أجرت صحيفة عكاظ السعودية حوارا مع حفيد الإمام يحيى حميد الدين حيث استنكر حفيد الإمام يحيى اتهام جده بأنه حرص على عزل اليمن عن الدول الاخرى خشية زوال حكمه وقال: من قال ذلك .. التاريخ يقول انه ارسل ابنه سيف الاسلام الحسين الى اليابان ووقع معها اتفاقية مهمة جداً وقبل تنفيذها نشبت الحرب العالمية، وفي عام 1947م اناب عنه ابنه سيف الاسلام عبدالله لتوقيع اتفاقية مهمة مع امريكا التي حاولت كثيرا السلطة البريطانية اجهاضها واعاقتها حتى مقتله فمقتل الامام يحيى كان امراً معروفاً عند البريطانيين الذين كان لهم دور كبير في دعم حركة المعارضة", وتابع يقول : نعم الامام يحيى كان يخشى على اليمن اطماع الدول الاجنبية التي استعمرت في فترة حكمه المنطقة العربية ولهذا كان حذرا منها فذهب الى اليابان وامريكا التي لم يكن لها اي وجود عسكري في المنطقة". وعلي بن ابراهيم هو من مواليد صنعاء 15 رجب 1365ه، ووالده الذي كان يلقب بسيف الإسلام هو الابن التاسع للامام يحيى من بين ابنائه الاربعة عشر ومات والده مقتل جده كما قال بعدة اشهر فيما كان هو في السابعة من عمره. وفي الحوار اعتبر حفيد الإمام يحيى أن جده "هو المؤسس الحقيقي للدولة اليمنية الحديثة", وقال انه كان "عنصر الاستقرار والتوازن فيها بذلك الوقت وتعتبر فترة حكمه فترة تأسيس وتوحيد والوقوف اما المؤامرات الخارجية وحتى الداخلية (...) وقد عرفه الجميع بانه منظم كالساعة". وأضاف انه "كان قريبا من أبنائه المواطنين استطاع بعون من الله ثم بدعم المخلصين من حوله تحرير اليمن من يد الدولة العثمانية وتوحيدها وارساء الامن والعدل فيها حتى ان الاعداء قبل الاصدقاء حسب قوله شهدوا له بذلك ويكفي ان القاضي اسماعيل الاكوع رغم اختلافنا معه فيما قاله عن املاكنا اشار في بعض أحاديثه الى أن الامن والحزم مصدر فخر لأئمة بيت حميد الدين". وقال متحدثاً عن أملاكهم في اليمن ان "حقنا ثابت ثبوت الجبال ووثائقنا واضحة وصريحة". وتابع علي بن إبراهيم الذي يقيم حاليا في المملكة العربية السعودية مع أسرته ان جده "اتصف بالحكمة ومخافة الله فذات مرة وبينما كان راكبا سيارته التي أهديت اليه متوجها بها الى المسجد اعترضه البعض وهم يقولون له كيف تركب هذه الالة غير المرغوبة «العفريتة» ولانه شعر بانهم يبيتون النية لاشعال فتنة نزل منها وقال لن افكر في ذلك مستقبلا وتوجه الى المسجد سيرا على الاقدام". وزاد متحدثاً عن أوصاف جده انه "كان يردد دائما ان الحاكم يجب ان يكون مطلعا وعالما بكل شيء في دولته وكان عادلا فمن عدله كان يتقبل التحاكم بينه وبين الغير رغم انه كان الحاكم". ورفض علي بن ابراهيم مقولة البعض من "ان الحكومة هي الامام وان الامام هو الحكومة".، وقال :المطر له محب وكاره وإرضاء جميع الناس صعب وهذه شائعة غير صحيحة فرئيس الوزراء كان القاضي عبدالله حسين العمري الذي قتل معه ووزير الخارجية كان القاضي محمد راغب فيما كان ابنه سيف الاسلام احمد اميراً لحجة ثم أميرا لتعز وكان ابنه سيف الاسلام علي وزيرا للدفاع فيما كان امير صعدة «الناظرة» سيف الاسلام محمد ابو نيب والذي كان مفوضا تفويضا كاملاً ومثله كان عامل قضاء الشرفين محمد الشرقي وغيرهم كثير"، واستطرد قائلا : للأسف الناس حكمت على الامام من منطلق عقلية اليوم وليس من منطلق عقلية الامس التي كانت في ذلك الوقت مرتبطة امورها بالاشخاص أنفسهم". ووحول وصف جده بالبخل رد قائلا : لماذا لا نسميه بالحريص على أموال المسلمين .. لقد كان يرحمه الله يخشى من الله كثيرا وكان يشعر ان المال هو للشعب اليمني . وحول