فيما تعيش إيران أزمة خانقة على جميع الأصعدة، يحاول المرشد الإيراني علي خامنئي البحث عن مخرج من عزلته الدولية التي تفرضها واشنطن على الدولة الإرهابية، وذلك عبر عقد لقاءات سرية مع قادة مليشياته الإرهابية في لبنان واليمن، إذ نشر مكتبه في وقت متأخر من مساء أمس الأول (الأربعاء) صورة تجمعه بقائد فيلق القدس قاسم سليماني، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله. ويرى مراقبون لبنانيون وعرب أن اجتماع ثالوث الإرهاب في طهران الذي جاء بعد شهر من لقاء خامنئي وفداً حوثياً يبين حالة العزلة التي يعيشها زعماء الإرهاب، محذرين من أن تكون هذه اللقاءات تهدف إلى تنسيق مع الخلايا الإرهابية في دول المنطقة لتنفيذ عمليات إرهابية وقرصنة في المياه الإقليمية الدولية بهدف إنقاذ رأس الإرهاب من عزلته، مؤكدين أن اللقاءات بالمجمل تؤكد أن نظام قم بات يعاني مرض «العزلة». الصورة التي نشرت على الموقع الرسمي لخامنئي ولم تحدد موعد الاجتماع الذي عقد واكتفت بالإشارة إلى أنه انعقد في مقر خامنئي بطهران، وتصدرت الصورة غلاف مجلة جديدة أصدرها مكتب خامنئي باسم «المسير» مرفقة بعنوان «معادلة نصر»، وشرح الإرهابي حسن نصر الله في حوار مع المجلة علاقته مع المرشد الإيراني، مؤكداً أن الزيارة التي جرت استمرت 5 ساعات. كما نشرت المجلة «أول حوار» مع قاسم سليماني منذ توليه قيادة «فيلق القدس»، بحسب وصف المجلة التي قالت إنه كشف «خفايا وقضايا حرب ال33 يوماً» بين إسرائيل وحزب الله في يوليو 2006، و«تأثيرها على الهندسة الجديدة للمنطقة»، إضافة إلى «ذكريات من قائد ميداني في الحرب» من دون أن تكشف عن هويته. وأجرت المجلة أيضاً حواراً مع مساعد رئيس البرلمان للشؤون الدولية ونائب وزير الخارجية السابق للشؤون العربية والإفريقية أمير عبداللهيان، وهو يعد من الدبلوماسيين المحسوبين على «فيلق القدس». وذكر موقع خامنئي أن الحوار يتناول زيارة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي إلى طهران، والمفاوضات بين إيرانوالولاياتالمتحدة في العراق، وتفاصيل من ائتلاف ما يسمى ب«جبهة المقاومة وروسيا». وكان خامنئي قد التقى في أغسطس الماضي وفداً حوثياً بقيادة محمد عبدالسلام وأجرى محادثات مطولة معهم، وتناول الأجندة الإرهابية التي تنفذها المليشيا بدعم من إيران، مشيداً بدورها بالإرهاب والعنف باليمن. وأكتفى جواد نصرالله، نجل الأمين العام لحزب الله في تغريدات على حسابه في تويتر بوضع «قلوب حمراء» على الصورة الثلاثية لوالده وخامنئي وسليماني. من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الرئيس الأمريكي ترامب أصدر أمس، مرسوماً يحظر دخول كبار المسؤولين في النظام الإيراني وأفراد عوائلهم إلى الولاياتالمتحدة وبموجبه لن يُسمح لقادة إيران وعائلاتهم بالدخول إلى أمريكا، ولن يتمكن أفراد النخبة من مسؤولي النظام الإيراني من جني فوائد المجتمع الأمريكي الحر، بينما يعاني الشعب الإيراني من فساد النظام وسوء إدارته.
