استدرجوه من الضالع لسرقة سيارته .. مقتل مواطن على يد عصابة ورمي جثته في صنعاء    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    مركز الإنذار المبكر يحذر من استمرار تأثير المنخفض الجوي    مليار دولار التكلفة الأمريكية لإحباط هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    الحكومة تطالب بتحرك دولي لوقف تجنيد الحوثي للأطفال تحت غطاء المراكز الصيفية    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    الدوري الاوروبي ... ميلان وليفربول يودعان البطولة    الدوري السعودي ... الشباب يكتسح ابها بخماسية    "لا حل إلا بالحسم العسكري"..مقرب من الرئيس الراحل "علي صالح" يحذر من مخيمات الحوثيين الصيفية ويدعو للحسم    "طاووس الجنان" و"خادمة صاحب الزمان"...دعوة زفاف لعائلة حوثية تُثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مافيها(صورة)    "ابتزاز سياسي واقتصادي للشرعية"...خبير اقتصادي يكشف سبب طباعة الحوثيين للعملات المزيفة    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    إصابة 3 أطفال بانفجار مقذوف شمالي الضالع    انطلاق أعمال الدورة ال33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لأفريقيا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    لجنة الطوارئ بمأرب تباشر مهامها الميدانية لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 33.970    مصرع وجرح عدد من العناصر الإرهابية على يد القوات الجنوبية بوادي عومران    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    سقوط 9 مدنيين في الحديدة بسبب الألغام ومخلفات الحرب خلال مارس الماضي مميز    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    إسقاط طائرة تجسس حوثية في شقرة بمحافظة أبين    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    أضرار مادية وخسائر بشرية بسبب الفيضانات شرقي اليمن وإغلاق مدينة بالكامل    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    ليلة للتاريخ من لونين.. وخيبة أمل كبيرة لهالاند    أهلي جدة: قرار رابطة الدوري السعودي تعسفي    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    اليمن: الكوارث الطبيعية تُصبح ظاهرة دورية في بعض المحافظات الساحلية، ووزير سابق يدعو لإنشاء صندوق طوارئ    مأساة إنسانية: صاعقة رعدية تُفجع عائلتين في تعز    على رأسهم مهدي المشاط ...ناشطة حوثية تدعو إلى كسر الصمت حول قضية السموم الزراعية في اليمن    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحلة سلاح المقاومة الفلسطينية الذي أرعب إسرائيل وغير قواعد اللعبة
نشر في مأرب برس يوم 22 - 05 - 2021

بعد معركة حامية الوطيس استمرت 11 يوماً استخدمت فيها إسرائيل كل أنواع العتاد، نجحت فصائل المقاومة بقطاع غزة، في الساعات الأولى من يوم الجمعة 21 مايو/أيار 2021، في الخروج منتصرةً، وأجبرت قادة تل أبيب على وقف إطلاق النار والدخول في هدنة تمهيداً لبدء المفاوضات حول قضايا هامة، بسببها اندلعت المواجهة الأخيرة وهي (القدس، وحي الشيخ جراح، والمسجد الأقصى).

التطور الأهم والأبرز في هذه المواجهة غير صمود المقاومة وسكان القطاع، هو السلاح الذي استخدمته حماس وأخواتها في هذه الحرب والذي كان سبباً هاماً في إرباك حسابات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وانصياعه للوسطاء بوقف إطلاق النار والبدء في الهدنة.
في البداية كانت المعركة سياسية تخص نتنياهو، عندما أراد تأجيج المتعصبين الإسرائيليين في الداخل وإشعال قضية حي الشيخ جراح وطرد أهله منه بعد عقود من الاستقرار في هذه الأماكن.

لم تكن في البداية معركة غزة، لكن رجال المقاومة بالقطاع انتفضوا للأشقاء في الطرف الأقصى من الوطن، بحي الشيخ جراح في القدس واقتحام المسجد الأقصى. دخلت غزة المعركة باختيارها، وبسواعد المقاومة التي لا تنام.

وبأسلحة يصنعها الرجال في ظلام الليل الطويل، ويفاجئون بها حراس الجدار المدججين بالتكنولوجيا، وفاجأت العالم بأسره.

رغم الحصار الخانق على قطاع غزة منذ سنوات طويلة، والمراقبة الصارمة لأي سلعة ربما يتم استخدامها في إنتاج الأسلحة، لا يزال شباب المقاومة يصنعون الصواريخ العابرة للحدود، والمسيّرات الانتحارية.

ولا تزال تمثل صواريخ القسام بدائية الصنع أزمةً كبيرة للجيش الإسرائيلي بإمكانياته الضخمة وقبته الحديدية.

