استهداف السامعي محاولة لتعطيل الاداء الرقابي على السلطة التنفيذية    جريمة مروعة تهز شبام: مسلحون قبليون يردون بائع قات قتيلاً!    لماذا رفض محافظ حضرموت تزويد عدن بالنفط الخام وماذا اشترط على رئيس الوزراء؟!    "جروح اليمن لا تُداوى إلا بالقوة"...سياسي يمني يدعو لاستخدام القوة لتحقيق السلام المنشود    " تصريحات الزبيدي خاطئة ومضرة وتخدم الحوثي!"..صحفي يحذر من تمسك الزبيدي بفك الارتباط    الليغا: اشبيلية يزيد متاعب غرناطة والميريا يفاجىء فاليكانو    وفاة مريض بسبب نقص الاكسجين في لحج ...اليك الحقيقة    ليفربول يعود إلى سكة الانتصارات ويهزم توتنهام    رصاصاتٌ تُهدد حياة ضابط شرطة في تعز.. نداءٌ لإنقاذ المدينة من براثن الفوضى    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ورشة في عدن بعنوان "مكافحة غسل الأموال واجب قانوني ومسئولية وطنية"    أين تذهب أموال إيجارات جامعة عدن التي تدفعها إلى الحزب الاشتراكي اليمني    السلطة المحلية بمارب توجه بتحسين الأوضاع العامة بالمحافظة    الرئيس الزُبيدي ينعي المناضل محسن أبوبكر بن فريد    صحيفة بريطانية تفجر مفاجأة.. الحوثيون دعموا تنظيم القاعدة بطائرات مسيرة    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    الوكيل الحسني يطلع على سير اعمال مشروع إعادة تاهيل الشارع العام مدخل مدينة الضالع    لماذا اختفت مأرب تحت سحابة غبار؟ حكاية موجة غبارية قاسية تُهدد حياة السكان    خصوم المشروع الجنوبي !!!    الحبيب الجفري ناعيا الشيخ بن فريد.. أكثر شيوخ القبائل والساسة نزاهة في بلادنا    افتتاح دورة مدربي الجودو بعدن تحت إشراف الخبير الدولي ياسين الايوبي    مجلس القضاء الأعلى يقر إنشاء نيابتين نوعيتين في محافظتي تعز وحضرموت مميز    قيادي حوثي يعاود السطو على أراضي مواطنين بالقوة في محافظة إب    بعد رحلة شاقة امتدت لأكثر من 11 ساعة..مركز الملك سلمان للإغاثة يتمكن من توزيع مساعدات إيوائية طارئة للمتضررين من السيول في مديرية المسيلة بمحافظة المهرة    الإصلاح بحضرموت يستقبل العزاء في وفاة أمين مكتبه بوادي حضرموت    تنفيذي الإصلاح بالمهرة يعقد اجتماعه الدوري ويطالب مؤسسات الدولة للقيام بدورها    الاحتلال يرتكب مجازر جديدة بغزة وارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و683    بخط النبي محمد وبصمة يده .. وثيقة تثير ضجة بعد العثور عليها في كنيسة سيناء (صور)    ماذا يحدث داخل حرم جامعة صنعاء .. قرار صادم لرئيس الجامعة يثير سخط واسع !    أمريكا تغدر بالامارات بعدم الرد أو الشجب على هجمات الحوثي    عندما يبكي الكبير!    صحيفة بريطانية: نقاط الحوثي والقاعدة العسكرية تتقابل على طريق شبوة البيضاء    غدُ العرب في موتِ أمسهم: الاحتفاء بميلاد العواصم (أربيل/ عدن/ رام الله)    الحكومة تجدد دعمها لجهود ومساعي تحقيق السلام المبني على المرجعيات    حادث تصادم بين سيارة ودراجة نارية على متنها 4 أشخاص والكشف عن مصيرهم    نجوم كرة القدم والإعلام في مباراة تضامنية غداً بالكويت    اشتباكات بين مليشيا الحوثي خلال نبش مقبرة أثرية بحثًا عن الكنوز وسط اليمن    أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني في صنعاء وعدن    ماذا يحدث في صفوف المليشيات؟؟ مصرع 200 حوثي أغلبهم ضباط    ثعلب يمني ذكي خدع الإمام الشافعي وكبار العلماء بطريقة ماكرة    قطوف مدهشة من روائع البلاغة القرآنية وجمال اللغة العربية    الحرب القادمة في اليمن: الصين ستدعم الحوثيين لإستنزاف واشنطن    المشرف العام خراز : النجاحات المتواصلة التي تتحقق ليست إلا ثمرة عطاء طبيعية لهذا الدعم والتوجيهات السديدة .    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    أرسنال يفوز من جديد.. الكرة في ملعب مان سيتي    مارب.. تكريم 51 حافظاً مجازاً بالسند المتصل    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يفوز على مايوركا ويقلص الفارق مع برشلونة    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مأرب برس تنشر نص كلمة امين عام الاشتراكي
