مازال مئات من السعوديين والخليجيين ضمن آلاف من الركاب المُحاصرين في مطارات أوروبية بعدما تسبب رماد ناجم عن بركان ثائر في أيسلندا في عرقلة جميع الرحلات الجوية وإغلاق المطارات في مختلف أنحاء القارة قبل يومين. وقد شهدت محطات القطارات زحاماً وتكدساً كبيراً، مع تصاعد مؤشرات إغلاق العديد من المطارات الأوروبية يوماً ثالثاً، فيما لجأ آخرون إلى وسائل النقل البرى عبر الحافلات والتاكسي الخاص عبر الحدود هذا فيما يخص المسافرين الأوروبيين. أما المسافرين السعوديين العائدين إلى بلادهم بعد سفرات علاج أو عمل أو سياحة أو ابتعاث, فقد علقوا داخل المطارات بعد إلغاء الرحلات من وإلى مطارات السعودية ودول الخليج عامة، وقد اضطر عدد منهم إلى استئجار شقق سكنية قريبة من المطار حتى ينتهي الحظر الجوي، فيما طالب آخرون بشمولهم بتوجيه ولي العهد السعودي بإسكانهم على نفقته الخاصة أسوة بالمتواجدين في مطار هيثرو بالمملكة المتحدة. حيث زعم ولي العهد السعودي سلطان بن عبد العزيز أنهُ وجه بسرعة تأمين سكن لجميع السعوديين العالقين في مطار هيثرو البريطاني الذي تم إغلاقه بسبب البركان في فنادق المطارات على نفقته الخاصة وبلغ عددهم 50 سعودياً فقط, ويبدو أن أغلب هؤلاء لهم صلة قرابة أو نسب بولي العهد. وقالوا : إنهم لا يعرفون إلى متى سيستمر الحظر الجوي خاصة وأن ما معهم من مال أوشك على النفاد، ودعوا السفارات السعودية في أوروبا إلى فتح أبوابها لهم للمبيت فيها. ومن جهة أخرى وكالعادة فقد أكدت السفارة السعودية في باريس أنها تتابع عن كثب وضع الركاب السعوديين في المطارات الفرنسية، وأنها لم تتلق حتى الآن أي شكوى من وجود عقبات قد واجهت أحد الراغبين في السفر من رعايا السعودية بعد إغلاق ما يقرب من 25 مطاراً في شمال البلاد، لتنضم بذلك إلى قائمة الدول الأوروبية التي أغلقت مجالاتها الجوية. وعلى صعيد ذي صلة قال معهد الأرصاد الجوية في ريكيافيك"أيسلندا" صباح أمس : إنه لم يلحظ أي تغير في نشاط البركان الذي انفجر قرب نهر ايجافجالاجوكول الجليدي في الجزء الجنوبي من أيسلندا وغيرت الرياح اتجاهها صوب الجنوب، ما يعني أن الرماد البركاني سوف يواصل رحلته عبر أوروبا ولا تتوقع هيئات الأرصاد الجوية، هطول الأمطار التي يمكنها تشتيت السحابة قريباً، ووسط توقعات بزيادة الظروف الجوية المواتية للطيران مدت الدول الأوروبية الحظر المفروض على الطيران لليوم الثالث على التوالي.