نفت حركة "حماس" أن تكون القافلة التي قصفتها الطائرات الأمريكية في شهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) الماضيين لهما علاقة من قريب أو من بعيد بنقل الأسلحة إلى قطاع غزة، وأكدت أن ذلك ليس إلا مبررات كاذبة لبدء الحرب على السودان. ووصف عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة "حماس" الدكتور صلاح البردويل الحديث عن سلاح مهرب من السودان إلى غزة بأنه كلام مثير للسخرية، وقال: "هذه المعلومات التي تتحدث عن وجود أسلحة في قافلة السيارات التي استهدفتها الطائرات الأمريكية الإسرائيلية في السودان مثير للسخرية حقيقة، وهو ليس إلا مبررا لاستهداف السودان، فاختراق الأجواء السودانية وقتل هذا الكم الهائل من الأشخاص يعتبر جريمة وتعديا على السودان، وهي جزء من مخطط أمريكي لمهاجمة السودان تحت حجج كاذبة". وأشار النائب عن حركة حماس نؤكد كذب هذه الحجج أن بين السودان وغزة توجد مصر، وأنها هي الأقدر والأولى بمنع دخول السلاح إلى غزة لو صح الأمر، ونحن نؤكد أن هذا الكلام غير دقيق ولا أساس له من الصحة في شيء، وهو ليس إلا ذريعة لتبرير الجريمة التي مارستها القوات الأمريكية والإسرائيلية ضد السودان، ونحن ندينها بشدة ونعتبر ذلك مقدمة للعدوان على السودان بعد انتهاء مهمة الأمريكيين في العراق، وهي جريمة كبيرة تمارس تحت أنظار العالم كله" . ونقلت صحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية اليوم الجمعة عن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن اثنين من كبار المسئولين الأمريكيين أكدا أن إسرائيل هي التي قامت بعمليات القصف داخل الأراضي السودانية، وأنها استهدفت شاحنات من الأسلحة التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة، مضيفين أن إيران لها علاقة في هذه الشحنة من الأسلحة حيث تحاول إيران دعم حركة حماس بكافة الطرق بما فيها تهريب السلاح. هذا وقال الخبير العسكري الإسرائيلي " ألكس فيشمان" :"إن بين الأسلحة التي كانت في الشاحنات صواريخ يصل مداها إلى 70 كيلومترا وقادرة على ضرب تل أبيب. إلى ذلك ، ذكرت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، مساء أمس الخميس، أن الهدف من الغارة الجوية الإسرائيلية على قافلة شاحنات بشمال السودان قبل شهرين "كان أسلحة صاروخية متطورة سعت إيران لتزويدها لحركة حماس في قطاع غزة". وأضاف التلفزيون الإسرائيلي "أن هذه الأسلحة كانت على الأرجح قذائف صاروخية تطال بمداها أواسط إسرائيل، وصواريخ مضادة للدروع من طراز حديث"، مشيرةً إلى أن الغارة استندت إلى معلومات استخبارية راسخة . من ناحيته قال رئيس الوزراء الصهيوني، ايهود أولمرت :" "إن إسرائيل توجه ضربات في أماكن بعيدة وقريبة"، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أولمرت قوله: "إننا نعمل في أي مكان يمكننا فيه ضرب قواعد الإرهاب، ونوجه ضربات في أماكن قريبة وبعيدة تؤدي إلى تقوية وزيادة الردع".وأضاف أولمرت بأن "هذا ينطبق على هجمات تم شنها في الشمال والجنوب.. وفي سلسلة أحداث.. ولا جدوى من الدخول في تفاصيلها، وبإمكان كل واحد أن ينشّط مخيلته ومن ينبغي عليه أن يعرف فإنه يعرف". وبعد نفي القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا ضلوعها في هذه الغارات، اتجهت أصابع الاتهام إلى وقوف إسرائيل خلف هذه الهجمات؛ويقول الخبراء العسكريون :إنه اتهام قابل للتحقق، باعتبار أن الطيران الحربي الإسرائيلي قادر لوجستيا على الوصول لمكان الغارة بسهولة، انطلاقا من القاعدة الجوية الإسرائيلية المسماة "حتسريم" في مدينة بئر السبع.. مرورا بعرض البحر الأحمر، الذي يعد منطقة دولية مسموح للطيران الإسرائيلي العبور فوقها، وصولا إلى السودان، التي لا تمتلك تكنولوجيات لا لرصدها أو الاشتباك معها. وكان وزير النقل السوداني " مبروك مبارك سليم" قد قال في وقت سابق :" إن الغارة أسفرت عن تدمير القافلة ومقتل عدة أشخاص. وسبق أن أكدت محطة (سي.بي.إس) التلفزيونية الأمريكية أن الطيران الإسرائيلي شن في يناير الماضي هجوماً على قافلة من 17 شاحنة محملة بأسلحة كان يفترض تهريبها إلى حركة حماس في قطاع غزة، وذكرت (سي.بي.إس) أن الغارة أسفرت عن سقوط 39 قتيلاً. بدورها كشفت صحيفة الشروق المصرية في عددها الصادر عن قيام مقاتلات أمريكية بانتهاك سيادة السودان وشنّ غارة جوية استهدفت قافلة شاحنات قيل إنها كانت محملة بالأسلحة ومتجهة إلى الحدود المصرية الفلسطينية تمهيدا لإدخالها عبر الأنفاق إلى قطاع غزة ومن الجدير ذكره أن هناك قاعدة أمريكية فى جيبوتى (كامب ليمونير) تقوم بدور أساسى فى مكافحة ما يسمى بالارهاب، وفى عمليات الدعم والاسناد.. وتضم تلك القاعدة 1800 جندى أمريكى، ومئات من عناصر القوات الخاصة، التي كلفت بالتركيز على سبع دول اعتبرتها القيادة العسكرية الأمريكية محطات للعناصر الإرهابية، وهذه الدول هى: اليمن، الصومال، كينيا، السودان، أثيوبيا، أريتريا، جيبوتى.