ياسين سعيد :لو أن الحزب الاشتراكي من أصحاب الصفقات لما وصل حاله إلى ما وصل إليه
نشر في مأرب برس يوم 04 - 03 - 2009

قال الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان في افتتاح دورة اللجنة المركزية بمدينة عد ن ان "الحزب الاشتراكي اليمني في مجرى تقييم تجربته في النضال الوطني التحرري والحكم لا يمكنه أن يتجاهل حقيقة أن عدن بما وفرته من شروط النضال التحرري السياسي وبما هيأته من مقومات مدنية ثقافية واقتصادية وإدارية قد سهلت مهمته في التصدي لتعقيدات التحرير ثم بناء دولة مدنية نقلت الجنوب بمناطقه المختلفة إلى المستوى الذي غدت فيه دولة بنظام يجسد هذه المقومات مجتمعه
وأضاف ياسين وهو يمتدح الدور الذي اضطلعت به مدينة عدن في التحديث والتنوير " "لقد تحملت عدن عبء هذا الانتقال ...حملت ريف الجنوب وتخلفه وقبائله على كاهلها وأعادت صقلهم بقيمها المدنية، فيا لها من مهمة عظيمة ،ما كان لها ان تتحقق لولا الجذور العميقة لهذه القيم المقرونة بالتسامح والتعايش والانفتاح على الثقافات وبنذ التعصب والنزوع المبكر نحو التعليم والتكوينات النقابية التي كان هلا الأثر الكبير في نشر ثقافة النضال السلمي الديمقراطي "
وكانت الدورة السابعة الاعتيادية للجنة المركزية قد افتتحت أعمالها في مدينة عدن صباح الأربعاء بحضور كبير لأعضاء اللجنة المركزية
مأرب برس تنشر نص كلمة امين عام الاشتراكي
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة والأخوات أعضاء اللجنة المركزية .... الإخوة الحاضرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرحب بكم ترحيبا حارا في الجلسة الافتتاحية لدورة اللجنة المركزية التي تنعقد في عدن متمنيا لكم التوفيق ولدورتنا النجاح في انجاز المهام المطروحة أمامها .
....وتكتسب هذه الدورة أهميتها أولا لأنها تنعقد في عدن ، ....وعدن في ذاكرة حزبنا ومناضليه هي سفر التكوين الذي يحكي قصة الحلم العظيم للرعيل الأول من مناضلي حزبنا والحركة الوطنية ، وهم يتصدرون المنازلة التاريخية من اجل عدن حرة ومستقلة ،وقاطرة حضارية لجنوب ممزق الأوصال غارق في التخلف تحاصره المشاريع الاستعمارية والمحدقة به من كل صوب.
عدن العنوان الأبرز والسطر الأول في قصة كفاح صاغ وقائعها أولئك الأبطال العظام ...غيرت مجرى التاريخ ومجرى الحياة الراكدة في ذلك الجنوب المتدثر برداء ثقيل من الإهمال والصراعات والظلم والفقر وفتحت نوافذ للإشعاع التنويري الذي كان يتزاحم في تلك المدينة إلى كل الجنوب وبعض مناطق اليمن الأخرى ... ذلك الإشعاع الذي نسجت من خيوط الجوانب الأساسية من تاريخ الفكر السياسي للجنوب اليمني بأكمله كأهم علامة للدور التنويري الذي شكل محطات الاستحقاقات النضالية التاريخية ويصبح الجنوب وفي المقدمة منها عدن صانع تاريخ بكل معنى الكلمة، مما يعطيه الحق في الدفاع عن هذا التاريخ والتمسك به كمكون أساسي في المعادلة الوطنية.
لقد كانت عدن مصدر الهام لنضال كل الوطنيين اليمنيين وكانت مآلا للمناضلين والمطاردين من أصحاب الرأي والسياسيين والمثقفين وفي عدن أخذت الثقافات المحلية التي حملها أصحابها من مناطق الجنوب ومن كمل أنحاء اليمن تتمازج وتفتح المشترك فيما بينها وتنفتح على ثقافة اشمل وأوسع، ولا عجب أن ترى الجميع اليوم مسكونيين بهذه المدينة الرائعة ونراها ترحل في القلوب من محطة
إلى أخرى محتفظة بصدارتها في الفعل الوطني غير قابلة للتهميش أو العزل أيا كان مصدرهما وأيا كانت العناوين التي يجري توظيفها لهذه الغاية .