سبب أن الحكم كان في بيت حميد الدين حكم متوارث رغم أن المذهب الزيدي لا يؤيد توارث الحكم يقول : كانت بعض الاحداث تتحكم في توارث الحكم وهذا ما حدث لبيت حميد الدين من باب أن اهل هذا البيت يعرفون ببواطن امور الحكم". وبعد حدوث ثورة 26 سبتمبر قال انه لم يتمكن من الاختباء عن أعين الحركة لأن "الأحداث وقعت سريعة وقبل أن نتنبه للامر جاء حراس القصر وطلبوا منا الانتقال إلى دار الضيافة عندها تأكدنا أننا أصبحنا قيد الاحتجاز (اسرى)". وأوضح أنه اعتقل لمدة " ثلاث سنوات بعدها جرت في 1965م عملية تبادل للاسرى عن طريق الصليب الاحمر الدولي بين المقاومة اليمنية والجيش المصري، الذي كان له دور كبير في عملية الاطاحة بحكم الامام البدر خرجت على إثرها من السجن". وحول كيفية قضائه للفترة التي قضاها داخل السجن قال ان "اصعب شيء على الانسان مصادرة حريته وبعدها لا يهم أي شيء وكنت اقضي وقتي بين قراءة القرآن وتبادل الاحاديث وممارسة بعض الالعاب الرياضية". وأضاف انه التحق بعد خروجه من السجن بالمقاومة تحت قيادة الامام البدر فاليمن كما قال أصبحت تشهد حرباً أهلية بلغت ذروتها في 1967م وقضينا أغلب أوقاتنا داخل الكهوف احتماء من قصف الطيران الذي كان يضرب بشدة مستخدما كافة انواع القنابل وبعد نكسة 67 خرج الجيش المصري وعادت القوة للملكية وواصلت حربها مع حركة المقاومة وتدخل الملك فيصل يرحمه الله بمبادرة مصالحة بين اليمنيين سنة 1968م وحينها رأى العاقلون قيام القيادات الملكية بمسيرة سلام إلى صنعاء والالتقاء فيها بالقيادات الجمهورية لبحث حلول لوقف الحرب القائمة بين الطرفين ولكن الحاقدين الرافضين لتلك المصالحة تدخلوا وأعاقوا المسيرة وتحولت إلى تصادم وحرب ومسيرة دامية امتدت من الجوف إلى خولان ومعها حاصرنا صنعاء حصارا محكما لسبعين يوما. ويتابع حفيد الإمام يحيى قائلا : كرر الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله مبادرته من جديد وبدلا من الاستماع إليها قام الجيش الجمهوري في سنة 1969م بقتل ابن عمي عبدالله بن الحسن في صعدة والدخول إليها واحتلالها وسرعان ما استعدناها، ثم قبلوا بعدها بالمصالحة وقد جئنا بعدها من اليمن إلى المملكة . وأوضح علي حميد الدين ان كل من كان حيا خرج من بيت حميد الدين وقال ان "الامام يحيى كان له من الابناء 14 ولداً و6 بنات اكبرهم الامام احمد واصغرهم سيف الاسلام عبد الرحمن وهو الوحيد الذي بقي منهم حيا ويصل عدد نسل بيت حميد الدين حاليا الى «400» فرد والغالبية منهم يعيشون في المملكة التي انعم حكامها علينا وانسونا معاناتنا واحزاننا" حسب قوله. وعن المرحلة التي يقضيها في السعودية قال : في بداية مجيئي إلى هنا حاولت العمل في التجارة لمدة عشر سنوات ولكني فشلت فيها ومن يومها قررت الالتفات للمطالعة والاستماع لنشرات الاخبار والقيام بالواجبات الاجتماعية ووقتي غير منظم وكنت أتمنى أن يكون افضل من ذلك لكني بلغت من العمر عتيا. وقال رغم انه يعيش في نعيم "لكن يظل الحنين للارض والاهل والذكريات". وأضاف انه لم يحقق شيء من أمنياته "تمنيت إكمال دراستي ولم أكملها وتمنيت أن أصبح طبيبا ووجدت نفسي مريضا بالشيخوخة واحمد الله انني حققت أهم شيء في حياتي هي تربية ابنائي وتعليمهم". وتابع ردا على سؤال عن أصدقاء الطفولة " هم موجودون داخل قلبي وعلى تواصل دائم بهم منهم ابناء عمومتي وابناء جيراننا بيت الخوجه والشامي وابناء حارة الصياد". وقال انه رغم تأثره الشديد بجده الإمام يحيى الذي قال انه يعتبره قدوته لكنه لم يتعلم منه شيئاً "لانه مات وأنا صغير".