أعفى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اليوم السبت، اثنين من كبار المسؤولين السعوديين من منصبيهما، وأنهى خدمة ثلاثة من كبار ضباط الاستخبارات، على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بمدينة اسطنبول التركية. ونصت القررات الملكية على إعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني، من منصبيهما، وإنهاء خدمة مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات اللواء الطيار محمد الرميح، ومساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية اللواء عبدالله الشايع مدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة اللواء رشاد المحمادي. وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن خادم الحرمين الشريفين وجه بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق. وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية إن توجيهات وقرارات خادم الحرمين الشريفين التي صدرت على إثر الحدث المؤسف والأليم الذي أودى بحياة المواطن جمال خاشقجي، تأتي استمراراً لنهج الدولة في ترسيخ أسس العدل، ومحاسبة أي مقصر كائناً من كان. وأكد المصدر أن هذه الإجراءات تعكس حرص القيادة السعودية على أمن وسلامة جميع أبناء المملكة، كما تعكس عزمها على أن لا تقف هذه الإجراءات عند محاسبة المقصرين والمسؤولين المباشرين، لتشمل الإجراءات التصحيحية الكفيلة بمنع حصول مثل هذا الخطأ الجسيم مستقبلاً. من جانب آخر، ثمنت الحكومة السعودية، التعاون المميز الذي أبدته حكومة تركيا الشقيقة بقيادة الرئيس رجب طيب أرودغان التي ساهمت جهودها وتعاونها بشكل هام في مسار التحقيقات بشأن مقتل خاشقجي، كما ثمنت المواقف الحكيمة للدول التي آثرت التروي وانتظار نتائج التحقيقات، والابتعاد عن التكهنات.