إن دلالة انعقاد دورتنا هذه في عدن يتجاوز عاطفة الوفاء والحب التي يختزلها كل مناضلي حزبنا وأنصاره لهذه المدينة إلى المضامين الفعلية لهاتين القيمتين والمتمثلة في الحقيقية الجوهرية وهي أن عدن كترميز تاريخي للنهضة الوطنية التي تطلع إليها الشعب في محطات نضاله المختلفة قد شكلت همزة وصل قوية في مضمار الربط بين إرهاصات الثورة وعناصرها بل وقواها المختلفة كدليل على مكانتها في هذه العملية التاريخية المعقدة..،من هذا المنطلق يرى حزبنا أن عدن التي اضطلعت بهذه المهمة المبكرة قبل غيرها من مدن ومناطق اليمن الأخرى قد أهلها التاريخ لتقود عملية التحول الشاملة في نطاق تلك الدولة وذلك من موقع التأثير المدني وعناصره الحضارية .. ذلك التأثير الذي لا يمكن إغفاله عندما يجري الحديث عن بناء الدولة اليمنية الحديثة /دولة النظام والقانون في الجنوب حتى 22مايو 1990م يوم إعلان قيام دولة الوحدة بين شطري اليمن .
والحزب الاشتراكي اليمني في مجرى تقييم تجربته في النضال الوطني التحرري والحكم لا يمكنه أن يتجاهل حقيقة أن عدن بما وفته من شروط النضال التحرري السياسي وبما هيأته من مقومات مدنية ثقافية واقتصادية وإدارية قد سهلت مهمته في التصدي لتعقيدات التحرير ثم بناء دولة مدنية نقلت الجنوب بمناطقه المختلفة إلى المستوى الذي غدت فيه دولة بنظام يتجسد هذه المقومات مجتمعه.
لقد تحملت عدن عبء هذا الانتقال ...حملت ريف الجنوب وتخلفه وقبائله على كاهلها وأعادت صقلهم بقيمها المدنية فيا له امن مهمة عظيمة وما كان لها أن تتحقق لولا الجذور العميقة لهذه القيم المقرونة بالتسامح والتعايش والانفتاح على الثقافات ونبذ التعصب والنزوع المبكر نحو التعليم والتكوينات النقابية التي كان هلا الأثر الكبير في نشر ثقافة النضال السلمي الديمقراطي.
لعدن منا اخلص التحية واصدق الوفاء.
أما ثانيا فان ملامح الأزمة الوطنية قد أغرقت البلاد في تحديات تعد من أكثر التحديات تعقيدا وخطورة .. ولا نستطيع إلا أن ننظر إلى هذه التحديات إلا باعتبارها ناقوس الخطر الذي بات يرن داخل كل بيت ،
وفي التقرير السياسي الذي سيناقش في هذه الدورة هناك صورة كاملة للمشهد السياسي منذ الدورة الأخيرة للجنة المركزية (السادسة) واطلب مناقشة هذا التقرير بمسئولية وعلى نحو لا نغلب فيه جانبا من المشهد على غيره من الجوانب الأخرى فلابد أن ننظر إلى جذر الأزمة لكي نكون قادرين على التفاعل مع مظاهرها وظواهرها المتعددة.
