غادر الصحفي عبدالكريم الخيواني صنعاء- صباح اليوم السبت - متوجها إلى الجزائر الشقيق لاستلام جائزة عمر أورتيلان الدولية لحرية الصحافة التي تمنحها سنويا صحيفة الخبر الجزائرية للصحفيين أو المؤسسات الإعلامية لمساهمتهم في ترقية حرية الصحافة والحق في التعبير. وكان الصحيفة أعلنت في الثالث من مايو الماضي الذي يصادف اليوم العالمي لحرية الصحافة فوز الخيواني بالجائزة, بعد اختياره من لجنة التحكيم التي تضم شخصيات إعلامية وحقوقية من الجزائر والعالم العربي والعالم، وسيتسلم الزميل الخيواني الجائزة مساء الاثنين 26 أكتوبر في حفل بفندق هيلتون في العاصمة الجزائر. وعبر الخيواني في بلاغ صحفي- تلقى مأرب برس نسخة منه، عن اعتزازه بالجائزة التي تحمل اسم عمر أور تيلان الصحفي الجزائري واحد مؤسسي صحيفة الخبر,الذي استشهد على يد الإرهابيين في الثالث من اكتوبر من عام 1995. وقال الخيواني- قبيل مغادرته صنعاء- ن حصوله على الجائزة يسلط الضوء مجددا على المحنة التي تعيشها الصحافة اليمنية منذ سنوات, كما تعبر عن الوشائج العميقة التي تربط الصحفيين والصحفيات العرب في مواجهة التيارات والسلطات التي تعادي حرية الصحافة ولا تتورع عن ممارسة أفظع الانتهاكات ضد الصحفيين بما في ذلك القتل والخطف والإخفاء القسري. وإذ نوه بدور الشهيد عمر أورتيلان الذي واجه بجسارة الإرهاب والقمع خلال مسيرته الصحفية وقدم حياته فداء للكلمة الحرة والقيم المتمدنة، عبر عن قلقه العميق حيال المصير الغامض للزميل محمد المقالح رئيس تحرير موقع " الاشتراكي نت" الذي اختطف في العاصمة صنعاء قبل 5 أسابيع وترفض السلطات الكشف عن مكان احتجازه، وقال " إن كل يوم يمر على غيابة دليل على مدى الاستهانة بكرامة المواطن وحياة الإنسان, وقيمة الصحفي". وأشار إلى معاناة الزملاء المعتقلين فؤاد راشد, وصلاح السقلدي, وإياد غانم, مشددا على أن الانتهاك الحاصل بحقهم منذ 5 أشهر ماكان ليحدث لولا هشاشة وحدة الصحفيين اليمنيين واستغلال السلطات ذلك لترسيخ نهجها المعادي للصحافة الحرة في اليمن. واعتبر الخيواني الجائزة تكريما لكل صحفي يدافع عن حريته واستقلاليته, كما لكل صحيفة تدفع ثمن استقلاليتها مثل صحيفة الأيام العدنية الصامدة في مواجهة الحصار الخانق الذي تفرضه السلطات عليها منذ مطلع مايو الماضي. وأهدى الخيواني جائزته الى "روح المناضل رائد التنمية ,عنوان النزاهة ,الزعيم الشهيد إبراهيم محمد الحمدي الذي سيضل باقيا في أذهان وأفئدة اليمنيين جيلا بعد جيل ,وتبقى شهادته شاهدا ماثلا على بشاعة مؤامرة قتله, وما استهدفت فينا كوطن وشعب , سيبقى دمه طالبا الإنصاف, وبقدر ما يبقى الواقع يثير فينا حسرة الخسارة على زعيم ومشروع ووطن يسوده العدل والمساواة ,فانه كذلك يستفز حاجتنا المستمرة كشعب ووطن الى مثل ذلك الزعيم نبذه عن الجائزه يجتمع أعضاء لجنة ''جائزة عمر أورتيلان'' الدولية لحرية الصحافة، برئاسة