قلت ما يجب أن يقال    الرشيد يطيح بأهلي تعز ويبلغ نهائي بطولة بيسان    الرشيد يصل نهائي بيسان ، بعد الفوز على الاهلي بهدف نظيف، وسط زخم جماهيري وحضور شعبي الاول من نوعة منذ انطلاق البطولة    حزب الله يدعو السعودية لفتح صفحة جديدة ويؤكد التزامه باجراء انتخابات آيار 2026    الفريق السامعي يدين اغتيال مدير صندوق النظافة بتعز افتهان المشهري    شرطة تعز تعلن القبض على متهم بقتل مدير صندوق النظافة والتحسين    مسيرات حاشدة بمأرب نصرة لغزة وتنديدا باستمرار جرائم الإبادة    القسام توقع آليات لقوة صهيونية في كمين نوعي شمال غزة    إصلاح المتون والزاهر والمطمة بالجوف يحتفل بالذكرى ال35 للتأسيس    تعز.. اعتصام واحتجاجات نسائية للمطالبة بضبط قتلة المشهري وتقديمهم للعدالة    الرئيس المشاط يعزي في وفاة الشيخ عبد الله أحمد القاضي    بن حبريش: نصف أمّي يحصل على بكلاريوس شريعة وقانون    المركز الثقافي بالقاهرة يشهد توقيع " التعايش الإنساني ..الواقع والمأمون"    رئيس الاتحاد الأفريقي للكرة الطائرة تكرم محمد صالح الشكشاكي خلال بطولة أفريقيا للشباب بالقاهرة    الرشيد يتأهل إلى نهائي بطولة "بيسان الكروية 2025"    العليمي أصدر مئات القرارات في الظلام.. حان الوقت لفتح الملفات    متفوقاً على ميسي.. هالاند يكتب التاريخ في دوري الأبطال    طوفان بشري بصنعاء يؤكد ثباته مع غزة ويرفض الخذلان رغم الجرائم    نتنياهو يطرد أردوغان من سوريا    أين ذهبت السيولة إذا لم تصل الى الشعب    مانشستر سيتي يتفوق على نابولي وبرشلونة يقتنص الفوز من نيوكاسل    الربيزي يُعزي في وفاة المناضل أديب العيسي    محافظة الجوف: نهضة زراعية غير مسبوقة بفضل ثورة ال 21 من سبتمبر    الأرصاد يخفض الإنذار إلى تحذير وخبير في الطقس يؤكد تلاشي المنخفض الجوي.. التوقعات تشير إلى استمرار الهطول    الكوليرا تفتك ب2500 شخصًا في السودان    جائزة الكرة الذهبية.. موعد الحفل والمرشحون    البوندسليجا حصرياً على أثير عدنية FM بالشراكة مع دويتشه فيله    لماذا تراجع "اليدومي" عن اعترافه بعلاقة حزبه بالإخوان المسلمين    جنوبيا.. بيان الرئاسي مخيب للآمال    صندوق النظافة بتعز يعلن الاضراب الشامل حتى ضبط قتلة المشهري    الصمت شراكة في إثم الدم    الفرار من الحرية الى الحرية    ثورة 26 سبتمبر: ملاذٌ للهوية وهُويةٌ للملاذ..!!    مسيّرة تصيب فندقا في فلسطين المحتلة والجيش الاسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ ومسيّرة ثانية    الهيئة العامة للآثار تنشر القائمة (28) بالآثار اليمنية المنهوبة    إشهار جائزة التميز التجاري والصناعي بصنعاء    البنك المركزي يوجه بتجميد حسابات منظمات المجتمع المدني وإيقاف فتح حسابات جديدة    الوفد الحكومي برئاسة لملس يطلع على تجربة المدرسة الحزبية لبلدية شنغهاي الصينية    نائب وزير الإعلام يطّلع على أنشطة مكتبي السياحة والثقافة بالعاصمة عدن    بتمويل إماراتي.. افتتاح مدرسة الحنك للبنات بمديرية نصاب    تعز.. احتجاجات لعمال النظافة للمطالبة بسرعة ضبط قاتل مديرة الصندوق    موت يا حمار    أمين عام الإصلاح يعزي الشيخ العيسي بوفاة نجل شقيقه ويشيد بدور الراحل