رشاد العليمي حاقد و"كذّاب" تفوّق على من سبقه ومن سيلحقه    شعب الجنوب أستوعب صدمة الاحتلال اليمني وأستبقى جذوة الرفض    فلنذكر محاسن "حسين بدرالدين الحوثي" كذكرنا لمحاسن الزنداني    ليس وقف الهجمات الحوثية بالبحر.. أمريكا تعلنها صراحة: لا يمكن تحقيق السلام في اليمن إلا بشرط    شيخ بارز في قبضة الأمن بعد صراعات الأراضي في عدن!    الحوثيون يراهنون على الزمن: هل ينجحون في فرض حلولهم على اليمن؟ كاتب صحفي يجيب    أنباء غير مؤكدة عن اغتيال " حسن نصر الله"    الأمل يلوح في الأفق: روسيا تؤكد استمرار جهودها لدفع عملية السلام في اليمن    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    "بعد وفاته... كاتبة صحفية تكشف تفاصيل تعرضها للأذى من قبل الشيخ الزنداني ومرافقيه!"    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    دوري ابطال آسيا: العين الاماراتي الى نهائي البطولة    تشييع مهيب للشيخ الزنداني شارك فيه الرئيس أردوغان وقيادات في الإصلاح    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    كلية القيادة والأركان بالعاصمة عدن تمنح العقيد أديب العلوي درجة الماجستير في العلوم العسكرية    نزوح اكثر من 50 الف اثيوبي بسبب المعارك في شمال البلاد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    بن دغر يوجه رسالة لقادة حزب الإصلاح بعد وفاة الشيخ عبدالمجيد الزنداني    إعلان موعد نهائي كأس إنجلترا بين مانشستر يونايتد وسيتي    مفسر أحلام يتوقع نتيجة مباراة الهلال السعودي والعين الإماراتي ويوجه نصيحة لمرضى القلب والسكر    مركز الملك سلمان يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في الجوف    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    رئيس مجلس القيادة يجدد الالتزام بخيار السلام وفقا للمرجعيات وخصوصا القرار 2216    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    إنزاجي يتفوق على مورينيو.. وينهي لعنة "سيد البطولات القصيرة"    "ريال مدريد سرق الفوز من برشلونة".. بيكيه يهاجم حكام الكلاسيكو    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    لابورتا بعد بيان ناري: في هذه الحالة سنطلب إعادة الكلاسيكو    انقطاع الشريان الوحيد المؤدي إلى مدينة تعز بسبب السيول وتضرر عدد من السيارات (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مكان وموعد تشييع جثمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني    قيادي حوثي يقتحم قاعة الأختبارات بإحدى الكليات بجامعة ذمار ويطرد الطلاب    التضامن يقترب من حسم بطاقة الصعود الثانية بفوز كبير على سمعون    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    ميلشيا الحوثي تشن حملة اعتقالات غير معلنة بصنعاء ومصادر تكشف السبب الصادم!    برئاسة القاضية سوسن الحوثي .. محاكمة صورية بصنعاء لقضية المبيدات السامة المتورط فيها اكثر من 25 متهم    دعاء مستجاب لكل شيء    ديزل النجاة يُعيد عدن إلى الحياة    عودة الزحام لمنفذ الوديعة.. أزمة تتكرر مع كل موسم    رئيس مجلس النواب: الفقيد الزنداني شارك في العديد من المحطات السياسية منذ شبابه    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    ارتفاع الوفيات الناجمة عن السيول في حضرموت والمهرة    تراجع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر.. "كمل امكذب"!!    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الزنداني يكذب على العالم باكتشاف علاج للإيدز ويرفض نشر معلوماته    الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تفعل هذا الأمر    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    المواصفات والمقاييس تختتم برنامج التدريب على كفاءة الطاقة بالتعاون مع هيئة التقييس الخليجي    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مأرب برس ينشر السيرة الذاتية لزعيم جماعة الحوثي
نشر في مأرب برس يوم 12 - 04 - 2015

أعلنت الليلة قناة العالم على حسابها بموقع التواصل الإجتماعي عن مقتل زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي بغارة ل #عاصفة_الحزم
مأرب برس تنشر السيرة الذاتية لعبد الملك الحوثي:
والده هو بدر الدين الحوثي أحد أبرز علماء الزيدية في اليمن ولد في مدينة ضحيان الواقعة في محافظة صعدة وأُمّه هي أيضاً من مدينة ضحيان من أسرة "آل العجري"، وتعرف مدينة ضحيان بمدينة العلم والعلماء[10].
