كشفت وثيقة مسربة حصل عليها «مأرب برس» عن اجراءات تتخذها جماعة الحوثي المتمردة لإنشاء شركة اتصالات جديدة، مشغلة للهاتف النقال في اليمن. وبحسب الوثيقة، فإن "شركة كفاءات للتجارة والمقاولات" التابعة لجماعة الحوثي قدمت طلباً لرئيس ما يسمى ب "المجلس السياسي الأعلى" للانقلابيين، بمنحها "امتياز الجيل الرابع لمدة خمس سنوات، وتوجيه الهيئة العامة للاستثمار والمواصلات وجهات الاختصاص لاستكمال الاجراءات اللازمة ". رسالة الشركة المتقدمة بالطلب، أشارت في مضمونها إلى أن "الحاجة الملحة لأي خطوات تعمل على توفير سيولة نقدية للخزينة العامة" هو أحد المبررات لإنشاء الشركة الجديدة. ويضع قرار الحوثيين هذا استفهامات وهواجس كثيرة في الجانب الأمني، خصوصاً وأن انشاء شركة اتصالات جديدة تتحكم فيها الجماعة المتمردة بالكامل يعني الحصول على بيانات ومعلومات المشتركين بعيداً عن القانون وسلطة الحكومة الشرعية، بالإضافة إلى تأمين شبكة اتصالات سرية للجماعة خصوصاً في اتصالاتها الخارجية. وفي هذا الصدد أكد خبير اقتصادي يمني ل«مأرب برس» طلب عدم الكشف عن اسمه، أن جميع الاجراءات التي تتخذها مليشيا الحوثي ليس لها أي أثر قانوني، وأنهم سيتحملون تبعاتها، مؤكداً أن سعيها لإنشاء شركة اتصالات ليس بهدف الحاجة وإنما يأتي بهدف إيجاد مصدر جديد لتدفق الأموال لتمويل أنشطتها وحروبها ضد اليمنيين. وتندر بقوله: " اليمنيين في الوضع الراهن ليسوا بحاجة إلى شركة اتصالات بقدر ما هم بحاجة ماسة لتوفير المرتبات للموظفين والسماح للمواد الإغاثية بالوصول إلى المواطنين في الحديدة وفك الحصار والسماح للأدوية والأغذية بالدخول إلى مدينة تعز. وتسعى جماعة الحوثي المتمردة إلى إيجاد مصادر تمويل لحروبها ضد اليمنيين بأي وسيلة، حيث تعيش الجماعة ضائقة مالية خصوصاً بعد قرار الرئيس هادي نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء الخاضعة لسيطرتهم إلى العاصمة المؤقتة عدن. ودأبت ميليشيات الحوثي منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، على نهب أموال المؤسسات الحكومية والخاصة، والسيطرة على ملايين الريالات من البنك المركزي بصنعاء وأمولاً أخرى من المؤسسات الحكومية، فيما تعتمد بشكل كبير على الأعمال غير القانونية والتجارة غير المشروعة، في تمويل حروبها ضد اليمنيين. مؤخراً، أقدمت جماعة الحوثي المتمردة على عرض أملاك الدولة للبيع في المزاد، ويأتي هذا في سياق المتاجرة بكل ما وقع تحت أيديهم من ثروات، ضمن سوق سوداء كبيرة أنشأتها منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء، والتي أرهقت المواطنين واستنزفت مدّخراتهم، وعززت القدرات المالية للمليشيات.