في المقاومة    رئيس هيئة النقل البري يعزي الزميل محمد أديب العيسي بوفاة والده    حكومة صنعاء تعمم بشأن حالات التعاقد في الوظائف الدائمة    الامم المتحدة: تضرر آلاف اليمنيين جراء الفيضانات منذ أغسطس الماضي    استنفاد الخطاب وتكرار المطالب    التضخم في بريطانيا يسجل 3.8% في أغسطس الماضي    لملس يزور ميناء يانغشان في شنغهاي.. أول ميناء رقمي في العالم    وادي الملوك وصخرة السلاطين نواتي يافع    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    100 دجاجة لن تأكل بسه: قمة الدوحة بين الأمل بالنجاة أو فريسة لإسرائيل    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    6 نصائح للنوم سريعاً ومقاومة الأرق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عندما يكون الانتحار ملاذا.. شهادات مروعة للمختطفات في معتقلات مليشيا الحوثي (تقرير)

"كُنتُ المرأة الحامل الوحيدة بين المعتقلات، ومع ذلك لم يراعوا حالتي الخاصة، عذّبوني بشدّة حتى تعرّضت للنزيف أكثر من مرّة، وطرشت (تقيّأت) دماً أثناء التحقيق بسبب الضرب والصعق".
"كانوا يحققون معي من الليل حتى صباح اليوم التالي، وكانوا يستخدمون معي أساليب غير أخلاقية أثناء التحقيق، ويتعاملون معي بوحشيّة غير مبررة.. كنت أتعرّض للضرب على وجهي، وضُربت بسلك صاعق مع علمهم بأني حامل".
"ما زلت أتذكّر أكثر شخص كان يعذبني من المغرب إلى الصباح اسمه احمد مطر.
هكذا تسرد "نضال" (40 عاماً) معاناتها القاسية داخل سجون مليشيا الحوثي في صنعاء والتي استمرّت لأشهر منذ أن اُختطفت من منزلها بمنطقة نقم شرق صنعاء في 18 أغسطس 2019.
تقول في شهادتها التي نقلت عنها منظمة "سام" للحقوق والحريات، إن عدداً كبيراً من مسلحي الحوثي الذين يسيطرون على البحث الجنائي بصنعاء، اقتحموا منزلها وقاموا بتفتيشه وإرهاب الأطفال والنساء الذين كانوا بداخله، قبل أن ينتزعوها من بينهم ويقتادوها مغطّاة العينين إلى مكان مجهول دون أن تعلم تهمتها "إطلاقاً".
لم تقتصر معاناة السجن على نضال وحدها، بل طالت ابنتها "ميرا" التي سجنت أيضاً برفقتها، إذ تقول: "كانوا يحرمونها من طعامها، يمنعون عنها حتى الخبز". وتضيف: "أُصيبت بحالة نفسية، وباتت الآن تبكي عندما ترى أي عسكري".
وكخيار أخير للخلاص من العذاب والحرمان داخل السجن، تقول نضال: "حاولت الانتحار، فكّرت أن الموت أهون من العذاب، إلا أنهم أسعفوني وعذّبوني ووضعوا المسدس على رأسي، حتى لا أتحدّث عما حدث لي في السجن".
أُحيلت بعدها للمحكمة، وحتى هنا تنوّه إلى أنها لم تكن تعلم ما هي تهمتها التي اُعتقلت وعُذّبت بسببها، وعند وصولها إلى القاضي لم تخبره بما حدث لها "خوفاً من أن يلصقوا بي أي تهمة".
وتوضحّ: "سبق وأن هددني المحققون بأنهم سيتهمونني بالإتجار بالحشيش وجرائم أخرى في حال تحدّثت، الأمر الذي دفعني للصمت طوال فترة المحاكمة".
"مرحلة من الخوف الدائم والعذاب والجوع والرعب" هكذا تلخّص نضال مأساتها في السجن. وعن معاناة أسرتها، تقول: ظل زوجي يبحث عني لأشهر بكافة السجون ولم يخبروه بمكاني، ومن ثم جاؤوني بشهادة وفاته وأنا بالسجن، ما أدى إلى تدهور حالتي النفسية والصحية حتى بعد الإفراج عني من السجن المركزي".
