تشهد حركة فتح نقاشا واسعا وتحضيرات مكثفة لعقد مؤتمرها العام السادس، مع وجود خلافات عميقة بين عدة تيارات قد تحول دون عقد هذا المؤتمر الذي سيكون في حال انعقاده الأول منذ عشرين عاما. في المقابل قالت مصادر مطلعة في حركة حماس إن الحركة ''أنجزت المرحلة الأولى والثانية من انتخاباتها الداخلية''، موضحة أن المرحلة الأولى تشمل ''انتخابات المؤتمر العام أو المجلس الشورى الموسع، ومن ثم المرحلة الثانية انتخابات المجلس الشورى المصغر''. وقالت المصادر في تصريحات صحافية أمس الأحد إن ''من المرتقب أن تنتهي انتخابات المكتب السياسي للحركة خلال شهر على أقصى تقدير''، موضحة أن الانتخابات تعقد كل أربع سنوات بشكل دوري. وأوضحت المصادر أن المجلس الشورى المصغر يضم نحو 25 قيادياً يمثلون المناطق الفلسطينية المختلفة في الداخل والخارج بنسب متفاوتة، خصوصاً الضفة وغزة. وأضافت أن أعضاء المجلس الشورى المصغر هم أعضاء في المكتب السياسي. وتوقعت المصادر تصعيد القيادي في الحركة، مسؤولها في لبنان أسامة حمدان، ليصبح عضواً في المكتب السياسي، كما رجحت أن يخسر القيادي محمد نزال موقعه في عضوية المكتب السياسي في الحركة، لافتة إلى أن من يفقد موقعه في المكتب السياسي توكل إليه مهام أخرى داخل الحركة، سواء رسمية أو تنظيمية وتكلفه بها القيادة. وعلى صعيد من سيشغل رئاسة المكتب السياسي، قالت المصادر إن أعضاء المكتب السياسي هم الذين يسمون رئيس المكتب السياسي بالتوافق ووفق مصالح الحركة، مرجحة أن يستمر خالد مشعل في موقعه رئيسا للمكتب السياسي رغم أنه في هذا المنصب منذ 12 عاماً. وأوضحت أنه جرى تعديل أخيراً يعطي الحق لرئيس المكتب السياسي بأن يرشح نفسه لرئاسة المكتب السياسي مرة ثالثة، لافتة إلى أن رئاسة الحركة تتم لفترتين أساسا، أي ولايتين، وجرى هذا التعديل أخيراً. يذكر أن نائب رئيس الحركة موسى أبو مرزوق هو من كان يشغل رئاسة الحركة قبل مشعل، لكن المصادر رجحت أن يبقى مشعل وأن يرشح نفسه، متوقعة فوزه. من جهة ثانية تتباين وجهات النظر بين عدة تيارات داخل حركة ''فتح'' التي قادت النضال الفلسطيني منذ الستينات وتشكل التنظيم الرئيس في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، وتتركز هذه التباينات، خصوصا حول مكان انعقاد المؤتمر. فبينما يدعو تيار لعقده في الأراضي الفلسطينية، يرفض تيار آخر بشدة هذه الدعوة بسبب ''وجود الاحتلال الإسرائيلي''. وهناك تيار ثالث من الداخل والخارج وحتى من أعضاء اللجنة التحضيرية يعتبر أن عدم عقد المؤتمر حتى الآن تتحمل مسؤوليته اللجنة المركزية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، رئيس حركة فتح. ويقول أصحاب هذا التيار أن اللجنة المركزية لا تريد التغيير وبالتالي تحاول تأجيل عقد المؤتمر. واعتبر استاذ العلوم السياسة في جامعة القدس عبد المجيد سويلم ان السبب الحقيقي وراء تأخير انعقاد المؤتمر هو الصراع السياسي بين تيارات أو وجهات نظر على البرنامج السياسي والجهة السياسية للحركة للسنوات المقبلة. وتوقع أن يكون داخل المؤتمر إذا ما عقد ''نقاشات وتعارضات اكبر بكثير مما يتصور البعض''. وتابع ''إضافة إلى ذلك، هناك خلافات بين أجيال وتجارب مختلفة في الحركة وبين اللجنة المركزية والهيئات القيادية الأقل، وهذه الخلافات بسبب نفوذ ومواقع مكتسبة. ثم أن هناك خلافات على طريقة إدارة المجتمع الفلسطيني والدولة الفلسطينية''. واعتبر انه ''إذا لم تعقد حركة فتح مؤتمرا ديمقراطيا فان ذلك سيؤدي إلى خلافات أعمق، إما إذا لملمت صفوفها فإنها ستنهض بكل الوضع الوطني الفلسطيني''.