كشفت مصادر مطلعة قيام إدارة مستشفى الرئيس العام بمحافظة مأرب بشراء وتوريد أدوية ومحاليل فاسدة ومنتهية الصلاحية . وقالت تلك المصادر أن كميات كبيرة من الأدوية المنتهية الصلاحية موجودة في الصيدلية ومخازن المستشفى ، كما تم استيراد محاليل فاسدة قبل أن تقوم إدارة قسم المختبرات بإعادتها ورفض دخولها واستخدامها. وذكرت المصادر أن تلك المشكلة ستؤدي إلى انتشار سمعة سيئة عن المستشفى الذي لا يزال يعاني من ضعف في الثقة المتبادلة مع المواطنين الذين لم يلمسوا أي دور فعلي للمستشفى في تقديم الخدمات الطبية المأمولة منه حتى اللحظة ، بالإضافة إلى أن ذلك الأمر يهدد حياة الناس وسلامتهم وقد ينعكس سلبا على صحة المريض ابتداء بنتائج الفحوصات وانتهاء بالأدوية المنتهية الصلاحية التي قد تصرف له. هذا وكان المستشفى قد أنفق بداية العام ملايين الريالات على مناقصات توريد تلك الأدوية والمحاليل الغير صالحة للاستعمال ويتوقع أن تكون وراءها جهات مستفيدة لا تهمها حياة ومصالح الناس وتنصب اهتماماتها على المردود المالي الذي يعود عليها من تلك الصفقات . من جهة أخرى علمت ( مأرب برس) من مصادر مطلعة قيام إدارة المستشفى بتوقيف رواتب ومستحقات أربعة من أبرز كوادر المستشفى المشهود لهم بالنزاهة والعمل الدؤوب خلال سنوات عملهم في المستشفى وذلك بسبب ضياع ترمومتر حراري وسماعة ، ويأتي ذلك الإجراء في ظل استمرار قيام نافذين بتهريب الأدوية والمحاليل الطبية والمعدات الثمينة خارج المستشفى دون أن يتم تحديد مصيرها أو محاسبة القائمين عليها ومن هي بعهدتهم . وفيما تمارس الإدارة غض الطرف عنهم تقوم بفرض إجراءات تعسفية في حق من تعتبرهم الطرف الأضعف وتعمل دون اكتراث على الاستمرار في سياسة الكيل بمكيالين. يذكر أن هناك استياء واسعا بين أوساط الموظفين في المستشفى بسبب غياب العدالة في توزيع المكافآت واستحواذ الإدارة على نصيب الأسد حيث أن رئيس قسم في مستشفى الرئيس لا تتجاوز مكافأته الشهرية ثلاثة آلاف وخمسمائة ريال و رؤساء قسمي العناية المركزة والمختبرات مكافآتهم محددة بمبلغ سبعة عشر ألف ريال شهريا لكل منهما بينما يتقاضى المدير العام ربع مليون ريال تقريبا كل شهر.. بالإضافة إلى مكافآت مدير مكتبه وسكرتير مكتب المدير العام وسواق المدير العام ومرافق المدير العام .. وإذا دققنا النظر في المكافآت الشهرية المحددة للأطباء والفنيين وقمنا بعمل مقارنة عادلة لها مع مكافآت الإداريين فإننا سنجد أن هناك قسمة ضيزى ، على ذات الصعيد تقول عدد من المصادر أنه تم صرف ما يقارب السبعين مليون ريال لشراء أدوية ومستلزمات طبية .. مع أن المستشفى لم يقدم من الخدمات الطبية والأدوية ما يلبي حاجة المحافظة، أضف إلى ذلك أن هناك عدد من المستلزمات والمعدات الطبية لم يتم استخدامها حتى اللحظة الأمر الذي يشير إلى أن هناك هبر عام لأموال مستشفى الرئيس العام يتناوب عليه أكثر من مدير عام ... ومسئولين محليين أيضا. من جهة أخرى بات الإهمال اليوم مصدرا يهدد حياة الناس والمرضى الذين يرتادون مستشفى 26سبتمبر بواسط في مديرية الجوبة حيث علمت " مأرب برس" أن صوماليا تم استقدامه سابقا للعمل ك (فراش) يزاول هذه الأيام العمل ك (فني أشعة ) دون أي مؤهل أو خبرات فنية ، ويواصل عمله الجديد منذ حوالي خمسة أشهر نظرا لغياب مختص الأشعة في المستشفى . وقالت المصادر أن ذلك الشخص الذي يحمل الجنسية الصومالية عمل في المستشفى فراش في غرفة العمليات قبل أن يتحول إلى ( فني عمليات ) بموجب خبرته التي اكتتسبها من احتكاكه اليومي بأطباء العمليات عند قيامه بتنظيف الغرفة ، وذلك الأمر الذي ساهم في ترقيته من قبل إدارة المستشفى بحسب اعتقاد كثيرون ، وذات الأمر ساعد في تحوله بين عشية وضحاها إلى فني أشعة. الجدير بالذكر أن مختص الأشعة يستلم راتبه الشهري بالرغم من غيابه عن العمل طيلة الخمسة شهور الماضية ، وبالرغم من اطلاع السلطة المحلية بالمديرية على تفاصيل المشكلة بحسب المصادر إلا أنها لم تقم بدورها في الحد من تلك العبثية التي تعرض حياة الناس للخطر.