* رأس الجليد*
يصف توفيق الحميدي، رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، قصّة المعاناة المركّبة التي طالت نضال وجنينها وابنتها وأسرتها بأنها "رأس جليد لجبل المعاناة التي تقاسيها المرأة اليمنية تحت سيطرة جماعة الحوثي".
ويقول في تعليق ل"الثورة نت" إنه "بالإضافة إلى التراجع المخيف للحريات والمميزات التي كانت قد حققتها المرأة اليمنية منذ قيام الجمهورية، تسعي جماعة الحوثي إلى هيكلة المجتمع اليمني وفق رؤيتها وفكرتها دون أي اعتبار لحقوق النساء أو كرامتهن".
ويؤكّد الحقوقي الحميدي، أن مليشيا الحوثي "تعمدت تدمير كثير من النساء ليكنَّ عبرة للأخريات، ولكي يسهل لها إخضاعهن لرؤيتها". لافتاً إلى الانتهاكات "القاسية" التي كشفتها المنظمات الحقوقية عن ممارسات الحوثيين ضد المرأة والمنافية للقيم والأعراف والقوانين".
* المأساة بالأرقام*
يؤكد تقرير اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، إنها حققت في 62 حالة اعتقال وإخفاء وتعذيب نساء على يد مليشيا الحوثي خلال الفترة من مطلع 2015 وحتى أواخر 2020.
وأوضحت أن الحوثيين احتجزوا غالبية هؤلاء النساء "في فروع الأمن وأماكن احتجاز سرية أخرى بينما نسبة ضئيلة في السجون المركزية".
وكشفت اللجنة عن قيام المليشيا الحوثية "بإنشاء ملحق سري ملاصق للسجن المركزي في صنعاء لإخفاء النساء". وكشفت أن الحوثيين يخفون فيه حاليًا "50 امرأة".
وفي السجن المركزي بصنعاء وحده، قالت رابطة أمهات المختطفين إنها استطاعت الوصول إلى 146 امرأة بداخله خلال 2020، يتوزّعن في قسمين الأول يسميه الحوثيون "الحرب الناعمة" وبلغ عدد المخفيات فيه مطلع 2019 أكثر من 150 امرأة، ولا يسمح لهن بالاختلاط أو الحديث مع المحتجزات في القسم الآخر "الداخلي" ويضم 34 امرأة.
وفي السياق ذاته، أكّد فريق الخبراء الدوليين بشأن اليمن، احتجاز الحوثيين للكثير من الفتيات والناشطات منهن "130 امرأة وفتاة تم احتجازهن لعدة أشهر في مرفق احتجاز غير رسمية، وبينهن فتيات في سن ال17".
وأكّد فريق الخبراء البارزين المعني باليمن، تعرّض المختطفات للتعذيب على أيدي الحوثيين وعلى يد حارسات السجن الحوثيات (الزينبيات). وقال إن الزينبيات أقدمن على "قص شعر" السجينات، مؤكّداً تعرض "امرأة واحدة من النساء على الأقل إلى العري القسري".
وكشف الفريق الأممي في تقريره المقدّم إلى مجلس حقوق الإنسان في سبتمبر 2019، أن "ما يزيد عن 300 امرأة وفتاة تعرضن للعنف والترهيب من قبل الحوثيين"، مؤكّداً تفاقم "التهديدات بالاغتصاب وبالاعتداء الجنسي والاتهامات بالدعارة".
* أهوال الجحيم*
وعن معاناة النساء داخل السجون الحوثية، يقول مدير عام حقوق الإنسان بأمانة العاصمة فهمي الزبيري، إنهن يعانين أوضاعاً إنسانية وحقوقية سيئة للغاية، في ظل ظروف الاحتجاز القاسية، حيث يحتجزون عشرات النساء في غرف ضيّقة، وشبه مظلمة، وفي ظل غياب الرعاية الصحية، وانعدام أبسط الاحتياجات الأساسية للعيش، وغياب أدنى الحقوق.
ويضيف الحقوقي الزبيري، في تصريح خاص ل"الثورة نت"، إنهن يعانين أيضاً من منع الزيارات للأهالي، فضلاً عن ابتزاز أقاربهن وإجبارهم على دفع مالية متكررة تحت ذرائع الإفراج عنهن وغالباً تكون حيلة.