هذا ما اكتشفه العالم وهو يتابع جيش إسرائيل الخرافي في متاهة التعامل مع مقاومة أبناء غزة، وصواريخهم، وأسلحتهم الظاهرة والخفية.

وكانت صواريخ القسام بطلة اللقطة.
صواريخ بدأت حماس في إنتاجها عام 2001 أثناء الانتفاضة الثانية، وكان مدى الصاروخ وقتها لا يتجاوز ميلين إلى 3 أميال.

وبحلول عام 2007 وصل مدى الصاروخ إلى نحو 7 أميال، ويصل مدى صاروخ القسام طراز 3 إلى 10 أميال.

بحسب تصريحات الجيش الإسرائيلي، فإن "حماس والجهاد الإسلامي أطلقتا 3100 صاروخ خلال 7 أيام من قطاع غزة باتجاه إسرائيل".

كذلك استخدم الفلسطينيون صواريخ كورنيت الموجّهة لاستهداف الدبابات، وهي التي أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي في أعقاب انتفاضة القدس.

وأسقطت الدفاعات الإسرائيلية طائرة فلسطينية بدون طيار، ربما كانت مسلحة، سعت إلى العبور إلى إسرائيل من غزة.

ونشر المكتب الإعلامي التابع لحماس مقطع فيديو يقول فيه إن أعضاء الحركة يستعدون لشن "هجمات انتحارية" عبر طائرات مسيرة تسعى إلى اختراق الأراضي الإسرائيلية.

وشهد شاهد من أهلها: حماس حسنت بشكل كبير أسلحتها، لدرجة أنها قد "تخترق درع القبة الحديدية".

في السطور التالية نستعرض سيرة المقاومة المسلحة في غزة تحت الحصار، وكيف تطوّرت الأسلحة في أيدي فصائل المقاومة في زمن قياسي، إلى درجة كبيرة من تحقيق الردع، ضد واحد من أقوى الجيوش.

لماذا يصنعون الصواريخ بأيديهم؟
بدأت صناعة السلاح في قطاع غزة مع بداية الانتفاضة الثانية.

في عام 2000 حدثت انتفاضة الأقصى، وبدأت الجماعات الفلسطينية تُطور منذ عام 2002 منظومتها العسكرية، خصوصاً منظومة الصواريخ، حسبما يقول المحلل السياسي وخبير الجماعات الإسلامية في غزة، إبراهيم أبو سعادة.

كانت عملية صناعة المتفجرات والصواريخ عملية بدائية ذهب ضحيتها كثيرون.

وفقد البعض أطرافهم بسببها.

الصواريخ في البداية كانت تصل إلى بضعة كيلومترات، لكن بعد عقد من الزمن تصل الآن إلى عشرات الكيلومترات.

في يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001، وقبل 20 عاماً من الآن، انطلق أول صاروخ لكتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) باتجاه مستوطنة سديروت في الأراضي المحتلة.

كان الصاروخ الذي حمل اسم "قسام 1" بدائياً إلى حد بعيد، ولم يتجاوز 3 كيلومترات فقط، مع رأس تفجيري محدود القدرات.

وأنت تشاهد صواريخ المقاومة طويلة المدى وذات القدرات التدميرية الكبيرة تنطلق الآن من غزة
فأعلم أن أول من بدأ هذا الطريق هو الشهيد القسامي نضال فرحاء مصنع صاروخ قسام (1)
وكذلك هو أول من حاول تصنيع طائرة بدون طيار.
تم اغتياله عام 2003 خلال تصنيعه طائرة ابابيل
أول صانع صواريخ في غزة

بعد حرب لبنان عام 2006، بدأت المقاومة الفلسطينية تطوير نموذج فلسطيني، يرتكز على فكرة الأنفاق والحرب بالصواريخ. وجدت إرادة فلسطينية قوية بهذا الاتجاه مع إمكانات عند إيران وحزب الله، فالتقت الرغبتان الفلسطينية والإيرانية وأنتجت منظومة الصواريخ الحالية.

في الأعوام 2006 و2008 و2010 تدرب كثير من الشباب المنتمين إلى حركات المقاومة بإيران وسوريا ولبنان على تصنيع الصواريخ والدروع.

أما المصدر الثاني فهو صواريخ "فجر 5" التي كانت تأتي إلى قطاع غزة، عبر شبكة الإمداد من السودان عبر الأحمر إلى مصر وحتى سيناء.

لكن الآن أصبحت الصناعة الداخلية هي المصدر الأهم، فخطوط الإمدادات انقطعت، بسبب تضييق القاهرة على غزة بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، عكس ما كان يسمح به نظام مبارك، حسب الدكتور إبراهيم أبو سعادة.

