أعلنت وزارة التربية والتعليم أن وجود اسم يوسف الأحمد صاحب الفتاوى المتطرفة على واجهة كتاب الفقه وقواعد السلوك، بقولها إنه لا يهمها مواقفه وآراؤه المعلنة، المهم أن ما وضعه في الكتاب يتفق مع القرآن والسنة، والحقيقة أن هذا القول يكشف عن حالة دفاع وإنكار خاصة أن الأمر هو من صميم خطة تعليمية عانت من الخيبات ما عانت، وهي محل تساؤلات الناس وانتقادات الصحافة. والحقيقة أن رد الوزارة يذكرني بنكتة عن راقصة واجهها أحد زبائنها بأنها غير جميلة، فما كان منها سوى أن قالت له: مش مهم الجمال المهم الأخلاق. وزارة التربية والتعليم تقول مش مهم أراء ومواقف المؤلف الشخصية، مش مهم أنه اشتكانا وعارض زيارة نائبتنا لفصل دراسي في مدرسة للبنين، لأنها تختلط بالرجال، مش مهم أنه عارض تعليم المعلمات للصفوف الاولى من الأطفال ووصفها بأنها تطبع على الاختلاط الحرام، مش مهم هدم الحرم حتى لا يرى فيه جنس امرأة في الحرم تطوف علانية، مش مهم ظهوره في القنوات الفضائية يصيح قاطعوا محلات بنده لأنها أمنت للنساء عملاً، مش مهم كل هذا المهم الأخلاق، وإذا كانت الراقصة لن تستطيع أن تثبت أنها على خلق في الكباريه فمن أين يستطيع الأحمد أن يثبت أنه معتدل وبعيد عن التطرف بعد مواقفه هذه كلها؟ ثم هل سمعتم أن أسامة بن لادن في بيانه الأول بعد الإطاحة بأبراج منهاتن يقول إنه نسفها اتباعاً لنظرية ماركس الشيوعية في محاربة العدو الرأسمالي، أم لأنه يتبع القرآن والسنة ومحاربة الكفار وإلحاق أكبر الخسائر بهم؟ بربكم هل أصدرت القاعدة يوماً بياناً وبررت فعلتها بعد تفجيرات المحيا والحمراء ومبنى الأمن العام بغير أنها تتبع ما جاء في القرآن والسنة. حتى الاحمد نفسه لم يقل يوماً أن آراءه كانت اجتهاداً شخصياً قابلاً للصواب والخطأ، كلهم يفهمون القرآن والسنة حسب تأويلاتهم الشخصية، فماذا نظن بهم حين يؤلفون الكتب سوى أن يضعوا تأويلاتهم التي هي فهم وموقف ورأي شخصي بالأخير؟ قبل الأحمد درس أبناؤنا وهم في سن السابعة أنواع الشرك، من شرك ظاهر وشرك باطن، وفي مادة السلوك حفظوهم أحكاماً عن حكم مشاهدة الفضائيات، وماذا تفعل لو ركبت أمك مع السائق لوحدها وما حكم الأكل من يد الخادمة المسيحية التي في بيتك؟ وغنياً عن القول إن جوابها واحد، حرام. وللأسف فإن معظم الطلبة كانت أمهاتهم يركبن لوحدهن مع السائق وفي بيوتهم فضائيات ويأكلون من يد الخادمة المسيحية، والسؤال الذي أضعه لكم اليوم هو: من ماذا سنشكو بعد أن وضع الأحمد وقائمة المؤلفين معه ما وضع في مادة الفقه والسلوك؟ وسؤالي يذكرني بسؤال الإيرانيين بعد حكم الملالي حين قالوا: في حكم الشاه كنا نشكو الشاه على الله، واليوم على من سنشكو الملالي.