حوّلت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، مساجد العاصمة صنعاء، من دور للعبادة إلى صناديق مالية لجمع التبرعات تحت يافطة ما يسمونه ب"المجهود الحربي". في خطبتي الجمعة لهذا اليوم، دعا خطباء المساجد في العاصمة صنعاء المصلين إلى التبرع لجماعة الحوثي التي تخوض حروبا في أكثر من محافظة يمنية منذ انقلابها على السلطة الشرعية أواخر العام قبل الماضي. وزعم الخطباء، في خطبة شبه موحدة المضمون، ما يقوم به الحوثيون ضد اليمنيين في أكثر من محافظة جهادا في سبيل الله، داعين المصلين إلى الجهاد بالمال لصالح من يجاهدون بالنفس، على حد تعبيرهم. ومنذ سيطرة جماعة الحوثي على السلطة في البلد وجهت الخطاب الديني، عبر وزارة الأوقاف الخاضعة لسيطرتها، لصالح مشاريعها الخاصة. كما أنها تواصل على قدم وساق عملية "تحويث المساجد" عبر السيطرة على الجوامع واعتقال خطبائها واستبدالهم بخطباء حوثيين. وأدى هذا الأمر، بحسب المصادر، إلى تراجع أعداد المصلين داخل جوامع العاصمة صنعاء بشكل لافت. وكانت جماعة الحوثي قد فاجأت اليمنيين بإحياء يوم القدس العالمي - في الجمعة الأخيرة من رمضان - بشكل مبالغ فيه. ويؤكد مراقبون أن الجماعة الانقلابية قد عمدت إلى استغلال تلك المناسبة بصورة انتهازية، إذ إنها من جهة أرادت أن تقدم نفسها كتيار مقاومة، ومن جهة ثانية عملت على جمع تبرعات من رجال أعمال وتجار ومواطنين تحت مسوغ دعم القدس والقضية الفلسطينية.