فيما اكد العاهل العاهل السعودي بان المبادرة العربية للسلام مع اسرائيل لن تبفى مطروحة للابد خلال كلمته في قمة الكويت، لم يتطرق الرئيس السوري بشار الاسد لها. ولكن ابرز توصف به القمة بانها قمة المصالحة العربية العربية، حيث عقد قادة السعودية ومصر والكويت وقطر وسورية الاثنين اجتماعا على هامش قمة الكويت العربية الاقتصادية، حسبما افاد مصدر قريب من الوفد السعودي. وقال الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إن المبادرة العربية لن تبقى مطروحة على الطاولة، والخيار بين الحرب والسلام لن يبقى طويلا، في خطاب جاء في قمة اقتصادية عربية في الكويت أعلن فيها تخصيص مليار دولار لصندوق دعم غزة، بينما تضاربت تصريحات القادة العرب في القمة حول التعامل مع إسرائيل مستقبلا. وكان الرئيس المصري حسني مبارك رفض قبل ذلك ضمنا سحب المبادرة كما طالبت بذلك سورية وقطر، وهاجم دولا اتهمها بالمتاجرة بالدم الفلسطيني توسعة لنفوذها. واستغرب الدعوة إلى سحب المبادرة العربية قائلا "ألم نتفق عليها بالإجماع في قمة بيروت؟" ودافع عن موقف مصر وقت العدوان على غزة، وحذر من دول تحاول استغلال القضية الفلسطينية لاختراق العالم العربي، تتاجر بأرواح الفلسطينيين لتوسع نفوذها حسب قوله، في تلميح صريح إلى إيران. وتحدث مبارك ثالثا، بعد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت البلد المضيف، والرئيس السوري بشار الأسد رئيس القمة العربية الحالية. وحذر الرئيس المصري من سياسة المحاور العربية وما سماه محاولات لعب الأدوار وبسط النفوذ، ودعا إلى جعل إنهاء العدوان أولوية تسمو فوق الخلافات العربية وإلى النأي عن التشهير والتخوين. وقال مبارك إن مصر حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية من أن إسرائيل ستشن عدوانا بحجة الدفاع عن النفس مع نهاية التهدئة، وتحدث عن أطراف تحاول إجهاض الوحدة الفلسطينية للنيل من السلطة ومنحها للفصائل، ودافع عن موقف بلاده من قضية معبر رفح وقال إنه أمر بفتحه من اليوم الأول للحرب. ونسب مبارك إلى الجهود المصرية إعلان إسرائيل قرارا بوقف إطلاق النار، ودعا مبارك ضمنا إلى محاسبة فصائل المقاومة الفلسطينية عندما قال إنها مسؤولة أمام شعوبها بقدر ما تحقق من مكاسب أو تسببه من معاناة. وجاءت كلمة مبارك بعد خطاب لبشار الأسد دعا أساسا إلى وصف إسرائيل رسميا بالكيان الإرهابي، لكنه كان لافتا أنه لم يطرح مجددا سحب المبادرة العربية كما فعل في الدوحة الجمعة الماضية. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي أشاد بقرار قطر وموريتانيا بتجميد العلاقات مع إسرائيل"هذه المبادرة العربية إن اتخذ قرار بسحبها، فيجب أن يتخذ بعد مراجعة وطرح لبدائلَ". وكان أمير الكويت أشاد في كلمة الافتتاح بالجهود المصرية لوقف إطلاق النار، وقال إن المبادرة العربية الأساس لموقف عربي واضح وصريح من إسرائيل، وأعن عن تقديم 34 مليون دولار إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، ودعا لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين ممن ارتبكوا انتهاكات في غزة. ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الإثنين إلى تشكيل حكوم وفاق وطني تمهد السبيل لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة. وقال عباس "المطلوب ... حكومة وفاق وطني تأخذ على عاتقها مواجهة الكارثة الإنسانية ورفع الحصار وفتح المعابر وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة". واضاف "ما هو مناسب حقا وضروري وواجب أن نلتقي جميعا كفلسطينيين من كافة الفصائل والأطياف والشرائح وبشكل فوري على ارض مصر وفي كنف شعبها وقيادتها ورئيسها الأخ العزيز محمد حسني مبارك كي نتفق ما دمنا قد تحاورنا آلاف الساعات".
افتتحت القمة الهادفة الى تعزيز التكامل الاقتصادي العربي بحضور قادة 17 دولة عربية وفي ظل انقسامات على خلفية الوضع في غزة. وكان مقدرا لهذه القمة ألا تكون سياسية, إلا أن الحرب على غزة وما تلاها من إعلان وقف لاطلاق النار ما يزال هشا بعد مقتل أكثر من 1300 فلسطيني عدا الدمار الكبير, باتت بندا رئيسيا على جدول أعمال القادة العرب الذين فشلوا في التوافق على عقد قمة طارئة مخصصة للحرب في القطاع. ويأتي انعقاد قمة الكويت بعد أيام من انعقاد قمة خليجية طارئة في الرياض حول غزة، وقمة في الدوحة جمعت دولا عربية وإسلامية خارج إطار الجامعة العربية، حول المسألة نفسها, علما أن قمة الدوحة لم تحظ بدعم السعودية ومصر اللتين فضلتا بحث موضوع غزة خلال قمة الكويت. تأتي هذه القمة في خضم الأزمة المالية العالمية التي كلفت الدول العربية خسائر تقدر ب 2500 مليار دولار بحسب أرقام الجامعة العربية. وستنظر القمة في 10 مشاريع قرارات اتفق عليها وزراء الخارجية والمالية بهدف تعزيز التعاون والتقارب اقتصاديا. ومن هذه المشاريع, مشروع قرار لمخطط الربط البري العربي بالسكك الحديدية، ومشروع قرار الاتحاد الجمركي العربي. رغم ذلك، بقى حجم التجارة والاستثمار بين الدول العربية صغيرا جدا, كما أن الفارق بين الدول العربية الغنية والفقيرة يبقى هائلا، فيما تبدو غالبية المشاريع العربية المشتركة متعثرة أو غير موجودة. وبحسب أرقام رسمية للعام 2007, يوازي حجم الاستثمارات العربية في الدول العربية الأخرى أقل من 20% من حجم الاستثمارات العربية في الولاياتالمتحدة. وبلغ معدل البطالة في الدول العربية نحو 14% العام 2007 مع 18 مليون عربي على الأقل من دون عمل بحسب الجامعة العربية. كما أن معدلات البطالة في دول عربية فقيرة تتجاوز هذه النسبة بأشواط. والفوارق الاقتصادية بين الدول العربية تثير الدهشة, خصوصا بين الدول العربية الغنية بالنفط والتي جمعت عائدات نفطية تجاوزت تريليوني دولار على مدى السنوات الست الماضية, والدول العربية الفقيرة التي لا تملك موارد حقيقية. ويعيش في الدول العربية ال22 نحو 330 مليون نمسة, وتمثل الفئة العمرية بين 15 و65 عاما نسبة 61% من السكان.