حياته المبكرة
ولد عبد الملك الحوثي في محافظة صعدة الريفية في وسط عائلة متدينة، فجده أمير الدين الحوثي وأخ جده الحسن بن الحسين الحوثي من رجال الدين المعروفين في المنطقة، وكان والده أحد كبار المرجعيات الدينية الزيدية الذي تتلمذ على يدها العشرات من رجال الدين.[11] فكان عبدالملك يتنقل منذ صغره مع أهله ووالده الذي كان يتنقل في وسط أرياف وقرى محافظة صعدة لتدريس العلوم الفقهية ولحل قضايا النزاعات بين الناس، ومنذ أن كان صغيراً كان عبدالملك الحوثي على علاقة وثيقة مع والده.
لم يدرس عبد الملك الدراسة النظامية، أو يحصل على أي شهادة علمية نظراً لعيشه في مناطق ريفية قد لا يتوفر فيها التعليم الحكومي لكنه درس على يد والده فبدأ والده بتحفيظه القرآن الكريم وتعليمة القراءة والكتابة في المنزل وهو في السادسة من عمره وبعد إن تعلم عبد الملك الحوثي القراءة والكتابة وأجتاز المرحلة الأولى من التعلم ألتحق بحلقات التدريس التي كان يقيمها والده في مسجد القرية فدرس الأحاديث النبوية والتفسير ودرس متن الأجرومية والشعر وعلم الكلام والفقه والمواريث وغيرها من الفروض العلمية وفق المذهب الزيدي[12] [13] وقيل أن والده خصص له منهجاً تدريسياً خاصاً عندما بلغ الثالثة عشر، فكان والده يقول عنه ""طارقة" (أي "علامة") وانه قطع شوطاً متقدماً في التحصيل الدراسي وقيل أن عبد الملك قد تزوج وهو سن الرابعة عشر.
في منتصف التسعينات ترك عبدالملك الحوثي حياة الريف وانتقل من محافظة صعدة إلى العاصمة اليمنية صنعاء للعيش مع أخيه الأكبر حسين مؤسس جماعة "الشباب المؤمن" (التي عُرِفت فيما بعد بجماعة انصار الله) وهناك اقترب منه كثيراً فثأثر به كثيراً حتى صار فيما بعد بمثابة الأب الروحي له وقدوته التي يقتدي بها وعمل كحارس شخصي لأخيه حسين الذي كان آنذاك عضواً في البرلمان اليمني عن حزب الحق وفي العاصمة صنعاء تعلم هناك أشياء كثيرة من ثقافة المدن وتفتحت هناك مدارك عبد الملك على جوانب فكرية متنوعة الحزبية والجغرافية والايديولوجية وكان أكثر ما شده فيها هو الجانب السياسي، إذ بدأ هناك يقرأ الصحف ويتابع الأخبار السياسية ويناقش تطورات ومستجدات الأوضاع بحكم أحداث تلك الفترة فترة منتصف التسعينات التي شهدت حرب عرفت باسم حرب الانفصال بين شمال اليمن وجنوبه.[14]
بداية توليه القيادة
Crystal Clear app kdict.png  مقالة مفصلة: نزاع صعدة
رغم وجود عدة أخوة لحسين بدر الدين الحوثي مؤسس جماعة انصار الله إلا أنّه لمس في أخيه الأصغر عبد الملك مواصفات القائد الذي يمكنه حمل الرايه من بعده، فقد كان أحد القادة الميدانيين البارزين أثناء الحرب الدائرة بينهم مع الحكومة اليمنية وكان حينها لا يزال في العشرينات من عمره. [15] [16] وفي أواخر العام 2004 وقبل أيام قليلة من مقتل حسين بدر الدين الحوثي تلقى عبد الملك منه رسالة مكتوبة تحتوي على توجيهات الخطة العسكرية للمواجهة وما يشبه الوصية بتحمل المسئولية والاستعداد لحمل الراية من بعده. كانت آخر معركة خاضها عبد الملك في تلك المرحلة هيّ عندما كان يحاول مع مجموعة من المقاتلين في قرية تسمى "الجمعة" في محافظة صعدة فك الحصار عن أخيه الذي كان متحصنناً هو ومجموعة من مناصرية في داخل كهف يسمى "جرف سلمان"، لكن محاولتهم في فك الحصار عنهم بأت بالفشل وقتل حسين بدر الدين الحوثي في العاشر من سبتمبر 2004 في داخل "جرف سلمان" هو ومجموعة من رفاقه [17] وانسحب عبد الملك من موقعه هو ومن معه من المقاتلين.
