تغير الإنترنت وجه خدمة الرعاية الصحية متيحة للمستهلكين الدخول على المزيد من مواقع المعلومات الطبية والتفاعل مع أطبائهم وتفصيل عقود التأمين الصحي على هواهم، ناهيك عن التأثير الذي تمارسه الأدوات العلاجية اللاسلكية وتقنياتها في طرق حصول الأطباء على المعلومات ما يعني أن الرعاية الطبية ستشهد انقلاباً جذرياً في المستقبل القريب. وشهد مؤتمر الرعاية الطبية الإلكترونية العالمي eHealth Care الذي عقد في نيويورك أخيراً مداولات موسعة حول كل هذه العناصر لكن عنصر الأمن والخصوصية صبغ المداولات بصبغته الخاصة محرضاً كثيرين من خبراء التقنية على الإدلاء بدلوهم. ومن أبرز المفاهيم التي طرحت في المؤتمر مفهوم مراكز اتصال المرضى الشبكية، تلك المراكز التي توفر للمريض سبل الاتصال المختلفة مع الجهات ذات الصلة بالخدمات الطبية حسب قول فيكتور اوتلي رئيس شركة انتلكير التي تمد مراكز الاتصال هذه بالتقنيات الرقمية. إعداد: بنيمين زرزور تتيح هذه المراكز للمرضى الاتصال عبر الانترنت مع الأطباء وغيرهم من طاقم الرعاية الصحية بواسطة بروتوكول الصوت عبر الإنترنت Vot-P والبريد الالكتروني وغرف الدردشة الآمنة والاستعراض المتبادل للشبكة إضافة إلى الهاتف ويعمل نظام موجهات مدرب على فرز الطلبيات وتحويلها إلى العنصر المناوب من الطاقم، كأن يدرس مريض في طلب موعد حيث يعمل النظام تلقائياً على إرسال طلبه إلى الشخص المختص بتحديد جدول المواعيد. ويعتبر الدكتور رانيل ساندز مدير سجلات المرضى الإلكترونيين واتصالاتهم في مجموعة كيرجروب هيلث كير سيستم نفسه نصيراً قوياً لمراكز اتصالات المرضى الإلكترونيين epatients . ويستخدم ساندز نظاماً يسمى “موقع المريض” Patient Site وهو عبارة عن برنامج اتصال شبكي يتداخل مع سجلات مرضاه ويتيح لهم مشاهدة سجلاتهم وكتابة تعليقاتهم عليها بإذن من الطبيب بما في ذلك صور الأشعة والتحاليل المخبرية. ويحتفظ النظام بأرشيف للرسائل الإلكترونية، وهذه ميزة مهمة يحسن توظيفها عند إجراء مراجعة أو إعداد تقرير حول المريض لأنها توفر للمريض وللطبيب معلومات قيمة حول مراجعات المريض وسجله المرضي. ويستخدم موضع المريض Patient Site أيضاً تقنيات الموجهة الذكية لإرسال رسائل إكلينيكية للطبيب وطلبيات الوصفة الطبية للممرضات وطلبيات المواعيد لموظفي الإدارة. ويتوقع أن تنشط الإنترنت خيارات الرعاية الصحية للمرضى حسب قول ريجينا هيدلنجر مؤلفة كتاب “الرعاية الصحية حسب الطلب” وأستاذة إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، فقد أوضحت هيرلنجر في مؤتمر صحافي أن خيارات الانترنت وسيطرتها وضبط التكاليف سوف تدفع النمو في قطاع الخدمات المالية عبر الانترنت، ولذلك سوف تترافق هذه العناصر الثلاثة مع نظام تأمين يتيح للمستهلك اختيار الخدمات المناسبة من قائمة كبيرة من الخيارات باستخدام الأموال التي توفرها جهات التوظيف لشركات الرعاية الصحية. وسوف تزداد خيارات أرباب العمل من ثلاثة خيارات تأمين حالياً لتشمل عناصر مثل مبالغ التغطية وأنماط المزايا ومدة العقد وسوف تولد الانترنت جداول تصنيف لشركات التأمين الصحي، ووفرة في المعلومات الشخصية ودليل الرعاية الصحية الرقمي. وتنقل تقنيات اللاسلكي والأجهزة المحمولة خدمات الرعاية الصحية إلى آفاق جديدة. ويعرض مركز انباوند مديسين في فيرجينيا مثلاً منتجاً لإدارة المعلومات الطبية يعمل على أجهزة المساعد الشخصي المحمولة Palm يساعد الأطباء على الإجابة عن أسئلة مرضاهم حيث يدخل الطبيب كلمات رئيسية مستمدة من استفسار المريض مستخدماً طريقة محرك البحث، ويعمل