وفي هذه السياق لا بد من الإشارة هنا إلى أن الحزب الاشتراكي اليمني قد اضطلع وعلى نحو مسئول بدوره السياسي والنضالي تجاه كافة ظواهر وعناصر هذه الأزمة الوطنية بالرغم من الظروف الصعبة وظروف الحصار والمواجهة والمطاردات والمحاكمات والسجن التي تعرض لها أعضاء ه خلال الفترة الماضية . ومما بلاد من الإشارة إليه هنا هو أن الحزب الاشتراكي وفي ضوء قرارات دورة اللجنة السادسة أطلق جملة من المبادرات السياسية اتجهت كلها نحو دعم الحراك السياسي والاجتماعي في الجنوب وترشيد دفاعه عن القضية الجنوبية بإسهامات سياسية وفكرية ونضالية وتضحيات قدمت أعضاء الحزب في مختلف ميادين النضال السلمي الديمقراطي والوقوف إلى جانب جهود التصالح والتسامح ومقاومة الانتهاكات التي تعرض لها نشطاء الحراك والمطالبة بإطلاق سراح المسجونين ووقف المطاردات والمحاكمات ،كما اتجهت نحو إدانة الحروب في حل قضايا البلاد السياسية والاجتماعية وطالب بوقف الحرب في صعدة والامتثال إلى حوار جاد يفضي إلى إنهاء النزاع والصراعات لتجنيب البلاد كوارث الانقسامات العرقية والطائفية ، واتجهت إلى النضال من اجل حماية الخيار الديمقراطي مع بقية أحزاب اللقاء المشترك والدفاع عن الحريات وصيانة حق التعبير السياسي والفكري وغيره من حقوق التعبيرات السلمية لكل فئات وقوى المجتمع والإفراد وأصحاب الرأي ونضال المعلمين والصحفيين وغيرهم من اجل حقوقهم المشروعة ونضال المرأة السياسي والاجتماعي ونضال الشباب وحقهم في التعليم والعمل والرعاية ، واتجهت نحو فضح أساليب النظام السياسي وسلطته بخصوص فتح ملفات الصراعات وتشجيع ثقافة الكراهية والتطرف والعودة إلى سياسية التكفير وتشجيع بعض المتطرفين بإصدار كتابات تحمل من التلفيقات ضد الحزب الاشتراكي ما يفهم منه بان دعوة للفتنة بعناوين دينية واخذ الحزب على عاتقه وفي ضوء تلك القرارات مسئولية العمل مع القوى السياسية والاجتماعية وفي إطار جبهة واسعة على إيجاد ميزان قوة كفاحي يناضل من اجل بناء دولة المواطنة المتساوية على قاعدة الاعتراف بالشراكة الوطنية.
ونظر الحزب إلى هذه المسالة من الزاوية التي يصبح فيها الجنوب طرفا في معادلة شراكة الحكم والثروة وهو الأمر الذي يفتح آفاقا سياسية واجتماعية وثقافية لتحولات جوهرية لا يمكن التضحية بها أو إهمالها تحت أي دافع من الدوافع أو بتأثير دعاوى سياسية مخالفة.
نحن نحترم الاختلاف لكننا في نفس الوقت نطلب مبادلة الاحترام .
لقد لاحظنا في الفترة الماضية أن كثير من العناوين السياسية تحتدم لتاطير الموقف من هذه القضية او تلك دون ان يعرف البعض من هذه القوى السياسية بحق الآخرين في الاختلاف معهم وهو امر ينذر بالسير في طريق مناهض تماما لحق الناس في الاختلاف والتباين ، حيث أعطى هذا البعض نفسه الحق في اتهام كل من يخالفه الرأي .
في برامجهم السياسية، وأصروا على أن يتخذوا من أنفسهم ومن برامجهم وشعاراتهم مرجعية لا يأتيها الباطل لكل نشطاء الحياة السياسية، وهو أمر أضر بالحراك السياسي وخاصة بعد أن دفعوا ببعض عناصرهم للاعتداء المسلح على بعض مقرات الحزب الاشتراكي كما حدث في طور الباحة بلحج، ولولا أن أعضاء حزبنا تصرفوا بمسؤولية واحتووا الموقف لكان حقق بعض المندسين والمخترقين غايتهم في إثارة فتنة لا نهاية لها.
لقد قال حزبنا منذ اليوم الأول كلمته بشأن الحراك السياسي بأنه تفاعل شعبي سياسي واجتماعي تبلور على قاعدة الدفاع عن قضية عادلة وانه يجب أن يتحرر من الوصاية ولا بد من أن يخلق قياداته الميدانية بعد أن تختبر صلابتها في ميدان النضال السلمي وبالالتصاق بالجماهير دون وصاية من أحد أو تنظير يتعسف حقائق المطالب الشعبية ويقتحمها بسجالات سياسية من ذلك النوع الذي يتعالي على الوقائع بترف تنظيري لا يأبه إلى أين يتجه أو إلى ما يفضي.