محتوى الوصية
بحسب رواية يرويها عابد المهذري رئيس تحرير صحيفة الديار وهو صحفي مقرب من جماعة الحوثي فأن وصية أخوه حسين كانت تطلب منه اللاستعداد والتهيؤ لمرحلة جديدة وطلب منه الهروب ومحاولة إخفاء نفسه وعدم الكشف عن هويته مطلقاً وخاصة في تلك الأيام، التزم عبد الملك بوصية أخيه الأكبر حسين وانطلق مع ثلاثة من رفاقه ونزلوا من أعالي قمم جبال مران حيثُ كانت تدور راحى الحرب وتسللوا بين قراها المدمرة وبين الشعاب والوديان واستمروا في السير والتخفي مترجلين دون أي وسيلة نقل حتى استطاعوا أن يفلتوا من قبضة الجيش اليمني الذي كان ينتشر ويحاصر كل أنحاء مناطق مديرية مران حتى وصل عبد الملك ورفاقه الثلاثة إلى منطقة نشور القريبة من مدينة صعدة عاصمة محافظة صعدة ومنها انتقلوا إلى منطقة نقعة ومطرة ذات الأودية والجبال والخالية من السكان على الحدود السعودية[14].
وبمساعدة أحد البدو في منطقة نقعة الذي التقى به عبد الملك الحوثي ورفاقه الثلاثة عند وصولهم إلى تلك المنطقة والذي لم يكن يعرف منهم أختبئ عبدالملك ورفاقه في داخل تجاويف صخرية في منطقة نقعة وأشتعلت الحرب الثانية في مارس 2005 واستمرت حاولي خمسة وعشرون يوماً وبعدها توقفت، [18] وفي وسط تكتم شديد بدأ مناصرين عبد الملك الحوثي بالانتقال والفرار من مناطقهم والتجمع في منطقة نقعة حيثُ يختبئ عبد الملك الحوثي وبدأوا ببناء مساكن هناك لهم بسيطة في أعماق التجاويف الصخرية وشيئاً فشيئاً كبرت البنيان والمساكن في تلك البقعة وتكاثر أتباعه ومناصريه حتى أصبحت تلك المنطقة نقطة انطلاقة جديدة للحركة والقائد الجديد. وفي مطلع العام 2006 تولى عبد الملك قيادة جماعة أنصار الله رسمياً وتولى قيادة بقية الحروب الأربع التي شنت عليهم وأستطاع أن يصمد بالحركة أمام بقية الحروب التي شُنت عليهم والتي استمرت حتى فبراير، 2010 [19]
السياسة الداخلية
منذ أن تولى عبدالملك الحوثي قيادة جماعة انصار الله حدث تطور نوعي في أداء الحركة عسكريًا وتنظيميًا وسياسيًا وإعلامياً بل وقادها من نقطة اللاشيء إلى كل شيء فبعد ان كانوا شبه محصورين في محافظة صعدة حتى عام 2011 أصبحو اليوم يسيطرون على أجزاء كبيرة من محافظات اليمن [15] [20]
لم يشارك عبدالملك الحوثي وجماعته في التوقيع على المبادرة الخليجية وانتهج عبد الملك سياسيةالمعارضة وبرغم من وجود انتقادات واتهامات كثيرة من خصوم عبدالملك الحوثي توجه له إلا أن سياسية عبد الملك الحوثي الداخلية على كل المستويات حققت نجاحاً كبيراً وساهمت في ازدياد شعبيته وشعبيه جماعته في اليمن بشكل متسارع وكبير بل ويصنف اليوم كأقوى رجل في اليمن والحاكم الفعلي للبلاد بحسب ما يراه العديد من المراقبين[21][22]
خلفية