الكمبيوتر المحمول على استخراج الاسماء الرئيسية للموضوع من عدد من المجلات الطبية فإذا أراد الطبيب أن يقرأ النص كاملاً في ما بعد يستطيع التأشير عليه لتفريغه على جهاز كمبيوتره الشخصي للمراجعة المستقبلية عندما يتم تخصيص كل من الجهاز المحمول والحاسوب الشخصي. وتسخر شركة وايرلس ام دي Wireless MD في اطلنطا أجهزة محمولة وأجهزة نداء الكتروني Pagers للوصول إلى معلومات خاصة عن المريض مثل التحاليل الطبية والوصفات وبيانات المستشفى عن المريض، ويعمل هذا النظام حالياً على أجهزة Palm VII عبر برمجية palm Net كما يعمل على أجهزة نداء إلكتروني Pagers باستخدام برمجيات مثل Arch و Sky tel ويرسل هذا النظام تنبيهات بمواعيد الجرعات لمستخدميه من المرضى. ولحفظ الخصوصية يوفر النظام كلمات السر للحماية كما أن طلبيات الوصفة الطبية تقتضي استخدام رمز التعريف الشخصي PIN في حين تضمن صندوق وارد النظام MD Inbox حماية البيانات،. ولا يمكن حفظ أية بيانات على النظام ولذلك فهو آمن لجهة دخول الغرباء والمتلصصين عليه للحصول على المعلومات الشخصية للمريض. أما تقنية ايبوكرتيس كيو آر اكس Epocrates QRX فتتيح للأطباء مراجعة الوصفات الطبية على أجهزتهم المحمولة. وتوفر هذه التقنية معلومات مثل الأسعار والحزم الخدمية والجرعات لكل من البالغين والصغار والآثار السلبية لاستخدامات العلاج، حيث يستطيع الأطباء اكتشاف التعارض الناتج عن استخدام دوائين مختارين بمجرد تظليلهما على الشاشة. وسوف تطلق الشركة قريباً تطبيقاً خاصاً بالأمراض الانتانية تحت مسمى QID يوفر توصيات المعالجة المضادة للبكتيريا لعدد من الأمراض. من جانبها توفر شركة بارك ستون ميديكال انفورميشن سيستمز للأطباء أجهزة كمبيوتر محمولة لإرسال الوصفات الطبية بالأشعة تحت الحمراء إلى طابعة محلية أو إلى الصيدلية مباشرة بوسائط لاسلكية تعمل بنظام بارك ستون، ويوفر النظام المذكور معلومات عن تداخلات الأدوية، كما يتابع وصفات المريض ونفقات المستشفى ويعد تقارير تراكمية ترشد الطبيب إلى مواعيد تجديد الوصفات الطبية. أما الجهة الأخيرة على صعيد الانترنت والرعاية الطبية فهي استخدام البريد الالكتروني حيث تستخدم نسبة 10% من الأطباء البريد الالكتروني لأغراض مهنية ذلك أن المرضى باتوا يعتبرون الأطباء الذين يستخدمون البريد الالكتروني متخلفين عن الركب ويعرب كثيرون منهم عن رغبتهم في تقرير الطبيب إذا اقتصرت أدواته الرقمية على البريد الالكتروني حسب الدكتور ساندز. وفي حين لا يعتبر البريد الالكتروني وسيلة آمنة فإن الدكتور ساندز يصنف الفاكس وبطاقات البريد والهاتف اللاسلكي وحتى المحمول في الخانة نفسها على الرغم من أن كافة الأطباء يستخدمون هذه الأجهزة مجتمعة أو منفردة، ويقول ساندز: “إن قضايا الأمن المتعلقة بالبريد الالكتروني التي تثير قلق المرضى لا مبرر لها وما يستدعي القلق الفعلي ليس المتلصصين وإنما عناوين البريد الالكتروني غير الدقيقة والمشاركة فيها بين عدد من مستخدمي البريد الالكتروني، وتعدد عناوين المستخدمين والبريد الذي يملكه رب العمل أو يتحكم به والرسائل المطبوعة وأنظمة البريد الالكتروني غير المضمونة والتي تعرض تفاصيل المعلومات على الشاشة، وهذه كلها قابلة للضبط وإعادة الصياغة بسهولة وبدرجة محدودة من التشفير. ومع ذلك يحظى البريد الالكتروني برضا المرضى ويبقى وسيلة فعالة لمتابعة حالاتهم ورفع سوية معلومات المريض، ويقول ساندز: “غالباً ما ينسى الناس الكلمات التي سمعوها من أطبائهم بمجرد خروجهم من العيادة، ولذلك فإن من مزايا البريد الالكتروني توثيق المعلومات”.