لقد طالب حزبنا كل القوى الفاعلة بحوار هادئ وصريح بعيداً عن الصخب الذي يتصدر الفعل السياسي على الأرض بهدف خلط الأوراق والإمعان في تكريس مشروع سياسي أحادي ليغدو غيره متهماً أو باطلاً في أحسن الأحوال. وعلى هذا الصعيد دعا حزبنا إلى حوارات مع كل الفعاليات السياسية والأحزاب بهدف الحفاظ على الحراك السياسي وصولاً إلى بلورة موقف تجاه القضية الجنوبية، يتسع لنضال كل القوى السياسية المؤمنة بعدالة هذه القضية لكن هناك من يصر على أن يجعل من هذه القضية مظلة لتصفية حسابات فكرية وسياسية، تاريخية ولا تاريخية، مرة يتجه بها نحو الحزب الاشتراكي فيما يوحي بالبحث عن ضحية لصالح المخلٍص الجديد، وتارة أخرى يضعها خارج إطارها العادل وبمفهوم ملتبس، ومع ذلك فقد حرص حزبنا على عدم نقد أصحاب هذا الرأي المخالف أو التوجه بخطابه نحوهم حتى عندما كان بعض هؤلاء يقفون على مستوى واحد مع السلطة في الهجوم على الاشتراكي وشن الحملات الظالمة عليه لا لشيء إلا لأننا نعتقد أن هذه القضية قد تركت مساحة واسعة للاختلاف بسبب ما لحق بالجنوب من غبن، وبدلاً من ذلك فقد توجهنا بخطابنا إلى جوهر المشكلة وإلى جذر الأزمة، واعتبرنا هذا الاضطراب إنما هو ناشئ عن الوضع المعقد للأزمة وعناصرها المتداخلة، وتعاملنا مع كل ذلك بالاستناد إلى العامل الموضوعي وهو الأمر الذي دفعنا إلى التمسك بالحوار مع كل الفعاليات والقوى والاتجاهات..واليوم تقدم الحياة برهاناً على أن الحوار هو الطريق إلى التفاهم والانفتاح وتكوين المواقف
المسؤولة إزاء القضايا الكبرى وانه لا يستطيع أحد بمفرده أن يصوغ الموقف ويطلب من الآخرين اللحاق به.
إن الحزب الاشتراكي وهو يستخلص من تجاربه وخبراته وقربه من الواقع والتصاقه بالجماهير والأهداف التي يناضل من أجلها وكذا الأدوات والوسائل التي الملائمة لنضاله- يضع في حسبانه عدداً من الحقائق التي أفرزتها المرحلة المنصرمة وتأتي في مقدمة هذه الحقائق الحاجة إلى تعزيز وحدته التنظيمية . والحديث عن الوحدة التنظيمية هنا يجب ألا يذهب إلى تلك الصيغ الجامدة التي تستمد عناصرها من سطوة الأيدلوجيا.
فحزبنا الذي أخذ يتحول سياسياً على قاعدة الخيار الديمقراطي كان لابد أن يتفاعل مع كل المتغيرات التي تنشئ معادلاتها والحاجة الجمعية المرتبطة بها، ويعني هذا فيما يعنيه أن تتبع الوحدة التنظيمية وتلبي الحاجة إلى الاختلاف والتنوع في الآراء والأفكار، وهي عملية إذا ما استطاع الحزب أن ينجزها في مؤتمره القادم فلا شك أنه سيحقق بذلك نقلة نوعية في حياته الداخلية، تؤهله للتفاعل مع تسارع الحياة السياسية وتمكنه من التقاط اللحظات الحاسمة التي تشكل منعطفات هامة في مسارات الحياة السياسية.
إن التحضيرات الجارية لانعقاد الدورة الانتخابية الكاملة لمنظمات الحزب وصولاً إلى عقد مؤتمرات المندوبين إلى المؤتمر العام السادس الذي سينعقد صيف هذا العام..وسنتناول في هذه الدورة مستوى التحضير إنجاز هذه المهمة..و لا بد بهذا الصدد أن تتحمل منظمات الحزب مسؤوليتها في إنجاز الدورة الانتخابية والإحصاء الحزبي..وفي سياق متسق مع ذلك، أرى أن من الضرورة بمكان البدء بحوار داخلي حول التوجهات السياسية للحزب خلال المرحلة القادمة، الحوار مع المنقطعين في الداخل والخارج، الإجابة على الأسئلة التي أفرزتها المتغيرات المحلية والدولية فيما يمكن اعتباره إعادة صياغة الهوية الفكرية والسياسية للحزب.
إن المؤتمر القادم لا بد أن يشكل محطة هامة في حياة حزبنا، ولدى حزبنا اليوم من التجارب ما يجعله قادراً على الصمود أمام اختبارات الزمن والتحديات التي يقذف بها في طريقه. ونعول كثيراً على الحوار الداخلي ومع المنقطعين، ولا بد أن تكون عقولنا وقلوبنا مفتوحة لاستيعاب الاختلاف والتنوع، فحزب بهذا التاريخ وبهذا الحجم وبهذه التجارب وبهذه المسؤولية لا يمكن أن يستسلم لقرارات الشطب العشوائية التي يطلقها البعض هنا أو هناك..علينا أن نعود بهدوء وبعمق إلى ذاكرة حزبنا وسنكتشف أننا أمام فكرة عملاقة تكمن قيمتها في أنها قادرة على التجدد من داخلها وبقدرتها على استيعاب المتغيرات والتطورات المحيطة بها لأنها لم تكن فكرة ترفيه أو متعالية على حاجة المجتمع الذي ترعرعت ونشأت فيه بل وخرجت من داخله.