منذ أن اندلعت الثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن في الحادي عشر من فبراير 2011 والتي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح سارع عبد الملك الحوثي القائد الجديد لحركة أنصار الله بالإيعاز إلى جماعته للالتحاق بالثورة واعلنو انظمامهم لثورة ومشاركتهم فيها سلمياً وشاركوا مع كل المكونات الثورية بما فيهم خصومهم التقليديين حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) في أسقاط نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وعندما جأت المبادرة الخليجية رفض عبد الملك الحوثي ان تشارك جماعته في التوقيع على المبادرة واعتبروها التفافاً على الثورة واستطاعوا بذلك أن يجمعوا ويستقطبوا الكثيرين من شباب الثورة المستقل الرافض للمبادرة الخليجية، بل وتحالف معها أيضاً سياسيين وشباب كثيرين من قواعد الشارع التابع لبعض الأحزاب اللبرالية في اليمن الرافضين لتوقيع قيادة أحزابهم على المبادرة الخليجية وساهم ذلك في ازدياد شعبية جماعة أنصار الله (الحوثيين) نوعاً ما في اليمن في مرحلة ما بعد التوقيع على المبادرة الخليجية[23] ومنذ ذلك الحين أصبح عبد الملك الحوثي وجماعته يقودون التيار الثوري المعارض لحكومة الوفاق في اليمن.
وبرغم من أن عبدالملك الحوثي وجماعته رفضوا التوقيع على المبادرة الخليجية إلا أنهم قرروا المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقدت اول جلسه له في 18 مارس 2013 ولقد حققوا من خلاله العديد من المكاسب السياسية والتي كان من أبرزها انتزاعهم اعتذاراً رسمياً من الحكومة اليمنية عن الحروب التي شُنت عليهم في السابق [24] ولقد ساند عبد الملك الحوثي وجماعتة أبناء اليمن في الجنوب كثيراً وقدموا لهم الكثير من الدعم والرعاية. ودعموا قضيتهم التي عُرفت سياسياً باسم القضية الجنوبية ميدانياً وسياسياً ووقفوا بكل قوة مع الحراك الجنوبي حتى أنهم كانوا المكون الوحيد من المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي وقف معهم ورفض مشروع الستة الأقاليم إلى جانبهم وطالبوا معهم بدولة اتحادية من اقليمين فقط،[25] وبذلك استطاعوا أيضاً أن يكسبوا العديد من أبناء اليمن في الجنوب وأصبحت لهم أيضاً شعبية و تحالفات جيدة مع بعض القوى السياسية الفاعلة في جنوب اليمن.
مارست حكومة الوفاق المنبثقة عن المبادرة الخليجية سياسة الأقصاء والتهميش فكان الحوثيين يحتضنون ويتبنون كل قضايا المواطنين الذين كانوا يرفضون ويعانون من سياسية الحكومة والتي تمثلت في الاقصاء والتهميش والاستحواذ على السلطة[26] وساهم ذلك ايضاً في ازدياد شعبية عبد الملك الحوثي وجماعته كل يوم أكثر وأكثر، ومع مرور الوقت تفاقمات الأمور وأثبتت الحكومة فشلها على كل المستويات فكل ما ثار الشعب عليه في ثورة الحادي عشر من فبراير عاد كما كان في السابق بل أشد سواءً فالفساد كان مستشري بشكل كبير في كل مفاصل الدولة حتى وصلت البلاد إلى مرحلة الانهيار الاقتصادي فظطرت الحكومة إلى رفع أسعار المشتقات النفطية وتسبب ذلك في اشتعال موجه كبيرة من السخط والاحتجاجات في جميع انحاء اليمن.
