"نضحك لنحيا، ونخفي الكآبة التي تخنقنا كما يفعل الغبار بصنعاء هذه الأيام، الضحك سلاحنا في مواجهة الطاعون، والسخرية مضادنا الحيوي لقتل هذا الوباء" هكذا يبرر الشاب اليمني صلاح النهمي سبب الهستيريا الجنونية التي أصابته مجرد استماعه لآخر خطابات عبد الملك الحوثي، وهو يتحدث عن فكرة استثمار الأحجار الكريمة كمصدر دخل قومي لإنقاذ الاقتصاد. منذ ثلاثة أيام وردود أفعال اليمنيين الساخرة مستمرة في الانتشار والاشتعال، تحديداً على مواقع التواصل. لم يعد يستبعد الصحافي وليد البكس أن تتحول منظمة التجارة العالمية إلى منظمة "الحِجَارة" العالمية. أما الشاب زكريا الربع فلم يلبث كثيراً حتى ابتكر فكرة جديدة. قام بأخذ حجر مربع ولصق عليه ورقة كتب فيها قيمة مرتبه الشهري كالتالي (المبلغ 10 آلاف ريال فئة 1000 ريال زينة، كناية عن أحجار الزينة، وأسفلها توقيع عبد الملك الحوثي). يضيف زكريا بطريقته اللاذعة: "والدي طلب مني الخروج إلى الشارع من أجل جمع الأحجار الكريمة وتسديد إيجار البيت". وعلى طريقته يعلق صدام أبو عاصم "زوّجوا بناتكم ولو بصرخة، أو بخاتم من حجر". وفيما يتوقع آخرون ارتفاع مؤشرات أسهم سوق الحجارة في محافظة صعدة، معقل الحوثيين شمال اليمن، يتساءل أحد الشباب عن مقابل المهر من الأحجار عند الزواج. وأضاف "أخوكم مزنوق يشتي يتزوج". من بين تعليقات الأشخاص الذين لم ترق لهم فكرة استثمار الأحجار عبد الباسط الشاجع وهو ناشط شبابي، قال: "ماذا تنتظرون من فتى يسكن داخل الكهف؟ يعيش بالعصر الحجري، ويفكر بالعقل الحجري، ويخطب بالكلمات الحجرية، ويملك الرؤية الحجرية، حتى الكلمات العصرية لا يستطيع نطقها". الشابة حنان قحطان كتبت في تغريدة لها على موقع "تويتر": "أحمدك يا رب، عدد أحجار بيتنا، وأحجار بيت أخي، وأحجار بيت جدي، وبيت عمي، وأحمدك على نعمة العقل والدين والرزق الكثير من الأحجار". أما رفيقتها الناشطة الحقوقية فاطمة الأغبري، فقالت "قبل أمس كانت أمي تدعو وتقول الله يرزقك بزوج اليوم بطلت تدعي بهذا وأصبحت تقول الله يرزقك بحجر". وقد انصرف الجميع إلى محرك البحث "غوغل" للبحث عن صور مختلفة للأحجار ونشرها مع عبارات ساخرة وبطريقة مثيرة. الأستاذ والمحلل السياسي علي الشريف يوضح ل "العربي الجديد" أن السخريه التي تلاقيها خطابات الحوثي تعكس أمراً واضحاً، وهو بعد المسافة في الوعي بينه وبين اليمنيين.