وتصل الانتهاكات والتعسفات بحقهن، وفقاً للزبيري، إلى الاعتداء الجسدي، والتهديد، والمحاكمات غير العادلة، وتسييس القضايا، واستخدام القضاء لتصفية حسابات سياسية بما يتوافق مع معتقدات وأهداف الجماعة، مؤكّداً تعرّض بعض المختطفات والمخفيات قسراً للإصابة بعاهات وإعاقات جسدية جراء التعذيب الوحشي وظروف السجن السيئة.
ووفقاً لشهادات عدد من الناجيات، فعادة ما تبدأ رحلة معاناة الفتاة أو المرأة التي يلتقطها رادار المليشيا الحوثية من خارج السجن بدءاً بحالة الخوف والهلع التي تعانيها لحظة الهجوم عليها واختطافها من الطريق أو المنزل أو مقر العمل أو مكاناً عاماً، وما يصاحبها من نهب لما بحوزتها من ذهب وأموال.
ويليها حالة الإخفاء القسري في السجون السرّية وما يتعرّضن خلالها للإذلال وامتهان الكرامة والتدمير النفسي وأنواع التعذيب الجسدي التي لا تحترم خصوصية المرأة خصوصاً أثناء جلسات التحقيق اليومي التي تستمر لساعات، وتتراوح فترة الإخفاء بين أسابيع وأشهر وسنوات.
ورغم اختلاف النهايات إلا أن معظمها تشترك في تدمير مستقبل الفتاة وحرمانها كافة حقوقها المادية والمعنوية ومصادرة حقها في المقاضاة أو الإفصاح عما تعرّضت له.
* الانتحار ملاذاً*
ولم تكن "نضال" وحدها التي لجأت للانتحار هرباً من التعذيب الوحشي والمعاملة القاسية والمهينة في سجون الحوثيين، ففي 2020 فقط رصدت رابطة أمهات المختطفين إقدام 4 نساء داخل السجن المركزي بصنعاء على الانتحار، إحداهن حاولت أيضاً قتل ثلاثة من أطفالها معها.
وأول هؤلاء سجينة تدعى أسماء الجربي، انتحرت شنقاً في دورة المياه بتاريخ 4 يونيو 2020.
وبعدها بنحو 40 يوماً شرعت سجينة أخرى في قتل ثلاثة من أطفالها على أن تقتل نفسها بعدهم، وفي المكان ذاته الذي انتحرت فيه "أسماء"، إلا أنها فشلت.
تنحدر هذه السجينة التي أسمتها الرابطة (سمر- اسم مستعار) من محافظة صعدة، واختطفها الحوثيون مع أفراد أسرتها- والدها ووالدتها وثلاثة من أطفالها وشقيقتها- بهدف الضغط على شقيق لها اتهموه بتجارة الحشيش، وفقاً للرابطة.
أخفى الحوثيون سمر وأفراد أسرتها بأحد سجونهم في صعدة لمدّة 8 أشهر، قبل أن يفرجوا عن والديها فقط، وينقلوها مع شقيقتها وأطفالها الثلاثة إلى السجن المركزي بصنعاء، لتواجه معاناة قاسية.
لم يُقدمها الحوثيون للمحاكمة، ولم يعرضوا قضيتها على النيابة، ولم يوفروا لها ولأولادها أسياسيات الحياة، وفضلاً عن ذلك منعوا عنها الزيارة، ومنعوها من التواصل مع عائلتها.
وفي منتصف يوليو 2020 أجرت سمر محاولة أخيرة مع إدارة السجن للسماح لها بالتواصل بعائلتها لتطلب منهم حليبًا لإنقاذ أطفالها ومستلزمات نظافة، إلا أن طلبها قوبل كالعادة بالرفض.
كانت معاناتها وأطفالها قد وصلت حداً لا يمكن لبشر أن يتحمّله، أغلق الحوثيون كل منافذ الحياة والأمل في وجهها، ولم يكن من خيار يلوح أمامها سوى طريقة أسماء الرهيبة لاختراق الجدران الأربعة.