احتجاجات اليمن 2014
Crystal Clear app kdict.png  مقالات مفصلة: احتجاجات اليمن 2014 معركة عمران (2014)
بعد أن رفعت الحكومة أسعار المشتات النفطية ألتقط عبد الملك الحوثي زمام المبادرة فقرر هو جماعته قيادة وتنظيم تلك الاحتجاجات ورفع ثلاثة مطالب والتف حوله الكثير من أبناء الشعب اليمني واستمر في قيادة الاحتجاجات التي استمرت منذ منتصف اغسطس 2014 حتى 21 سبتمبر 2014 والقاء العديد من الخطابات التي كان يتم معها ايضاً اتخاذ خطوات تصعيدية بشكل تدريجي حتى تم فرض حصار على العاصمة صنعاء من قبل قبائل موالية لعبد الملك الحوثي وقبائل أُخرى مؤيدة لثورة الجديدة واستمر التصعيد حتي وصلت الأُمور إلى الأشتباك المسلح بسبب اعتداء قوات أمنية على بعض المتظاهريين السلميين، فخرجت الامور عن السيطرة فتحولت العاصمة صنعاء إلى شبه ساحة حرب ولكن المعركة لم تستمر لوقت طويل بسبب انقسام الجيش وسقطت العاصمة صنعاء في يد القبائل واللجان الشعبية اللتي كانت تحاصر العاصمة من كل جانب بقيادة أنصار الله الذين كانوا منذ وقت سابق قد احكموا السيطرة على محافظة عمران القريبة من العاصمة صنعاء.
وفي 21 سبتمبر، اقتحم الحوثيون مقر الفرقة الأولى مدرع التي يقودها علي محسن الأحمر وجامعة الإيمان ولكنهم يتوقفوا هناك بل سيطروا على مؤسسات أمنية ومعسكرات ووزارات حكومية ومنشآت هامة في وسط العاصمة دون مقاومة من الأمن والجيش، وأقتحموا قصور علي محسن الأحمر وحميد الأحمر. وجرى بعدها التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية بين "أنصار الله" والمكونات السياسية الأخرى [27] ونقل الحوثيون ترسانة عسكرية من مقر الفرقة الأولى مدرع إلى مكان مجهول.[28] واتهم قياديين في حزب الإصلاح الحوثيين بإقتحام منازلهم ونهبها [28] وقال قيادي للحوثيين اسمه "يحيى أبو عواضة" أن عبد الملك الحوثي شكل لجنة لإصلاح ماحصل وماقد ِيحصل من "إختلالات وتصرفات غير مسؤولة".[29] وأشار علي البخيتي إلى وجود "متحوثين وملكيين أكثر من الملك" يسيئون إليهم بهذه الأخطاء وتبريرها.[30] وهو مايعيد التساؤل حول طبيعة أنصار الله ك"تنظيم"، فهم أشبه باتحاد قبلي كبير يضم أطيافا متعددة تقاتل لغايات مختلفة وبالكاد يسيطر "عبد الملك الحوثي" على "القيادات الميدانية" فالقيادة المركزية ضعيفة وليست هرمية وواضحة.[31]
في 23 سبتمبر، احتشد عدد كبير في ساحة التغيير بصنعاء للاستماع لخطبة عبد الملك الحوثي والتي ألقاها من صعدة بمناسبة إنتصار الثورة. ووجه عبد الملك معظم خطبته للداخل اليمني وتمحورت حول "الشراكة ونبذ الاقصاء" وجزء من كلمته كان موجها لحزب التجمع اليمني للإصلاح ل"لاخاء والسلام والتفاهم" ومما جاء في كلمته [32]:
