نظم (التكتل الوطني للتنمية) بالشراكة مع (مؤسسة حماية القانون وتعزيز السلم الاجتماعي) صباح اليوم - اللقاء الموسع لمنظمات المجتمع المدني والمبادرات الشبابية في محافظة تعز، وذلك تحت شعار (تعز .. في ظل انتهاك حقوق الانسان والصمت الدولي). وفي اللقاء الذي شاركت فيه العشرات من منظمات المجتمع المدني - القى الاستاذ عمر حمود الشجاع رئيس (التكتل الوطني للتنمية) كلمة رحب في مستهلها بالمشاركين في اللقاء - مشيدا بالدور الكبير والبارز الذي لعبته منظمات المجتمع المدني في المجال الانساني واسهاماتها في تذليل الصعوبات المعيشية التي يعيشها المواطنين في المحافظة نتيجة الحرب والحصار .. داعيا المنظمات الاقليمية والدولية الى بذل المزيد من الجهود في تقديم العون والمساعدات الانسانية للمتضررين من الحرب وفي مقدمتها (منظمة اليونيسيف - منظمة الهجرة الدولية - الصليب الاحمر - برنامج الغذاء العالمي). وقال الشجاع: إن تعز تحتل المرتبة الاولى من حيث تعداد السكان على مستوى محافظات الجمهورية .. وهي في ذات الوقت الاكثر تضررا من الحرب والحصار .. لذلك اصبح لزاما على منظمات المجتمع المدني ان تكثف جهودها الاغاثية والانسانية من خلال العمل بشكل متواصل على توفير المساعدات الاغاثية للناس وتوفير كافة المتطلبات والاحتياجات الظرورية خصوصا للنازحين. من جانبها تحدثت الاستاذة والناشطة الحقوقية اروى الشميري عن الوضع الانساني واحتياجات المحافظة في المرحلة الحالية .. مستعرضة العديد من التقارير المحلية والدولية التي ترصد وتوثق فضاعة ووحشية الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين في محافظة تعز خصوصا المرأة والطفل .. الى جانب حجم الدمار والخراب الذي خلفته الحرب في المحافظة سواء ما يتعلق بالبنى التحتية او الممتلكات الخاصة ومساكن المواطنين .. لافتة الى ان تعز اصبحت مدينة منكوبة تعاني صعوبات جمة جراء القصف والانتهاكات الخطيرة لقوانين حقوق الانسان .. مؤكدة بأن هناك تداعيات خطيرة في الجانب الانساني خصوصا في مناطق النزوح وأن المخيمات صارت تعاني ثلاثية الموت (الجوع - البرد - القصف) وكل ذلك في ظل صمت وتجاهل دولي مريب. الى ذلك استعرضت الناشطة في المجال الانساني الاستاذة عفاف مكي - طبيعة التدهور والاثار الخطيرة التي طالت الجانب التعليمي في المحافظة .. مشيرة الى ان الحرب اثرت بشكل كبير على هذا المجال وبسبب ذلك دمرت العديد من المدارس .. والآلف من الطلاب حرموا من التعليم .. مطالبة الكادر التعليمي بالعودة الى العمل .. داعية منظمات المجتمع المدني والمنظمات المانحة الى التركيز على اولويات احتياجات التعليم في المحافظة .. مبينة ان التعليم يعد ركن اساسي في عملية التنمية ويجب تأمين المؤسسات التعليمية وابعادها عن الصراعات المسلحة. بدوره استعرض الاستاذ محمد عبدالقادر عبد الاله الوضع البيئي المتدهور في المحافظة .. مقدما البعض من التصورات التي من شأنها ان تحقق النظافة وتنتشل المحافظة من كارثة بيئية وشيكة .. مطالبا الجميع بالالتفات لهذا الجانب والعمل على تحقيق الامن البيئي في المحافظة والذي بدوره يضمن عودة المنظر الجمالي في مدينة تعز بشكل عام. وتحدثت في اللقاء الاستاذة صفية المخلافي مسؤلة التدريب في منظمة السلم الاجتماعي والتوجه المدني .. مبينة الآثار والنتائج السلبية الخطيرة الناجمة عن الحصار المفروض عن المدينة واغلاق منافذها من الناحية الاقتصادية والبيئية والصحية وايضا الانتهاكات والاعتداءات التي تطال المواطنين بسبب الحصار. أما الدكتور محمد فائد الشميري - رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار .. فركز حديثة على دور منظمات المجتمع المدني في العمل الانساني .. مشيرا الى اهمية التنسيق والتعاون بين منظمات المجتمع المدني وبناء الثقة بين مختلف شركاء العمل الانساني وتقوية العلاقة التكاملية بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني لرفد العمل الانساني . كما أكد الدكتور الشميري على توحيد قاعدة البيانات للمحافظة .. داعيا كافة قيادات المنظمات الى التركيز على ذلك. وفي ختام اللقاء الذي عقد في قاعة المختبر المركزي بمستشفى الثورة العام بمدينة تعز - تم تلاوة التوصيات التي خرج