تواصلت احتجاجات المواطنين بمحافظة عدن لليوم الخامس على التوالي؛ بسبب أزمة المياه التي استفحلت مؤخرا, حيث شهدت منطقة السيلة بمديرية الشيخ عثمان مظاهرة استخدم فيها رجال الأمن القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي؛ لتفريق المتظاهرين الذين قطعوا الطريق, مما أدى إلى إصابة أحد المواطنين بجروح. وفي مدينة الممدارة بالشيخ عثمان, قالت ربة بيت ل"مأرب برس" إن المياه مقطوعة عن منازلهم منذ خمسة أيام على التوالي, وإن الأهالي هناك يعانون كثيرا من انقطاعها, حيث يضطرون لجلب المياه من المنازل المجاورة التي لديها خزانات مياه. وكانت مدينتا البريقة والشعب قد شهدت مظاهرات مماثلة, بسبب المياه, التي ما زالت منقطعة عن الأهالي هناك. وفي اتصال هاتفي ل"مأرب برس" أفاد المحامي عارف الحالمي من سكان مدينة الشعب, أن المواطنين قطعوا الطريق المؤدية إلى البريقة يوم أمس, ولم يأت أي من المسئولين, باستثناء عضو مجلس نواب, مضيفا أن قيادات السلطة في المحافظة تعد مسئولة عما يحدث هذه الأيام بسبب أزمة المياه, لأنها, حسب قوله, عالمة بأن مضخات المياه بحاجة إلى صيانة, وبعضها لم يعد قادرا على مواصلة الضخ, ولم تعمل لها أي احتياطات, خصوصا في شهر رمضان. وأكد الحالمي على أن قوات الأمن فرقت متظاهرين يوم أمس الأول الاثنين, في مدينة الشعب, مستخدمة القنابل المسيلة للدموع, والرصاص الحي, ووصل إطلاق النار حتى مسجد التراحم في نفس المدينة, وضُربت المنازل, على حد تعبير الحالمي, الذي قال إنه شاهد الأمن من أمام بيته وهو يطلق الرصاص الحي تجاه المتظاهرين وداخل أماكن لا يجوز للأمن أن يتعدى حرمتها, منوها إلى أن المواطنين لم يخرجوا ولم يحتجوا إلا من أجل المياه, وليس لأي شيء آخر. وبدل أن يقوم مسئولو المحافظة, طبقا لتعبير عارف الحالمي, وعدد من مواطني المحافظة, بتوفير المياه وحل الأزمة, جرى توفير القنابل المسيلة للدموع, والرصاص الحي. أمين عام مجلس محلي صيرة- عوض مبجر, اعترف أن المياه تشكل أزمة كبيرة جدا, وقال في اتصال هاتفي ل"مأرب برس" انه حضر الاجتماع الذي دعا له محافظ المحافظة الدكتور عدنان الجفري, والخاص بالجلوس مع جهات الاختصاص في كل مديريات المحافظة الثمان؛ لمناقشة أسباب انقطاع المياه عن المواطنين, وهو الاجتماع الذي علل فيه مسئولو المياه بالمحافظة أن الأسباب تعود إلى تفجير الأنبوب الرئيسي الذي يغذي محافظة عدن بالمياه العذبة من محافظة أبين, حسب تعبير مجبر. مضيفا, أن جهات الاختصاص اتجهت مؤخرا إلى منطقة المناصرة في محافظة لحج حيث يتم العمل على أربعين بئرا جديدة؛ لتفادي الأزمة الحاصلة. وأشار مبجر على لسان مدير المياه بالمحافظة, وعضو المجلس المحلي فيها- حسن سعيد, أن الأزمة ستستمر ليومين أو ثلاثة أيام, على أن تصل المياه للمواطنين غدا الخميس, منوها في الوقت ذاته على أن أزمة المياه خفّت في مديرية كريتر. مواطنون من مديريات التواهي, والشيخ عثمان, والمنصورة أكدوا ل"مأرب برس" أن المياه تأتيهم مرتين في اليوم أحيانا, في حين تنقطع بالكامل, ولأيام بلياليها, أحيانا أخرى, على حد تعبيرهم. "مأرب برس" حاول الاتصال بكل من عبد الكريم شائف- الأمين العام لمجلس محلي عدن, وحسن سعيد- نائب مدير المياه بالمحافظة, ومحسن أحمد المشدلي- مسئول المياه في المنطقة الأول, وعبد الملك بن عامر- مدير عام محلي خور مكسر, والعديد من أمناء عموم وأعضاء المجالس المحلية بالمحافظة؛ للاستيضاح والاستفسار, لكن التليفونات ظلت ترن دون رد, باستثناء أصوات النغمات الجميلة في بعضها.الصورة من مظاهرات اليوميين الماضيين