وهكذا أصبحت الأجيال التالية من صواريخ القسام قادرة على التحليق بعيداً.

في 11 مايو/أيار 2021، أعلنت كتائب القسام أنها قصفت تل أبيب وضواحيها ب130 صاروخاً، رداً على استهداف الطيران الإسرائيلي العمارات السكنية في قطاع غزة، وقالت الكتائب إن هذه الضربة الصاروخية هي أكبر عملية قصف تشنها المقاومة على تل أبيب.

ثم استهدفت صواريخ المقاومة مدينتي عسقلان وأسدود ب137 صاروخاً من العيار الثقيل خلال 5 دقائق، نتج عن ذلك استهداف خط أنابيب الوقود "كاتسا" جنوب عسقلان.

بعدها بيومين، أعلن أبوعبيدة، المتحدث العسكري لكتائب القسام عن إدخال الكتائب "صاروخ عياش 250" للخدمة، ليكون الأحدث حتى الآن والأبعد مدى، إذ يتجاوز مداه 250 كلم وبقوة تدميرية هي الأكبر على حد وصف موقع القسام الرسمي.

هذا الرد أظهر التطور الواضح الذي حققته صواريخ المقاومة الفلسطينية من حيث المدى، والكثافة، وحتى القدرة على تجاوز الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية مثل "القبة الحديدية" وتعطيلها.

كيف يصنعونها في هذه الظروف المستحيلة؟
في الماضي، كان رجال المقاومة يهرّبون الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى عادةً عبر الأنفاق على طول الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، وفي بعض الحالات تُهرَّب مفككة، ثم تُجمَّع في غزة.

لكن في السنوات الأخيرة، مع التضييق المصري على الأنفاق وتدميرها، أصبح تهريب صواريخ كاملة أكثر صعوبة.

لذلك طورت حماس عملية الإنتاج داخل القطاع.

مكونات صواريخ القسام محدودة للغاية ومتوفرة داخل القطاع من بقايا القذائف التي ضربتها اسرائيل على غزة في الحروب السابقة ومواسير المياه الخاصة بالمستوطنات التي انسحبت منها اسرائيل في 2005 بالإضافة إلى مئات القذائف التى عثروا عليها داخل بقايا سفينتين حربيتين بريطانيتين غارقتين في عمق البحر المتوسط قبالة سواحل غزة.

وهكذا أصبحت عملية تصنيع الصواريخ تتم بالكامل داخل القطاع بعد أن تم اكتساب الخبرات على مدار السنوات الماضية، كما يقول ياكوف أميدرور، وهو مستشار سابق للأمن القومي في إسرائيل.

وكم يتكلف الصاروخ الواحد من الأموال؟
لا تزيد تكلفة أحد صواريخ القسام البسيطة عن بضع مئات من الدولارات، والصاروخ الأكثر تطوراً وأبعد مدى يتكلف أكثر من ذلك بقليل.

كلفة صاروخ حماس قصير المدى تقدر بما بين 300 و800 دولار لكل صاروخ.

تكلفة الصاروخ بعيد المدى تصل لضعفين إلى 3 أكثر من الصواريخ قصيرة المدى، كما نقلت صحيفة Jerusalem Post عن الباحث في معهد دراسات الأمن القومي التابع للجامعة العبرية، عوزي روبين.

ويعتبر التقرير الصحفي الإسرائيلي أن أفصل صواريخ حماس هي بسيطة نسبياً وغير مكلفة، وصواريخ حماس بعيدة المدى هي في الواقع أقل دقة من صواريخها قصيرة المدى.

وهل هناك مخزون من هذه الصواريخ يكفي المستقبل؟
تُقدّر المخابرات الإسرائيلية أن حماس والجهاد الإسلامي وجماعات فلسطينية مسلحة أخرى لديها نحو 30 ألف صاروخ وقذيفة مخبأة في غزة. وهذه الصواريخ ذات مدى متفاوت، وتفتقر إلى أنظمة التوجيه.

حماس وحدها تمتلك أكثر من 14 ألف صاروخ، فقط عدة مئات منها طويلة المدى، أي تصل إلى عمق إسرائيل مثل تل أبيب (وسط) وحيفا (شمال) وإيلات أقصى جنوبي البلاد. كما تقول وسائل إعلام إسرائيلية.

وينفي تقرير لصحيفة Jerusalem Post فكرة أن تنفد صواريخ "حماس" قريباً بعد أن تم استخدام مئات منها لضرب تل أبيب ومدن أخرى في وسط إسرائيل.

