سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يسأل الرئيس اليمني والملك الأردني هل صحيح أنني " كلب " ويطاب بإنصافه مأرب برس تعرض مأساة مستثمر يمني بالأردن لم تشفع له 17عاماً قضاها هناك من ان يجد نفسه مرمي على الحدود سوريه
إلى جلالة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالدرجة الأولى وإلى فخامة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وإلى السيد كينيث روث مدير منظمة هيومن رايتس وإلى الجهات المعنية بحقوق الإنسان في اليمن والأردن والعالم: هل صحيح أن المواطن اليمني علي الوشلي "كلب" ولا يحق له أن يقدم شكوى للسلطات الأردنية بحق مواطنين أردنيين ؟ هل هو سؤال غريب ؟ ليس كثيرا ولتقرؤوا معي مختصر القضية لم يكن علي الوشلي يتخيل أن سبعة عشر عاما من عمره قضاها في الأردن في مجال التجارة ستنتهي به ملقيا على قارعة الطريق في الحدود السورية وهو ينزف دما ويرتدي نصف ملابسه .. مرحلا بدون حكم قضائي وسجينا بدون محاكمة ومطرودا بدون تعويضات ولاحتى بالحد الأدنى عن الأضرار المادية والنفسية التي لحقت به جراء تعرضه لجملة من الإجراءات التعسفية التي قامت بها السلطات الأمنية الأردنية بعيدا عن أعين القانون . يقول علي الوشلي أن نافذين في الأمن عرضوا عليه أن يقوموا بحمايته مقابل مبالغ مالية يدفعها لهم ولأنه لم يكن يتوقع أنه بحاجة إلى الحماية من أحد فقد رفض العرض مطمئنا إلى سلامة سيرته القانونية وقوة الدولة في توفير الأمن في إقليمها .. لم يكن الوشلي يتخيل أن النافذين كانوا يعرضون عليه أن يشتري شرهم بماله وأن يحتمي بهم منهم . بسرعة فائقة وجد الوشلي نفسه في السجن بتهم مفبركة لم يلبث القضاء الأردني أن حكم ببرائته منها وبعد فترة وجيزة من إطلاق سراحه تلقى تهديدات خلاصتها أن عليه أن لا يتابع شكواه بحق من تسببوا في سجنه سابقا ووجد نفسه مرة أخرى في السجن ولكن هذه المرة بلا قضية .. كان سجنا إداريا مخلوطا بالتعذيب .. كان يتخيل أن التعذيب لن يكون إلا عند اختطاف عصابات تعمل خارج إطار القانون .. وكان يتخيل أيضا أن الإرغام على توقيع أوراق التنازل عن الحقوق لا يحدث إلا في الأفلام ولم يدرك أن ذلك من الممكن أن يحدث في الواقع إلا عندما كان رأسه يرتطم بالجدار وبالطاولة ودماؤه تتصبب على جبينه لأنه رفض تمثيل مشهد التوقيع على التنازل عن حقوقه قبل أن يرمى في الحدود السورية الأردنية هناك بعيدا عن أعين المسافرين وعدسات الصحفيين في المطار واستباقا لموته المتوقع جراء التعذيب والنزف الذي كان يعاني منه حينها . جلالة الملك عبد الله الثاني إذا كان موظف صغير قد رفض تسجيل شكوى الوشلي بحق متنفذين ربما لأنه يخاف منهم فنحن نثق أنك لاتخاف من الفاسدين ونثق بقدرتك على إنصاف الوشلي ولن تأخذك العزة بالإثم وتمنعك عن تقديم الاعتذار للمواطن الذي أصبح فقيرا علي الوشلي .. ونثق أنك لن تتوانى عن تقديم المسئولين عن الإساءة للوشلي وتعذيبه وترحيله الغير قانوني للمحاكمة بنفس القدر الذي نثق فيه بنزاهة القضاء الأردني . كما نؤكد عليك ان الوشلي لايطالب بمكرمة ملكية بقدر مايصرخ مطالبا برفع الظلم عنه وإعطائه حقه لا أكثر خاصة بعد تأكيد السفير الأردني لوزير المغتربين السابق أن قضية الوشلي منظورة أمام السلطات الأردنية لحلها في أقرب وقت ممكن . فخامة الرئيس اليمني إذا كان موظف صغير قد منع الوشلي من مقابلة وزيرة حقوق الإنسان وطرده من مكتبها ربما لأنه يحرص على وقت الوزيرة دون تقدير لطبيعة قضية الوشلي وعلاقة الوزيرة بها كأهم واجب من واجباتها فنحن نثق أنك تقدر حق مواطنك اليمني المادي والمعنوي ونثق أيضا أنك لن تتنازل عن حقه نيابة عنه ونثق أنك ستتحمس لحق الوشلي في التعويض والاعتذار أكثر من تحمس وزير المغتربين السابق كما نثق أنك ستكون صريحا مع الوشلي ومع نفسك أكثر من صراحة وزير المغتربين الحالي .. ولانطالبك باستدعاء السفير الأردني واستيضاح الحالة منه وإبلاغه رسميا باستياء الجمهورية اليمنية من طريقة تعامل أجهزة الأمن الأردنية مع المواطن اليمني عي الوشلي لأننا نثق أن هذا هو أول تصرف يمكن أن تقوم به بمجرد علمك بالواقعة لكننا نذكرك أن من واجب الدولة أيضا تكليف محامي خاص للدفاع عن حقوق الوشلي وكذلك كل مواطن تقع مسئولية حمايته على عاتق حكومة الجمهورية اليمنية سعادة رؤساء منظمات حقوق الإنسان والجمعيات المعنية بحقوق الإنسان ومناهضة التعذيب وناشطي حقوق الإنسان بين أيديكم قضية "الإنسان" علي الوشلي في يده من الوثائق ما يكفي للاقتناع بأحقيته في التعويض والاعتذار وعلى جسده من آثار التعذيب مالن يفنى إلا بفنائه .