جددت قوات الاحتلال قصف مناطق متفرقة من غزة رغم إعلانها تهدئة مؤقتة بالقطاع، بينما أعادت انتشارها بحي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة بعد أن خلفت دمارا هائلا هناك. في هذه الاثناء شيع آلاف الفلسطينيين جنازة القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد سعيد صيام في غزة، في وقت ارتفع عدد الشهداء إلى 1133 بعد انتشال 23 جثة الساعات الماضية. وفي أحدث التطورات الميدانية، أفاد مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح أن مناطق بيت لاهيا شمال غرب القطاع وتخوم مدينة غزة تعرضت أثناء التهدئة المؤقتة لقصف مدفعي إسرائيلي مركز، مشيرا إلى أن سحبا من الدخان ارتفعت من المناطق المفتوحة ربما ناجمة عن استخدام قنابل الفوسفور الأبيض. وأضاف المراسل أن تحركات نشطة غير عادية لدبابات الاحتلال رصدت على تخوم حي التفاح وشرق جباليا شمال غزة، بينما واصلت الآليات الإسرائيلية المنتشرة عند محور نتساريم جنوب القطاع إطلاق قذائفها تجاه عدة أهداف بالمنطقة. وقبل ذلك أفاد مراسل الجزيرة أن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخا على صبية كانوا يلعبون بمخيم الشابورة في رفح جنوبي القطاع، مما أدى إلى استشهاد طفل فلسطيني وإصابة آخر. كما نقل المراسل عن شهود عيان ومسعفين طبيين قولهم إن فلسطينيَين استشهدا وأصيب ستة آخرون بجروح جراء قصف مدفعي إسرائيلي على قرية أم النصر شرق رفح جنوبي القطاع. وشهدت الساعات الأخيرة تكثيفا للقصف المدفعي الذي استهدف منطقة الشوكة شمال شرقي رفح. كما قصفت قوات الاحتلال بقذائف الهاون مخيم البريج، مما أدى إلى اشتعال النيران في منزلين. وقبل ذلك أعادت قوات الاحتلال انتشارها في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، بعد أن اعتقلت عددا كبيرا من المواطنين أفرجت عن بعضهم بعد استجوابهم ميدانيا واقتادت آخرين. وأظهرت صور حصلت عليها قناة الجزيرة بالمنطقة، دمارا هائلا بعد القصف الذي شنه الغزاة أمس. كما ذكر مراسل الجزيرة نقلا عن مصادر طبية أنه تم إلى حتى الآن انتشال 23 جثة من تحت أنقاض بعض البيوت، لترتفع حصيلة الضحايا في القطاع منذ بدء العدوان إلى 1133 شهيدا بينهم 368 طفلاً و105 نسوة إضافة إلى 5200 جريحا نصفهم أطفال ونساء وبينهم 450 في حالة الخطر. وقد أفاد مراسل الجزيرة في غزة أن الطائرات الحربية قصفت فجر اليوم موقعا أمنيا تابعا للحكومة المقالة بمدينة خان يونس جنوبي القطاع مما أدى لتدميره. وتزامن ذلك مع اشتباكات بين المقاومين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. وكان رجال المقاومة واصلوا أمس ردهم على العدوان وأطلقوا 25 صاروخا باتجاه أهداف جنوبغزة، كما أطلقت العشرات من قذائف الهاون على مواقع قوات الاحتلال بالقطاع، وفجرت فيها عبوات ناسفة وقنصت العديد من الجنود, وأدى كل ذلك إلى قتل جنود إسرائيليين. توعد وتشييع في هذه الأثناء شيع آلاف الفلسطينيين جنازة القيادي بحماس الشهيد سعيد صيام في غزة، وهم يرددون هتافات تدعو للثأر له. وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس توعدت إسرائيل برد قاس بعد استشهاد صيام في قصف استهدف منزل شقيقه في حي اليرموك وسط مدينة غزة. واستشهد بالغارة الإسرائيلية أيضا تسعة أشخاص آخرين هم نجله محمد وشقيقه إياد وزوجة شقيقه وابن شقيقه وأحد كبار مساعديه وأربعة من الجيران، كما أصيب أكثر من عشرين آخرين. وصيام هو القيادي الثاني البارز في حماس الذي تغتاله إسرائيل منذ بدء عدوانها على قطاع غزة قبل عشرين يوما بعد أن اغتالت الشهيد نزار ريان بغارة جوية مماثلة على منزله في الثاني من الشهر الجاري.