المخابرات الإسرائيلية في أحسن الأحوال لديها تقديرات غير كاملة.

والجيش الإسرائيلي لم يكن يعلم أن حماس لديها صاروخ يمكن أن يصل إلى منطقة إيلات حتى يتم استخدامه، هو صاروخ "عياش 250".

وتؤكد الصحيفة الإسرائيلية أن "لدى حماس الكثير من الصواريخ بعيدة المدى لإطلاقها على تل أبيب ووسط إسرائيل، والدليل هو أنه في نهاية كل حرب جرت على غزة، كانت قادرة على إطلاق بعض الصواريخ في أي مكان تريد".

وما المدى الذي تصله الصواريخ يدوية الصنع؟
كانت انتفاضة القدس هي الموعد لتستعرض حماس عضلاتها الصاروخية بهذه القوة.

كتائب القسام، الجناح المسلح لحماس، قصفت لأول مرة مناطق جنوبي إسرائيل بصواريخ يصل مداها إلى 250 كيلومتراً.

الرشقات الأخيرة لفصائل المقاومة الفلسطينية وصلت إلى حدود مدينة إيلات في أقصى الجنوب الإسرائيلي على البحر الأحمر.

الناطق باسم كتائب القسام قال إن صاروخاً جديداً من طراز "عياش 250" أطلق باتجاه مطار رامون جنوب منطقة النقب، ودعا شركات الطيران العالمية إلى وقف رحلاتها إلى إسرائيل.

وبالفعل تم تعليق الرحلات في مطار رامون قرب الحدود مع الأردن، وهو المطار الذي حولت إليه إسرائيل الرحلات الدولية، بعد إغلاق مطار بن غوريون، تحت وقع الضربات الصاروخية للمقاومة.

السطور التالية تستعرض أهم المعلومات المتاحة عن صواريخ وأسلحة حماس والجهاد، ومواصفاتها وقدراتها التدميرية.

المصانع السرية لصواريخ غزة

كانت الفصائل الفلسطينية تعتمد في السابق على تهريب الأسلحة والمعدات عبر أنفاق من شبه جزيرة سيناء المصرية إلى غزة، ولكن تلك الأنفاق شهدت تدميراً واسعاً من قِبل السلطات المصرية منذ عام 2014.

وهكذا، لجأ الفلسطينيون إلى تصنيع أسلحتهم محلياً، بالإضافة إلى ما ساعدت كل من إيران وسوريا على تهريبه إلى القطاع.

الجزء الأكبر من ترسانتي حماس والجهاد الإسلامي يأتي من قدرة تصنيع متطورة نسبياً داخل قطاع غزة نفسه.

ر.

يستخدم الفلسطينيون مجموعة متنوعة من الصواريخ، تشترك في التصميم الأساسي دون تنويع كبير.

لكن الاتجاه العام هو زيادة أعدادها ورفع مداها وقدرتها على نقل حمولات متفجرة أكبر.

وتمتلك كتائب عز الدين القسام العديد من الصواريخ متنوعة المدى.
أقصرها مدى من صواريخ "قسام" تصل إلى 10 كيلومترات.
و"القدس" 16 كيلومتراً.
وغراد 55 كيلومتراً.
وسجيل 55، ومداها 55 كيلومتراً، وهي الصواريخ التي تشكل القسم الأكبر من ترسانة الحركة العسكرية.

كذلك تمتلك صواريخ ذات مدى أبعد.
مثل "إم-75"، ويصل مداها إلى 75 كيلومتراً.
و"فجر" 100 كيلومتر.
و"آر-160 بمدى 120 كيلومتراً.
و"إم-302" ومداها 200 كيلومتر.
وعياش 2 ومداه 250 كيلومتراً

كل هذا يؤكد القدرة الحالية للحركة على الوصول إلى أهداف إسرائيلية في كل من القدس وتل أبيب، ويهدد الشريط الساحلي بأكمله الذي يحتوي على كثافة سكانية عالية في إسرائيل كما يهدد بنيتها التحتية.

كذلك استخدم الفلسطينيون صواريخ كورنيت الموجهة لاستهداف الدبابات، وهي التي أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي خلال الأيام الماضية.

وأسقطت الدفاعات الإسرائيلية طائرة فلسطينية بدون طيار، ربما كانت مسلحة، سعت إلى العبور إلى إسرائيل من غزة.

هنا أشهر صواريخ المقاومة التي تم تصميمها وإنتاجها داخل القطاع.

