أكدت مصادر محلية في أبين سقوط عدد من القتلى والجرحى من العسكريين والمدنيين في مواجهات عنيفة تشهدها مدينة "لودر" بمحافظة أبين منذ صباح اليوم بين قوات الأمن والجيش ومجاميع مسلحة يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة. وقالت المصادر: أن المواجهات اندلعت بعد هجوم مباغت بالقاذفات والقنابل اليدوية والأسلحة الخفيفة شنته مجموعة إرهابية على قوة عسكرية كانت ترابط في أطراف لودر، وأصابت خلاله عربة، وأسقطت نحو شهيدين وما لا يقل عن (4) مصابين من أفراد الجيش- طبقاً لمعلومات أولية- كما سقط عدد لم يعرف بعد من القتلى والمصابين من العناصر المهاجمة. وفيما يؤكد شهود عيان أن مدينة لودر شهدت منذ الصباح ظهوراً ملفتاً للأنظار للعناصر المسلحة في أغلب مفاصلها، فإنها أشارت أيضاً إلى وصول وحدات أمنية من القوة التي ترابط خارج المدينة، وبدء الانتشار وتطويق مناطقاً في لودر ومودية، والتوغل داخلهما وخوض اشتباكات عنيفة ما زالت تدور حتى هذه اللحظات مع العناصر الإرهابية. وكانت تقارير أمنية سابقة كشفت اعترافات لعناصر القاعدة ممن تم القبض عليهم تؤكد أن قبائلاً في أبين ومشائخها هي التي تأوي العناصر الإرهابية، وتقوم بمواجهة القوات الحكومية عند محاولتها القبض عليهم، والتي غالباً ما توقع الدولة في مأزق الاستغلال السياسي السيء للأحداث، الذي يخفي حقيقة أن هذه القبائل تسخر حتى نسائها لخدمة عناصر القاعدة من طبخ وغسل ملابس وغير ذلك من الاحتياجات- وهو أيضاً ما اعترف به رئيس استخبارات القاعدة إبراهيم محمد صالح البناء- في اعترافاته التي نشرتها "نبأ نيوز" اليوم، والتي أكد فيها أن هناك نحو ألف امرأة في التنظيم تتولى الدعم اللوجستي لمن وصفهم ب"المجاهدين". جدير بالذكر أن أحداث العنف في اليمن جرت العادة أن تتأجج في أعقاب أي خلاف بين القوى السياسية "الحاكم والمعارضة". فقد عادت ساحتي حراك الضالع ولحج للعنف والشغب بعد نصف يوم فقط من إقرار الحاكم لقانون الانتخابات ووصف المشترك لذلك بالانقلاب والتهديد بتفجير غضب الشارع، فيما تلتها أحداث أبين اليوم، وسط توقعات ترجح تصاعد العنف بشدة خلال الأيام القادمة، وبما يثير التساؤل حول طبيعة هذا التوافق بين القوى السياسية والجماعات التي تحترف العنف، وفيما إذا أصبح العنف ورقة ل"المناورة الديمقراطية"..!