إن ما أضر بهذا الحزب ونضاله خلال المراحل المختلفة لم يكن سوى تلك الأمراض التي كان البعض يصر على ممارستها في حياته الداخلية وأكثرها خطورة هي التكتلات الضيقة والتعبئة الخاطئة التي تواصل تفريخ الانقسامات والتي يمكن إرجاعها في الجزء الأكبر منها إلى اعتقاد البعض من أن الآخرين لن يرضوا عنهم إلا إذا انخرطوا في لعبة التشويه والإدانة التي يتعرض لها الحزب الاشتراكي وتجربته وفكرته.
والهدف من هذه اللعبة التي تشترك فيها بعض القوى والسلطة على السواء لا تقف عند حدود الإدانة والتشويه للحزب فقط وإنما تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بهدف توفير مناخات التسوية على نفس القاعدة التي قبلت بها القوى التقليدية التسوية مع نظام صنعاء في السبعينيات والتي جاءت على حساب مضامين وجوهر النظام الجمهوري.
ولذلك لا غرابة أن نراها تتجه اليوم بخفة إلى المفاصل التاريخية لتجربة الجنوب بدءاً من الاستقلال وشرعية توحيد الجنوب في مشهد عبثي لا يخلو من تحريض مغامر لقلب الوقائع التاريخية ومعها كل ما رتبته هذه الوقائع من حقائق سياسية ووطنية، يصعب تجاهل أن التحريض عليها سيقلب المعادلة على الجميع رأساً على عقب.
ولقد نبه الحزب أكثر من مرة إلى مخاطر هذه اللعبة واليوم يعيد التنبيه إلى أن النضال من أجل القضية الجنوبية لن يكون من مصلحته توظيف هذه اللعبة والانخراط فيها. ليكن لأي قوة سياسية برنامجها وأهدافها لكن من الخطر أن تسعى إلى تسويق أهدافها بواسطة هذه اللعبة بما يكتنفها من أهداف لا تبدو غامضة حينما تقف على قاعدة واحدة مع السلطة في السباق إلى التسوية.
وفي هذا السياق نجد البعض لا شغل له سوى شن الحملات على الحزب الاشتراكي والتشكيك في أي خطوة سياسية يخطوها سواء بمفرده أو مع غيره من أحزاب اللقاء المشترك دون أن يبرهن على هذا التشكيك بأي وقائع تجعل حملته على الأقل مجردة من تفاهة الخصومة والتحامل وآخر مثل على ذلك واقعة تأجيل الانتخابات النيابية التي ذرف عليها هؤلاء دموع التماسيح والحديث عن أنها احتواء للقضية الجنوبية والحراك السياسي. هل بعد هذا شيء يمكن أن نفسر به هذا الموقف وأمثاله أكثر من أنه تحامل يصب في نفس مجرى اللعبة التي تديرها السلطة وبعض القوى السياسية الأخرى ذد الحزب الاشتراكي.
نحن نعرف أن الذين يتباكون على تلك الانتخابات هم ممن كانوا على موعد بالترشيح والوصول إلى البرلمان كبديل لأحزاب اللقاء المشترك في صفقة مشبوهة مع السلطة..وهم أيضاً من بعض الأحزاب والجماعات التي لم تتوزع في عقد صفقات لتحل محل أحزاب اللقاء المشترك بغض النظر عن طبيعة الانتخابات التي قبلت المشاركة فيها رامية عرض الحائط بما يدعيه أعضاؤها ممن ينتسبون إلى الحراك عن أن الانتخابات لا تعني الحراك. ولم تفشل هذه الصفقات إلا عندما تضخمت مطالبها خارج وزنها الحقيقي ورفضت من قبل الحزب الحاكم وعاد أعضاؤها بعد ذلك يتحدثون عن أن التأجيل يحتوي الحراك في الجنوب..هل الحراك في الجنوب في نظر هؤلاء مجرد حالة عارضة مرهونة بالموقف السياسي لأي طرف أو أطراف في العملية السياسية؟!