عائلة صواريخ القسام
يتمتع "قسام 1"بمواصفات بدائيةنسبياً.
طوله 70 سم، وقطره نحو 8 سم، ولا يزيد مداه على 3 كيلومترات.

يحمل رأساً متفجراً يزن 1 كلغم من مادة TNT شديدة الانفجار.

ويطلق الصاروخ بواسطة قاذف غير دقيق في إصابة الهدف.

رغم كل هذا اعتبرت الصحف الإسرائيلية إطلاق الصواريخ الأولى من هذا النوع حدثاً يقلب الموازين العسكرية، ويصنع لأول مرة قوة ردع.

إذ إن الخطر الأكبر الذي تمثله الصواريخ هو خطر نفسي لا مادي بالأساس.

تطورت صواريخ قسام في السنوات التالية.

ظهر "قسام 2" الذي أُطلق لأول مرة عام 2002.
طوله نحو 12 سم مع حمولة رأس قدرها أكثر من 5 إلى 6 كيلوغرامات من مادة TNT.

ويتراوح مداه بين 9 إلى 12 كيلومتراً.

أما "قسام 3" فقد ظهر إلى النور عام 2005، بمدى يتراوح بين 15-17 كيلومتراً، مع حمولة رأس من المادة المتفجرة تصل إلى 4.5 كيلوغرام.

صاروخ M75
هو أول صواريخ حماس بعيدة المدى، وأُطلق هذا الصاروخ عام 2012 رداً على اغتيال قائد أركان كتائب القسام الشهيد أحمد الجعبري.

يبلغ مداه من 75 إلى 80 كيلومتراً، ويعد أول صاروخ يُطلق على مطار بن غوريون في انتفاضة القدس الأخيرة.

صاروخ سجّيل
يُعرف أيضاً بصاروخ S55.

أول صواريخ القسام التي تصل إلى مدينة اللد المحتلة. وقد أُطلق لأول مرة عام 2014 ويبلغ مداه 55 كيلومتراً.

صاروخ J80 وJ90
أول صاروخ يُطلق باتجاه تل أبيب في تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما أعلنت الكتائب في موقعها الرسميّ، ويبلغ مداه 80 كيلومتراً.

أعلنت كتائب القسام أن هذا الجيل من الصواريخ يتحدى القبة الحديدية، وتوعدت في حرب "العصف المأكول" عام 2014 أنها ستقصف "تل أبيب" في تمام الساعة بصواريخ J80.

وكذلك فشلت القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ.

صاروخ R160
الصاروخ الأول من نوعه الذي ضرب مدينة حيفا.

تكمن أهميته في وصوله مناطق أبعد، وقدرته على ضرب العمق الإسرائيلي على مسافة أكثر من 100 كلم عن قطاع غزة.

أُطلق هذا الصاروخ لأول مرة عام 2015، ويُعتقد أن مداه يتجاوز 160 كيلومتراً.

صاروخ A120
يعد أحد أحدث الصواريخ المعلن عنها من قبل كتائب القسام، ويحمل رؤوساً متفجرة ذات قدرةٍ تدميريةٍ عالية، ويصل مداه إلى 120 كيلومتراً.

استُخدِم هذا الجيل من الصواريخ لأول مرة في قصف المستوطنات بضواحي مدينة القدس المحتلة، مساء الإثنين 10 مايو/أيار 2021.

ثم في توجيه ضربة صاروخية، إلى تل أبيب وضواحيها، أسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة نحو 30 آخرين.

كتائب القسام تكشف أن الضربة الصاروخية التي وجهتها للقدس عصر أمس الاثنين نفذت بصواريخ من طراز A120 تيمناً بالقائد القسامي رائد العطار، وهي صواريخ تحمل رؤوساً متفجرة ذات قدرةٍ تدميريةٍ عالية، ويصل مداها إلى 120 كم، وتدخل الخدمة بشكل معلن لأول مرة.

صاروخ SH85
استخدمت كتائب القسام هذا النوع من الصواريخ لأول مرة فجر 12 مايو/أيار 2021، لاستهداف تل أبيب ومطار "بن غوريون" وأسفرت عن وقوع عدد من القتلى والجرحى وتضرر عدد كبير من المنازل.

يبلغ مدى هذا الصاروخ القسامي الجديد 85 كيلومتراً.

صاروخ عياش 250
هو الأبعد مدى حتى الآن في حدود المعلومات المتاحة.

انطلق للمرة الأولى يوم 13 مايو/أيار 2021، تجاه مطار رامون جنوب فلسطين، وعلى بعد نحو 220 كلم من غزة، بمدى أكبر من 250 كم وبقوة تدميرية هي الأكبر في الترسانة الصاروخية للمقاومة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.