كبيرة لإخوانكم اليمنيين ورعايتكم الكريمة للمشاورات التي من شأنها تحقيق السلام الشامل والكامل والعادل في وطنكم الثاني اليمن، وإيقاف العدوان الآثم على بلادنا.. ورفع الحصار الجائر على سبعة وعشرين مليون يمني، واستئناف المشاورات التي من شأنها الوصول إلى تسوية سياسية كاملة لإنهاء الأزمة وإحلال السلام. وأن هذه المواقف لجلالتكم ولحكومتكم الموقّرة، وللشعب العُماني الكريم، ستظل خالدة في ذاكرة الشعب اليمني الذي لايمكن أن ينسى لجلالتكم جميل ما صنعتموه وما قدمتموه من أجله، كما أنها ستظل محفورة في وجدان كل اليمنيين جيلاً بعد جيل، لأنها مواقف صادقة وأصيلة من قائد صادق وأصيل.. ومن شعب عظيم وكريم. أجدد لجلالتكم التهاني والتبريكات، ومن خلالكم للشعب العُماني الشقيق، بعيده الوطني المجيد.. راجياً أن تتفضلوا بقبول أسمى إعتباري وتقديري وإحترامي،، أخوكم الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام صنعاء: 18 نوفمبر 2016م الموافق: 18 صفر 1438ه