من المؤسف حقاً أن يذهب تفكير هؤلاء إلى المستوى الذي يجعل معارضتهم للحزب الاشتراكي حالة مرضية. وإلا كيف يمكن أن يكون تأجيل الانتخابات احتواء للحراك الجنوبي كما يزعمون..أليس هؤلاء الذين ينظرون لمسألة تأجيل الانتخابات بأنها لا تعنيهم فكيف توصلوا إلى أن تأجيلها يضر بالحراك..إن العمل السياسي عندما ينحدر إلى هذا المستوى عند البعض فلا بد أن نبحث عن الدوافع الحقيقية وراء ذلك، والواقع الحقيقية يجب البحث عنها في أسباب رفض الحوار والاكتفاء بإظهار الخصومة كحالة متجسدة في رفض كل ما يأتي من الآخر.
إن تأجيل الانتخابات هو تحصيل حاصل لا يحتمل أي تفسير سوى أن أطراف الحياة السياسية لم يكونوا جاهزين لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تعبر عن إرادة الشعب وتصبح خطوة لا غنى عنها باتجاه حل الأزمة الوطنية. وإن إصرار طرف معين على إجرائها كان يعني أحد أمرين: إما إدخال البلد في مواجهات لا أحد يستطيع أن يتنبأ بنتائجها، أو أنها تتم وتفرض شروطاً أكثر سوءاً للعمل السياسي والنضال السلمي الديمقراطي...وتأجيلها يعني توفير مزيد من فرص الحوار لكل أطراف الحياة السياسية وهذا ما نصت عليه بنود الاتفاق بشأن تطوير النظام السياسي وغيره من عناصر الإصلاح الأخرى.ليس فيها صفقات أخرى، كل ما ورد في بنوده الثلاثة والخاضعة كلها للحوار اللاحق هي إطار عام لهذا الحوار.
هؤلاء الذين يتحدثون عن صفقات هم يعرفون من هم أصحاب الصفقات، ولو أن الحزب الاشتراكي من أصحاب الصفقات لما وصل حاله إلى ما وصل إليه، لا زال في نظرهم متهماً حتى وهو يكابد المطاردة والحصار ويستنكفون من الحديث عن عودة مقراته وممتلكاته، مع العلم أن المطالبة باستعادة حقه واجب وليس فيها ما يعيب، وهو رفض وما زال يرفض أن تكون جزءاً في أي تسوية سياسية..فلماذا كل هذا التضليل الذي يمارسه البعض في حين أنهم يعرفون من هم أصحاب الصفقات الذين لم يتورعوا أن يستعيدوا ممتلكاتهم في صلب التسويات السياسية التي أقاموها مع السلطة سواء كأحزاب أو كأفراد.
نقول لهؤلاء الذين يريدون أن يضعوا من أنفسهم أوصياء على الحزب الاشتراكي وعلى نضاله السياسي أن يكفوا عن هذه اللعبة، فقد مارستها قبلهم السلطة الحاكمة وفشلت، وإذا كان البعض منهم اليوم يقوم بدور الوكيل ولكن تحت عناوين مختلفة فنقول لهم إلعبوا بعيداً عن ساحة الاشتراكي. والحزب الاشتراكي ليس حزب نخبة ولا هو حزب عائلة..لا أحد فيه يتمسك بموقفه لأي سبب، ولا يأتي إلى قيادته إلا من لديه الاستعداد للتضحية، وهي أي القيادة مفتوحة أمام كل من لديه هذا الاستعداد، ولذلك لم ولن تكون القيادة محط ابتزاز من أحد، فلا يخضع للابتزاز إلا اؤلئك الذين يخافون على مصالح استثنائية.
إن المفارقة التي تبعث على الحيرة هي أن يستفز بعض هؤلاء من الحضور المكثف لمناضلي الحزب الاشتراكي في الحراك السياسي على الرغم من أن هؤلاء المناضلين هم الذين يطاردون ويقتلون ويسجنون ويحاكمون، لماذا كل هذا البؤس في التفكير والممارسة. سنترك ذلك للأيام القادمة أن ترد عليه، وسنكتفي الآن بالدعوة إلى إعادة الحيوية إلى جوهر فكرة التصالح والتسامح التي كانت إحدى العلامات البارزة في هذا الحراك السلمي والديمقراطي الذي أحيا الأمل في النفوس المطحونة والمقهورة بإمكانية مقاومة التهميش لهذا الجنوب ليستعيد شخصيته ومكانته في المعادل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي كشريك كامل الشراكة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يعيد المضمون الثوري لفكرة الشراكة الوطنية بروح ثورتي سبتمبر وأكتوبر ووحدة 22 مايو السلمية على صعيد اليمن كله.