«هذه الجهود المتظافرة صنعت هذا الانجاز. اتفاقاً وطنياً وصيغة سياسية وعقداً جديداً يبنى عليه بناء حكيم وبنيان يمني أصيل، تدار به شؤون هذا البلد إن شاء الله. أيضا من الانجازات المهمة لهذه الثورة أنها أزالت عقبة كبيرة وعائقاً من أخطر العوائق التي كانت تحول دون بناء دولة عادلة، ذلك العائق كان متمثلاً في أكبر وأخطر قوى النفوذ المتغلغلة في المؤسسات والنافذة في البلد بقيادة علي محسن الأحمر الذي كان يسعى لفرض إرادته فوق إرادة الشعب ويتحالف مع بعض القوى الخارجية بغية الاخضاع لهذا الشعب والهيمنة على قراره. واليوم وبعد هذا الانجاز المهم، بات الطريق معبداً والباب مفتوحا أمام شعبنا، كل شعبنا بكل مكوناته لرسم مستقبله وفق تلك الأسس الصحيحة القائمة على أساس الشراكة. هذا يتطلب إرادة وتصميماً واستمرارية وصدقاً وإحساساً مستمراً بالمسؤولية وعزماً وصبراً وجدية من جميع المكونات .اليوم بات بالإمكان أن تتحول الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة مع استرضاء الملاك للأرض وتعويضهم والاسم اللائق هو حديقة الحادي والعشرين من سبتمبر. [ملاحظة 1]»
التحالفات الداخلية
لم يتجه عبدالملك الحوثي نحو إقامة أي تحالفات داخلية معلنة وواضحة ورسمية مع أي مكون سياسي أو ديني في اليمن منذ بداية توليه قيادة جماعة انصار الله في العام 2006 إلى اليوم، غير أن هناك بعض التقارير والأخبار تقول أنه ومنذ اندلاع الحرب في محافظة عمران بين جماعة أنصار الله وخصومهم (ابناء الشيخ الأحمر، حزب التجمع اليمني للإصلاح، علي محسن الأحمر) والذين هم في نفس الوقت خصوم لعلي عبدالله صالح نشأ تحالف غير معلن بين الرئيس السابق على عبد الله صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام وعبد الملك الحوثي زعيم جماعة انصار الله وأن ذلك التحالف مستمر إلى اليوم وأن ذلك التحالف هو من سهل ووفر لعبد الملك الحوثي وجماعته الكثير من الجهد والوقت من أجل السيطرة على العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات الأُخرى لكن لاتوجد أدلة قاطعه على وجود ذلك التحالف[33] وكل ما يمكن قوله هو انه هناك نوع من التفاهم والتعاطف فقط، بدليل أن الانتصارات التي تحققها جماعة انصار الله على المستوى السياسي والجغرافي لا يجني منها على عبدالله صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام أي مكاسب. فالتحالف والشراكة أن كانا موجوديين بشكل حقيقي فذلك يعني بالضرورة أن يكون هناك تقاسم مشترك في البذل والتضحيات من قبل الطرفين ومن ثم تقاسم في المكاسب. فذلك التفاهم والتقارب ليس قائماً على أساس إن هناك تقارب بين الطرفيين في الايدولوجيات أو التوجهات أو على أساس تحقيق مصالح مشتركة ولكنه فقط قائم من جهه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح نكاية بخصومة ومن غير المتوقع أن يسمح عبد الملك الحوثي وجماعته لعلي عبد الله صالح بجني مكاسب تتجاوز حد الثأر من خصومهم المشتركين[34] مالم يكن هناك تحالف رسمي ومعلن.
