خرج مئات المواطنين من مديريات ردفان وطور الباحة وكرش ومديريات يافع في مسيرات ومهرجانات حاشده صباح اليوم الثلاثاء. ورفعت صور القتلى والمعتقلين, وصورا لعلي سالم البيض وأعلام الجنوب ولافتات تدعو إلى سرعة الإفراج عن المعتقلين, مؤكدة على أن دماء القتلى لن تذهب هدرا. وتأتي هذه الفعالية تزامنا مع زيارة عمرو موسى التي يقوم بها اليوم إلى صنعاء, حيث هتف المشاركون "يا عمر موسى يا مندوب لازم تحرير الجنوب" وتقدمت قيادات من مجلس الثورة السلمية الجنوبية, كما بات يعرف مؤخرا, المظاهرات التي طافت شوارع ردفان وطور الباحة ويافع. وقد ألقيت العديد من الكلمات, جاء من أهمها دعوة الدكتور/ ناصر الخبجي, النائب البرلماني والقائد في الحراك الجنوبي, لجامعة الدول العربية ممثلة بالأمين العام عمر موسى لإجبار النظام على الجلوس على طاولة التفاوض مع الجنوبيين بإشراف الجامعة العربية ذاتها, وفقا لما قال. وطالب الخبجي المجتمع الدولي بحل قضية الجنوب وتفعيل قرارات الشرعية الدولية, معاتبا الدول العربية وجامعتها العربية, على تغاضيهم وصمتهم مما يجري في الساحة الجنوبية من انتهاكات يتعرض لها أبناء الجنوب, على حد تعبيره, إلا أنه عاد ليؤكد ألا حوار إلا بفك الارتباط, وبإشراف دولي. في السياق ذاته تضمن البيان الصادر عن ردفان وطور الباحة وكرش ويافع, التضامن مع صحيفة الأيام والدعوة إلى رفع التوقيف القسري عنها وناشريها, وإدانة ما يتعرض له المدنيين في محافظة صعدة من قتل وتشريد وإبادة جماعية, مؤكدا على مواصلة النضال السلمي والالتفاف حول مجلس قيادة الثورة, وفقا لما جاء فيه. إلى ذلك قطعت شبكة اتصالات الهاتف النقال عن كل من مديريات ردفان ويافع على خلفية المظاهرات الاحتجاجية. يذكر أن مجلس قيادة الثورة السلمية, كما بات يعرف مؤخرا, قد دعا لهذه المظاهرات يوم أمس الأول, بالتزامن مع الزيارة التي يقوم بها موسى لليمن للتباحث عن قضية صعدة وقضية الجنوب, مع مسئولين يمنيين على رأسهم الرئيس علي عبد الله صالح, كما أعلن عنها. ولدى وصوله اليوم إلى صنعاء, سيتشاور الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مع مسئولين يمنيين بشأن الأحداث في اليمن، حيث قالت مصادر إن موسى يحمل أفكاراً لتهدئة الأوضاع ومعالجتها، في حين نقلت وسائل إعلامية عن موسى قوله: إن هذه الزيارة تأتي في إطار التشاور من منطلق الرغبة في الحفاظ على وحدة اليمن وتحقيق الاستقرار في البلاد. مضيفاً, أنها لا تأتي في إطار تعريب المشكلات أو تدويلها، بل هو تشاور ودعم لتحرك كل الأخوة في اليمن وحفاظهم على الوحدة واستقرار البلاد. وكان مصدر مسئول في الجامعة قد قال إن زيارة موسى تأتى بمبادرة منه بعد اتصالات أجراها مع عدد من وزراء خارجية الدول العربية الفاعلة في المنطقة التي استشعرت الخطر، ولديها قلق من صعوبة هذه العمليات وإمكانية تصاعدها على الحدود اليمنية السعودية، إلى جانب تزايد أعداد النازحين والمتضررين في محافظة صعدة، والمناطق المجاورة.