تأكد «مأرب برس» من صحة وحقيقة ثلاث جرائم مروعة هزت الشارع اليمني، وأصبحت حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية. وتنوعت الجرائم،التي وقعت جميعها في محافظات خاضعة لسيطرة الحوثيين، بين ذبح وقتل واحراق بمادة الاسيد. وطالب ناشطون بمعاقبة مرتكبي تلك الجرائم ، وعدم تركها لتمر مرور الكرام، كما قالوا. *الجريمة الأولى وقعت في مدينة الحديدة (غرب اليمن) حيث اقدم طبيب على قتل طفل مولود بعد ولادته بعشر ساعات فقط داخل مستشفى الثورة (حكومي). المستشفى نشر توضيحا على صفحته في فيسبوك، مؤكدا القبض على الجاني. وقالت هئية مستشفى الثورة العام بالحديدة ان أجهزة الامن القت القبض على المتهم بعد ساعتين من وقوع الجريمة. وفيما لم يعرف دوافع هذه الجريمة البشعة او صلة الجاني بالطفل الضحية قالت هيئة مستشفى الثورة،ان المتهم قيد الاحتجاز حتى استكمال الاجراءات القانونية وان الجهات الامنية هي المعنية بكشف الحقائق ونشرها. * الجريمة الثانية اقدم مواطن يدعى ثابت علي سعيد (40عام) على ذبح الطفل همدان عبدالرحمن المنصوب (4 أعوام) في عزلة تهجير بمديرية عتمة محافظة ذمار (شمال اليمن). ووفق مصادر حقوقية وامنية متطابقة،تم القبض على الجاني اثناء محاولته الهرب. واشارت المصادر بأن المعلومات الاولية تفيد بأن الجاني يعاني من حالة نفسية مزمنة ،لكن ذلك ليس مبررا لجريمته. ووقعت الجريمة في قرية مرخة قبل ايام، حيث أن الجاني والضحية جيران لكن لا توجد بين الطرفين مشاكل او نزاعات سابقة، بحسب المصادر. *الجريمة الثالثة. تروي الشابة العنود حسين شريان التي تبلغ الآن من العمر 19 عاما قصتها لوكالة فرانس برس من صنعاء، في شهادة نادرة على معاناة الكثير من النساء في هذا البلد. وظهرت العنود حسين شريان مشوهة الوجه بعد ان سكب زوجها السابق عليها الأسيد في صورة التقطت في 28 كانون الثاني/يناير في صنعاء. يخفي الحجاب وجهها الذي سكب عليه زوجها السابق الحمض الكاوي(الاسيد) لتشويهها. وتتذكر الشابة التي فقدت عينها اليسرى تقريبا وعانت من حروق من الدرجتين الثالثة والرابعة كيف اعتدى عليها قائلة "قام بشدي من شعري وسكب الأسيد عليّ... كان يضحك بينما كان يسكب الأسيد". وتابعت "لم أستطع أن أفعل شيئا إلا أن أغمض عينيّ". وتصف العنود حياتها مع زوجها ب"جحيم في جحيم"، مشيرة إلى أنّه كان يضربها ويربطها بالأسلاك ويعتدي عليها. توفي والد العنود وهي صغيرة، فتزوجت والدتها مرة أخرى، ثم قامت بعد فترة بتزويج ابنتها في سن الثانية عشرة من عمرها ل"حمايتها"، وفق ما تقول العنود. وبعدما عاشت أربع سنوات تصف حياتها خلالها، بأنها كانت مثل حياة "العبد"، حصلت العنود على الطلاق وانتقلت للعيش مع شقيقتها. قررت العودة إلى الدراسة واختارت الطب ثم عملت في مجال التمريض في مستشفى خاص. في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، هاجمها زوجها السابق داخل منزل شقيقتها بعد رفضها العودة إليه. ظنّت الشابة اليمنية العنود حسين شريان أن مأساتها شارفت على النهاية بعيد طلاقها من رجل عنيف أُجبرت على الزواج منه في سن الثانية عشرة، لكنه هاجمها بالأسيد بعد أربع سنوات انتقاما. تلقت العنود العلاج في العيادة الخاصة التي كانت تعمل فيها. وهي تنتظر حاليا الخضوع لثلاث عمليات تجميلية لإصلاح ما يمكن إصلاحه. وبينما يقر الطبيب المعالج متوكل شحاري بصعوبة العمليات وتكلفتها المرتفعة، يؤكد أن "الآثار النفسية التي لا يمكن إصلاحها" هي التي ستلاحق الشابة، بينما يبقى زوجها السابق فارا من العدالة. بالنسبة للشابة العنود، كل ما تريده هو فرصة جديدة لإعادة حياتها إلى ما كانت عليه قبل الاعتداء: إصلاح ما يمكن إصلاحه في وجهها وجسدها. وتقول الشابة وهي تكشف عن الحروق على يديها "أريد من الشرطة والقضاء والمنظمات أن تأخذ حقي من هذا المجرم، لكنني أريد أيضا أن أعود لشبابي ولدراستي وللعمل. أريد أن استعيد حياتي".