بها اللقاء وهي على النحو التالي: انطلاقا من المسئولية المهنية والاخلاقية والإنسانية الملقاة على عاتقنا كمنظمات مجتمع مدني في محافظة تعز .. واستشعارا للوضع المأساوي والكارثي الذي تعيشه المحافظة الوقت الحالي والذي طال بتبعاته الخطيرة حياة الانسان في مختلف جوانب ومجالات الحياة - عمدنا الى عقد هذا اللقاء الموسع تحت شعار (تعز في ظل انتهاك حقوق الانسان والصمت الدولي) .. والذي وقفنا خلاله على طبيعة المعاناة التي طالت كل شيء في المحافظة .. وخلصنا في ختامة الى مايلي: تؤكد قيادات منظمات المجتمع المدني في محافظة تعز - بأن ما تشهده المحافظة بشكل خاص، واليمن بشكل عام من انتهاكات صارخة ومستمرة لحقوق الإنسان، الى جانب الإغفال والتجاوزات المتعمدة لنصوص وقواعد القانون الدولي الإنساني .. بالإضافة الى التجاهل المستمر لصرخات واستغاثات الاطفال والنساء في محافظة تعز جراء حرب الإبادة واعمال الحصار والدمار التي يواجهونها - تعد وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، بل الإنسانية بشكل عام .. وما لم تسارع المنظمات الإنسانية الدولية وتتحمل مسئولياتها تجاه الوضع الكارثي الذي تشهده هذه المحافظة، فإن العواقب التي ستنجم عن ذلك في قادم الايام .. ستكون وخيمة ولن يقوى على مواجهتها أحد. - تطالب منظمات المجتمع المدني في محافظة تعز، المجتمع المحلي والإقليمي والدولي بسرعة التحرك لاستقصاء حجم المعاناة التي يمر بها ابناء المحافظة جراء الحرب والحصار التي تتجرع مرارتها طيلة عامين. - تطالب منظمات المجتمع المدني في محافظة تعز كافة المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني بضرورة العمل على الإستجابة العاجلة وتلبية الإحتياجات المعيشية الضرورية للمجتمع المحلي المتضرر من الحرب. - تؤكد منظمات المجتمع المدني في محافظة تعز - على ضرورة تحمل المنظمات الإقليمية والدولية وعلى رأسها (اليونسيف - الهجرة الدولية اللاجئين -الصليب الاحمر - برنامج الغذاء العالمي) مسئولياتها والمسارعة على التدخل الفوري في تفقد الجوانب الإنسانية في المحافظة بما يحد من تفاقم الأوضاع والظروف المعيشية ويخفف من تبعاتها وأثارها المستقبلية. - تطالب منظمات المجتمع المدني في محافظة تعز المجتمع الدولي بسرعة تحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية والعمل بشكل جدي والعمل على رفع الحصار المفروض عن المنافذ والطرق الرئيسية والفرعية من وإلى محافظة تعز وبالتحديد إلى مدينة تعز. - تدعو منظمات المجتمع المدني في محافظة تعز السلطات الرسمية سرعة العمل على صرف مرتبات الموظفين بمختلف القطاعات الحكومية .. ووضع حد للماطلة . - تؤكد منظمات المجتمع المدني في محافظة تعز على ضرورة تكاتف وتوحيد جهود كافة المكونات والاطراف المحلية في سبيل دعم جهود المنظمات المحلية في تقديم الدعم الغذائي والصحي الإنساني وتذليل الصعوبات اللازمة التي تمكنها من القيام بواجباتها في الجانب الإغاثي بالشكل المطلوب .. كما تؤكد على ضرورة وأهمية اشراك المكونات والمنظمات المحلية المختلفة في الأعمال الإغاثية الانسانية. - تطالب منظمات المجتمع المدني في محافظة تعز الجهات الإشرافية على الاعمال الإغاثية الانسانية سرعة تشكيل لجنة رقابية للإشراف على توزيع المساعدات الانسانية . - تؤكد منظمات المجتمع المدني في محافظة تعز على تعزيز دور الاعلام في العمل الانساني والعمل بحيادية ، والتأكد من المعلومات بصفتها رافدا اساسيا لتغذية المجالات الانسانية بالمعلومات . - تؤكد منظمات المجتمع المدني في محافظة تعز على ضرورة تحمل السلطات مسئولياتها الانسانية والأخلاقية، والعمل على دعم وتشجيع ومساندة البرامج والأنشطة المعززة لترسيخ ثقافة السلام والتعايش في محافظة تعز بشكل خاص وعلى امتداد الساحة اليمنية بشكل عام. الجدير بالذكر ان كل من: (التكتل الوطني للتنمية - وشبكة انقاذ للاغاثة - والمجلس التنموي لمنظمات المجتمع المدني - والمجلس التنسيقي لمنظمات المجتمع المدني - ومجلس حماية الطفولة) الذين نظموا اللقاء هم عبارة عن تكتلات مجتمعية يضم كل واحد منها في عضويته العشرات من منظمات المجتمع المدني العاملة في مختلف المجالات وتحديدا المجال الانساني والاغاثي.