أخذت أطفالها الثلاثة إلى دورة المياه، وأغلقت الباب خلفها، وشرعت في قتلهم خنقاً على أن تقتل نفسها بعدهم إلا أن بكاءهم أثار انتباه السجينات في العنبر المجاور ليتدافعن مذعورات إلى مصدر الصوت وينجحن في إنقاذ الأطفال وأمهم من المذبحة الرهيبة.
ومع انتهاء جلبة الصراخ والعويل تداعى الحراس إلى المكان، وبدلاً من أن يقدّموا المساعدة لتخفيف معاناة الأم وأطفالها أقدموا على ضربها بالصاعق الكهربائي، وتوبيخها بالشتائم المهينة.
وبعدها بنحو شهرين وتحديداً (سبتمبر 2020)، فشلت سجينة من محافظة إب، في ذات السجن، في إنهاء حياتها للمرّة الثانية خلال أيام الأولى شنقًا والثانية بقطع وريد في يدها، وجاء ذلك بعد تعرّضها لاعتداء بالضرب المبرح وصل حد تمزيق ثيابها ووضعها في زنزانة مغلقة ومنع عنها التواصل مع أسرتها لأسابيع دون أي سبب أو تهمة، وفقاً للرابطة الحقوقية.
ولا يختلف الأمر كثيراً في السجون الأخرى، ففي السجن المركزي بعمران، حاولت مختطفة تدعى "إلهام" الانتحار برمي نفسها من الطابق الثاني للسجن إلا أنها تعرضت لإصابات وكسور، قبل أن يُفرج عنها شرط ألا تغادر المدينة.
إلهام، متزوجة بشخص موال لمليشيا الحوثي، وبأحد الأيام التقت بوالدها المطارد من قبل الحوثيين منذ مقتل الرئيس الأسبق علي صالح، وهو ما دفعهم لاختطافها وإيداعها في السجن المركزي لسنةٍ كاملة، وأخضعوها خلالها للتعذيب والإهانة، قبل أن تقدم على الإنتحار، وفقاً لمنظمة سام الحقوقية.
* لا نجاة*
تشير شهادات الناجيات إلى أن الانتحار يعد خياراً وحيدًا أمام كثير من المختطفات في سجون مليشيا الحوثي، كون التحمّل أيضاً قد يؤدي إلى الموت تحت التعذيب أو في ساحة الإعدام بتهمة ملفّقة أو العمل لصالح الجماعة في مهام عسكرية وأمنية خطرة وغير أخلاقية وهو الخيار الأشد منها جميعاً بحسب إحدى الضحايا.
وتكشف الشهادات أيضاً عن حالة قلق مشتركة تعيشها المختطفة أو المخفيّة وأهلها الذين يواجهون ضغطاً نفسياً رهيباً طيلة فترة الإخفاء خوفاً على مصير قريباتهم ومن الفضيحة التي قد تلحق بهم والتي قد تكبر في حال لفّق لها الحوثيون تهمة تتعلق بالشرف وهو ما دفع بعض الأسر إلى قتل الفتاة فور خروجها من السجن.
وأواخر ديسمبر 2019، أقدم أحد الآباء في مدينة الطويلة بمحافظة المحويت على قتل ابنتيه تحت مسمّى "غسل العار" الذي لحق بالأسرة بعد تعرضهن للاختطاف على يد الحوثيين "دون أي مبرر سوى تلفيق تهم بممارسة أعمال مخلة بالآداب العامة"، وفقاً لصحيفة القدس العربي.
* مخالب الذئاب*
في السنوات الأخيرة، برزت التشكيلات النسائية الحوثية المسلحة "الزينبيات" كقوّة غير منضبة تشارك بفعالية في الفتك بالنساء، ويتصّدرن التقارير التي توثّق الانتهاكات الحوثية بحق المرأة.
