سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شكوك حول فعالية العملية وعوائق قانونية في خطتها الاتحاد الأوروبي يبدأ عمليته العسكرية ضد القراصنة في خليج عدن والقرن الافريقي ويدرس اقتراحا بتأسيس محكمة جديدة لمحاكمتهم
بدأت اليوم رسميا قوة أوروبية تمخر مياه الصومال وخليج عدن لمحاربة ظاهرة القرصنة التي طالت هذا العام مائة سفينة, في وقت يدرس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل قواعد اشتباك البعثة العسكرية, الأولى من نوعها التي يطلقها التكتل الأوروبي. وقال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إن هذه القوة التي تعرف اختصارا ب"يوناففور" مهامها الحراسة والردع والحماية. وتحوم شكوك حول فعالية القوة التي تخلف قوة للحلف الأطلسي. فإضافة إلى المساحة هناك مشكل قانوني, فقليلة هي الدول المشاركة التي يمكنها محاكمة القراصنة الموقوفين, ففرنسا مثلا -الرئيسة الدورية للاتحاد الأوروبي- ألغت قوانينها المتعلقة بالقرصنة قبل 14 شهرا تقريبا, إضافة إلى أن دول الاتحاد الأوروبي لا يمكنها تسليم الموقوفين إلى دول قد تطبق الإعدام. غير أن وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير قال أمس إن الاتحاد الأوروبي يراجع قوانينه, لبحث إمكانية تسليم الموقوفين إلى دولة ثالثة (ككينيا مثلا) يمكنها إطلاق الملاحقات القضائية. كما قال إن ألمانيا تؤيد استعمال الأممالمتحدة المحاكم الدولية المتوفرة أو تأسيس محكمة جديدة لإطلاق الملاحقات. وعرضت الخميس الماضي جمهورية أرض الصومال, التي أعلنت استقلالها من طرف واحد, فتح موانئها أمام البوارج التي تحارب القرصنة. وهدد أمس صوماليون يحتجزون سفينة أوكرانية محملة بأسلحة بينها دبابات، بأنهم سينسحبون -إذا تأخر دفع فدية قدرتها مصادر محلية بأكثر من ثلاثة ملايين دولار- من اتفاق مع الشركة المالكة "أم فاينا" يفرج بموجبه عن السفينة وطاقمها. وفشل قراصنة أول أمس في خطف سفينة شحن هولندية أطلقوا عليها قذيفة صاروخية, وهي تبحر على بعد 450 ميلا بحريا شرقي تنزانيا, مما أدى إلى نشوب حريق في أحد أقسامها, وهو حادث قال مدير المكتب الدولي للنقل البحري نويل تشونغ إنه يؤشر على تطور القدرات التقنية للقراصنة الذين باتوا قادرين على توسيع هجماتهم إلى الجنوب بعيدا عن سواحل الصومال. وحذر تشونغ من انتقال القرصنة قبالة السواحل الصومالية إلى بحر الصين الجنوبي بعد الإبلاغ عن تعرض سفينة شحن لاعتداء قبالة سواحل جزيرة تيومان الاثنين الماضي, في رابع حادث من نوعه في المنطقة. وتعتبر هذه العملية العسكرية البحرية لمطاردة القراصنة الصوماليين قبالة سواحل القرن الأفريقي خليج عدن، العملية العسكرية للاتحاد الاوروبي له منذ تأسيسه وتساهم فيها ثمان دول على أوروبية على الأقل هي: بلجيكا، أسبانيا، فرنسا، اليونان، هولندا، بريطانيا، والسويد، وقد تنضم إليها في وقت لاحق البرتغال، تحت قيادة ضابط بريطاني هو الأدميرال فيليب جونز، كما تضم قيادتها نحو ثمانين ضابطاً وسيكون مقرها المركزي في قاعدة نورثوود البحرية شمال لندن التي تعتبر قاعدة بحرية مشتركة تستخدمها البحرية الملكية البريطانية والحلف الأطلسي. ووفقا لخطة العملية التي أطلق عليها "يونافور أتلانتا" فإن نحو ألف بحار سيجوبون في خليج عدن وقبالة السواحل الصومالية، فيما يؤمن لهم نحو عشرين عسكرياً الشؤون اللوجستية في جيبوتي، كما تقضي المهمة التي تتم بتفويض من الأممالمتحدة بمواكبة سفن برنامج الغذاء العالمي التي تنقل مساعدات إنسانية إلى الصومال والقيام بدوريات لردع القراصنة عن مهاجمة السفن التجارية، وإطلاق النار عليهم إن لم يمتثلوا. وفيما امتنعت ألمانيا عن المشاركة في العملية تحت إطار الاتحاد الأوروبي كشفت وسائل إعلام ألمانية عن وثيقة وزارية تؤكد بأن برلين ترغب في حماية السفن قبالة السواحل الصومالية في إطار المهمة الأوروبية، ولكن من دون مطاردة القراصنة في البحر بشكل نشط.