في المقابل تعتبر جماعة أنصار الله أن تلك هي مجرد اتهامات باطلة وهي من باب المكايدة السياسية وتنفي نفياً قاطعاً باستمرار أن يكون هناك أي تحالف أو تنسيق بينهم وبين الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقال الناطق الرسمي لجماعة أنصار الله محمد عبدالسلام حينما سُئل عن حقيقة تحالفهم مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح في السيطرة على صنعاء والمحافظات الأخرى فقال:
عبد الملك الحوثي أن “صالح جزء من النظام السابق, والذي حدث أن كوادر كثيرة من حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه صالح والحزب الناصري ومن الأحزاب السياسية الأخرى وقفت مع خيار الثورة وطالبت بإسقاط الحكومة وإلغاء قرار الجرعة, أما محاولة إضفاء تنسيق أمني مع صالح وغير ذلك فهو كلام غير جديد ويندرج في إطار تقديم فشل الحكومة والادعاء به”. وإن “صالح بات أضعف مما كان عليه في الماضي ولم يعد لديه قدرة لإحداث مثل هذه التغييرات, وبيننا وبين قيادات المؤتمر تواصل مستمر, والتنسيق السياسي مع الجميع وسيكون حتى مع حزب الإصلاح إذا أراد ذلك”[35] عبد الملك الحوثي
علينا أن نبدأ جميعاً مع إخوتنا الجنوبيين خطوات متسارعة وجادة في معالجة وحل المشكلة الجنوبية حلاً عادلاً. وأنا أقول: وأتمنى أن يكون هذا أيضاً هو ما يؤمن به الجميع أن العدل هو الذي ينبغي أن يكون هو الأساس
في حل أي قضية وأي مشكلة
"ما فوق العدل هو ظلم، وما دون العدل هو ظلم"
وينبغي أن نرضى جميعاً بأن يكون العدل هو الأساس الذي نُعَوِّل عليه.
عبدالملك الحوثي .[36]
وعند تعيين أحمد عوض بن مبارك رئيساً للوزراء.[37] رفض الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة علي عبد الله صالح ذلك، ووصف المؤتمر بن مبارك بالمتطرف ووصف عبد الملك تعيين ابن مبارك بال"قرار الخارجي" وقال [38]:
«أي رئيس وزراء ترشحه سفارات أجنبية وتفرضه ويتخذ بشأنه قرار وفق املائات من سفارات أجنبية سيرى في المستقبل أن المنة عليه لتلك السفارات التي قدمته ورشحته وفرضته وأنها هي التي أوصلته إلى رئاسة الحكومة ثم بالتأكيد لا يستطيع أن يقف تجاه إملائاتها هي فيما يضر بأمن هذا البلد ولا يتوافق مع مصالح البلد، قد يكون ضعيفاً أمام إملائاتها لأن لها عليه المنة»
أما في جنوب اليمن فقد حرص عبد الملك الحوثي منذ اندلاع الثورة في فبراير 2011 على توطيد علاقة جماعته بقيادات الحراك الجنوبي وكذلك القيادات الجنوبية الأُخرى من غير المنتمين للحراك الجنوبي، وكان عبد الملك وجماعته من أكبر المكونات المساندة لهم خلال انعقاد مؤتمر الحوار الوطني وبشكل مستمر يعلن عبد الملك الحوثي وقوفة مع أبناء جنوب اليمن في مظلوميتهم وقضيتهم ويدعوا إلى حلها حلاً عادلاً دون أي زيادة أو نقصان.[39]
وفي أواخر نوفمبر 2014 زار وفد من حزب التجمع اليمني للاصلاح ولأوَّل مرة محافظة صعدة والتقى بعبد الملك بهدف التوصل لاتفاق لطي صفحة الماضي والتوجه لبناء الثقة والتعاون بين الطرفين وقد لقيت تلك الزيارة جدلاً واسعاً على المستوى المحلي والأقليمي[40]
اتهامات
بعد قيام الحوثيين بالسيطرة على صنعاء وجه بعض المفكريين والإعلاميين اليمنيين المعارضين لهُ اتهامات بأرتكاب جرائم وطالبو بمحاكمته
دعت الإعلامية منى صفوان إلى محاكمة عبد الملك الحوثي كمجرم حرب ودعت إلى إغلاق قناة المسيرة.[41]
قالت توكل كرمان القيادية في حزب التجمع اليمني للإصلاح الحائزة على جائزة نوبل للسلام أن عبد الملك الحوثي مجرم حرب وعناصره احتلوا بيتي بصنعاء.[42]
السياسة الخارجية
تتسم سياسية عبد الملك الحوثي الخارجية والتي تظهر في أثناء خطاباته الموجهة للخارج بأنه يسير ويتجه بجماعته بنفس الاتجاة الذي تسير عليه الحركات والدول التي تعرف بمحور الممانعة المعروفة بمعارضتها لسياسة الأميركية في العالم العربي.