تشير تقديرات إلى أن هذه التشكيلات تضم 4 ألف امرأة، يتوزّعن على 10 فرق قتالية أبرزها: كتائب الزينبيات، ومجموعة الهيئة النسائية، وكتائب الزهراء، وفرقة الوقائيات الاستخباراتية. وتفيد تقارير بتلقي بعضهن تدريبات على يد خبراء حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
ووفقاً للتقارير وشهادات الضحايا، فإن الزينبيات ينفّذن حوالي 10 مهام رئيسية لصالح مليشيا الحوثي وهي: المشاركة في قمع المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، المشاركة في اقتحام المنازل وتفتيشها ونهبها واختطاف النساء، وجمع معلومات ميدانية عن الخصوم، واستدراج النساء واختطافهن من الشوارع، ورصد آراء الناشطات في الجلسات النسائية الخاصة وأماكن العمل، والترويج للأفكار الحوثية الطائفية في الأوساط النسائية والمناسبات الاجتماعية، وكذا استقطاب طالبات المدارس وتجنيدهن لصالح الجماعة، والأهم هي الإشراف على بعض أقسام السجون النسائية والمشاركة في تعذيب النساء وإجبارهن على الإدلاء باعترافات.
وحول طريقة تجنيد الزينبيات، قال تقرير فريق الخبراء الصادر في يناير 2020، إن معظمهن يتم اختيارهن "من أسر هاشمية"، موضحاً أنهن يمثّلن "جهازًا استخباراتيًا موجهًا نحو النساء".
ووثق التقرير انتهاكات ارتكبنها شملت "الاعتقال والاحتجاز التعسفين للنساء، والنهب، والاعتداء الجنسي، والضرب، والتعذيب، وتيسير الاغتصاب في مراكز الاحتجاز السرية.
* جلادون*
وفي الفترة ذاتها، تكررت أسماء أكثر من 10 قيادات حوثية تتولى إدارة السجون السرّية والسجون الحكومية المعروفة، وتشرف على العمليات الميدانية لاختطاف النساء وتعذيبهن في سجون صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة وهم:
عبدالله محمد الهادي (ينتحل رتبة لواء)، رئيس مصلحة السجون
محمد المأخذي (ينتحل رتبة لواء)، مدير السجن المركزي بصنعاء
محمد الكحلاني (ينتحل رتبة مقدم) مدير السجن المركزي بالحديدة
حنين محمد حسين الحوري (ينتحل رتبة رائد)، يدير السجن المركزي بمحافظة عمران
عبدالحكيم الخيواني، رئيس جهاز الأمن والمخابرات
عبدالقادر الشامي، نائب رئيس الأمن والمخابرات،
مطلق المراني "ابوعماد" نائب رئيس الأمن القومي
أحمد مطر حسن بتران، أحد المحققين الذين تعاقبوا على تعذيب النساء
سلطان زابن، معاقب دولياً، يدير البحث الجنائي ومرافق الاعتقال السرّية الخاصة بإخفاء النساء وتعذيبهن.
علي محمد محمد الحيمي، أحد المحققين الذين تعاقبوا على تعذيب النساء مع زابن.
أحمد يحي الحامس، أحد المحققين الذين تعاقبوا على تعذيب النساء مع زابن.
* كسر الحصانة*
يقول المسؤول الحقوقي فهمي الزبيري، إن ما تمارسه مليشيا الحوثي بحق المرأة يعد انتهاكاً صارخًا لجميع القيم والأخلاق والعادات والتقاليد اليمنية التي تحترم النساء منذ مئات السنين.
وأضاف في تصريح ل"الثورة نت" أن المرأة كانت تتمتع بحصانة مجتمعية متينة حتى في الحروب والنزاعات، غير أن مليشيا الحوثي أسقطت كل قواعد الحماية الخاصة بالنساء منذ اجتياحها للعاصمة صنعاء بقوة السلاح وسيطرتها على مؤسسات الدولة فيها أواخر 2014.
وأكّد أن عمليات الاختطاف والإخفاء القسري والمعاملة القاسية وتلفيق التهم المهينة لمئات النساء داخل السجون هي من أخطر الانتهاكات التي تمارسها المليشيا الحوثية بحق المرأة.
وقال إن ما كشفته شهادات الضحايا والتحقيقات الأممية والدولية من انتهاكات مروّعة تمارسها مليشيا الحوثي بحق النساء، والتي وصلت حد التعذيب الوحشي والاعتداءات الجنسية تعد انقلاباً على الأعراف والتقاليد اليمنية وتحدياً صارخًا للقوانين والعهود والمواثيق الدولية وانتهاكاً لجميع الديانات والشرائع السماوية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.