إن مسؤولية الحراك هي إيصال القضية الجنوبية إلى الوضع الذي تصبح فيه مشروعاً سياسياً نهضوياً لكل اليمن كما كانت عدن وكان الجنوب ذلك المشروع السياسي التحديثي لليمن فيما لو أن القوى الحاملة لهذا المشروع يومذاك أصغت لبعضها البعض وتناغمت وأدركت جوهر وظيفتها التاريخية في إنتاج الفكرة وتحقيقها في الواقع العملي. اليوم لا نريد التاريخ أن يكرر نفسه مرة أخرى، على القوى التي تضعها الحياة في صدارة الموقف أن تعي درس التاريخ جيداً وسيكون لزاماً عليها ترتيب أوراقها بحكمة من استفاد من تجربة التاريخ، وعلى الرغم من أن البعض لا زالوا يفكرون بعقلية المنتقم من التاريخ ويتحركون على الأرض بدوافع وأدوات المنتقم، إلا أن التاريخ في الحقيقة لا يلقي بالاً لمثل هؤلاء في كل التجارب الإنسانية، ينظر إليهم بأنهم مجرد حمقى يتحركون مثل الهوام على هامشه ولا يسمح لهم أن يلجوا إلى داخله..إن التاريخ هو ذلك الكائن الحي الذي لا يتفاعل ولا يلقي بالاً إلا لمن يملك إرادة تغيير مجراه. وهؤلاء لا يغرقون في إنتاج أدوات الانتقام من التاريخ وإنما يتفرغون لإنتاج أدوات التغيير .. وفارق كبير بين من يمارس نضاله بأدوات الانتقام من التاريخ ومن يمارس نضاله بأدوات تغيير مجرى التاريخ.
ما نريده اليوم هو إنتاج أدوات التغيير وما يرتبط بها من سلوك وثقافة وأساليب كفاحية وعلاقات لإنسانية.
القراءة الواقعية لما نحن عليه، أي لكل من يعمل في ساحة العمل السياسي، تبدأ من هذه النقطة والإجابة عليها بعيداً عن المراوغة لنكتشف طبيعة الأدوات التي نتسلح بها في نضالنا السياسي ونحدد موقفنا في التاريخ وموقفنا منه.
الأخوات..الإخوة أعضاء اللجنة المركزية..الحاضرون:
لقد حقق حزبنا في نضاله السياسي خلال الفترة الماضية بين الدورتين نجاحات لا يستهان بها على الرغم من ظروف الحصار والصعوبات بسبب ما يمارسه الكثيرون من عبث داخل الحزب بتوظيف معاناة أعضاء الحزب وأنصاره كنتاج للاضطهاد والظلم الذي تعرضوا له منذ حرب 1994 حيث وجد هؤلاء العابثون فرصة لجر الحزب إلى خارج مشروعه الوطني ليسهل بعد ذلك إدانته وتصفيته..لقد تنبه أعضاء حزبنا إلى هذه اللعبة وواصلوا نضالهم السياسي بروح أكدت على التمسك بخطه السياسي الذي أقره المؤتمر الخامس وهو ما جعل حزبنا يتفوق على ظروف الحصار ويهزم تلك الصعوبات، وجاء تأجيل الانتخابات كنتيجة للموقف الحاسم لحزبنا واللقاء المشترك وغيرهما من القوى السياسية والاجتماعية على أن الانتخابات هي طريقة للتغيير ولابد أن تعاد صياغتها على هذا الأساس. وفي هذه الأجواء يجب أن نتجه إلى التحضير للمؤتمر السادس للحزب كمحطة هامة على طريق مواصلة بناء حزبنا ليتمكن من مواصلة النضال لإنجاز مهماته الوطنية، ولن يلتفت إلى من يضعون العصي في الدولاب لإعاقة حركته.سنسير نحو المؤتمر وعلى هذه الدورة أن تنجز الترتيبات الخاصة بما في ذلك تشكيل اللجنة التحضيرية وغيرها من الترتيبات المتعلقة بالحوار.
وفي نشاطه هذا، سيواصل حزبنا دعم الحريات والنضال من أجلها مع كل القوى الداعمة لانتصار الحرية والديمقراطية وسيقف إلى جانب نضال أصحاب الرأي وحرية الصحافة. وفي هذا الصدد يعلن تضامنه مع صحيفة الأيام التي تتعرض للمحاكمات بسبب تبنيها قضايا الناس والوطن وكذا مع بقية الصحف إعلاء للحرية والمسؤولية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.