وفي 7 نوفمبر 2014 فرض "مجلس الأمن الدولي" لتابع للأمم المتحدة عقوبات على الرئيس السابق علي عبد الله صالح واثنين من كبار القادة العسكريين للحوثيين عبد الخالق الحوثي (أخ شقيق لعبد الملك) وعبد الله يحيى الحكيم المعروف ب"أبو علي الحاكم" لاتهامهم بتهديد السلام والاستقرار في اليمن، وتهدف العقوبات لوضعهم في قائمة المنع من السفر إضافة إلى تجميد أصولهم.[43] وقامت الولايات المتحدة بإجرائات مماثلة وتهدف العقوبات الأمريكية لمنع الشركات الأمريكية من التعامل معهم وتجميد أصولهم المالية إن وجدت في الولايات المتحدة، وقالت وزارة المالية الأمريكية إنها وضعت أسماء علي عبد الله صالح وعبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيى الحكيم في اللائحة السوداء لأنهم "انخرطوا في أعمال تهدد بشكل مباشر أو غير مباشر السلام والأمن والاستقرار في اليمن"، وأضافت وزارة المالية الأمريكية أن الرجال الثلاثة "استخدموا العنف الذي من شأنه تقويض العملية السياسية وعرقلة تنفيذ عملية الانتقال السياسي في اليمن".[44]
الإعلام
بعد تولي عبد الملك الحوثي قيادة جماعة أنصار الله اهتم كثيراً بالجانب الإعلامي لجماعته والذي كان شبه غائب تماماً في فترة بداية نشائه الجماعة فأدرك هو أهمية ودور الاعلام في الحياة العامة والسياسية والدعوية فسارع إلى أنشاء العديد من القنوات الفضائية وكان أبرزها قناة المسيرة التي تم اطلاق أول بث تجريبي لها في 23 مارس 2012 [45] وكان لتلك القناة الفضائية دور كبير في توصيل أفكار الجماعة وأفكار الرسالة الدينية لمؤسس الحركة حسين بدر الدين الحوثي إلى جمهور كبير وواسع في داخل اليمن بذات وساهم ذلك بشكل جيد في تزايد أنصارهم، كما كان لها دور كبير في التصدي للحملة الإعلامية الشرسة المضادة لهم والتي كانوا يتعرضون لها من قبل القنوات التابعة لمعارضيهم في الداخل والخارج، بسبب استمرارهم بالنشاط الثوري وعدم توقيعهم واعترافهم بالمبادرة الخليجية وقد برز دور وأهمية تلك القنوات بشكل كبير وملحوظ في أثناء المعارك والحروب الاخيرة التي خاضها عبد الملك الحوثي وجماعته مؤخراً في محافظة صعدة وعمران وصنعاء وغيرها من المحافظات اليمنية. وبذلك أستطاع عبدالملك الحوثي ايصال وجهة نظر جماعته إلى الرأي العام الداخلي والخارجي خصوصا أثناء الحروب الست عليهم التي خاضوها مع الدولة اليمنية خلال عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وكذلك خلال نشاطهم الثوري في مرحلة ما بعد ثورة فبراير 2011 م.
وبالإضافة إلى القنوات الفضائية أنشأ الحوثيون العديد من المحطات الإذاعية الخاصة بهم مثل إذاعة سام أف إم[46] وكذلك العديد من المواقع الإخبارية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.