الإعلامي أحمد بجاوي، غدا، لاختيار من سيتحصل على الجائزة في طبعتها العاشرة. وتتكون اللجنة من شخصيات جزائرية ومغاربية وعربية ودولية، وهي مفتوحة للصحافيين والمؤسسات الإعلامية الذين ساهموا في ترقية حرية التعبير والرأي في الجزائر، وعبر العالم. ويتمثل جديد الطبعة العاشرة من الجائزة في اكتساب لجنة التحكيم بُعدا دوليا، بعد أن انضمت إليها الصحفية الإيطالية الشهيرة جوليانا سيغرينا، التي سبق لها أن تحصلت على ذات الجائزة سنة .2005 كما حرص المشرفون على الجائزة، التي تخلد ذكرى روح أحد مؤسسي يومية ''الخبر''، الفقيد عمر أورتيلان، هذا العام أن يكون التمثيل العربي حاضرا وممثلا في الإعلامي الأردني البارز يحيى شقير. ويذكر أن ''جائزة عمر أورتيلان'' لحرية التعبير والصحافة منحت، لأول مرة، سنة 2000 للصحفي التونسي توفيق بن بريك، نظير التزامه الصحفي. كما تحصل على الجائزة عدد من الصحفيين الجزائريين أمثال بأية فاسمي وأحمد عنصر. إعلان الجائزة وكانت لجنة ''جائزة الخبر عمر أورتيلان الدولية'' لحرية الصحافة، قد رست على منح الصحفي عبد الكريم الخيواني، جائزة طبعة 2009، تكريما له بالجائزة ''لدفعه ثمنا باهظا في دفاعه عن حرية التعبير وحرية الصحافة. وجاء الاختيار للزميل الخيواني بعد أن عقدت لجنة جائزة عمر أورتيلان الدولية اجتماعا لها بالجزائر بتاريخ 27 أفريل المنصرم، وناقشت أسماء المترشحين للجائزة في طبعتها العاشرة، لهذا العام، قبل أن تستقر على منح اليمني عبد الكريم الخيواني، الجائزة. وسيتم تسليم الجائزة للفائز يوم 3 أكتوبر 2009، في ذكرى اغتيال الشهيد عمر أورتيلان، الذي اغتالته أيادي الغدر في 3 أكتوبر .95 وتكونت لجنة التحكيم من السادة: أحمد بجاوي رئيسا وعلي جري نائبا للرئيس، وعضوية كل من زوبير سويسي من الجزائر، وجوليانا سغرينا من إيطاليا وهي التي فازت بالطبعة السادسة للجائزة، بالإضافة إلى أحمد بوغابة من المغرب ويحيى شقير من الأردن والأستاذ الجامعي والمختص في علم الاجتماع ناصر جابي من الجزائر. وقد ولد الزميل الخيواني الفائز بالجائزة في مدينة تعز في اليمن عام 1965، وشغل منصب رئيس تحرير صحيفة ''الشورى''، واشتهر بمقالاته الناقدة لتوريث الحكم، والفساد خاصة في قطاع النفط. وقد تعرض لمختلف أشكال المضايقات من قبل الحكومة، وتم سجنه من قبل الحكومة عدة مرات. كما تعرض للمحاكمة أكثر من 13 مرة، ودخل السجن نهاية 2004 على خلفية تهم عديدة منها إهانة رئيس الجمهورية. واختير الخيواني نموذجا عن الصحفيين العرب الذين يضحون من أجل حرية الكلمة والقلم، ورغبة من ''الخبر'' في الإسهام في جعل حرية الصحافة في الوطن العربي وقودا للديمقراطية. وقد منحت جائزة الخبر عمر أورتيلان، العام الماضي، مناصفة بين صحفي ''الخبر'' بوعلام غمراسة ومصطفى بن فوضيل من جريدة ''الوطن''. وسبق ل''الخبر'' أن منحت جوائزها الدولية لكل من الصحفي أحمد عنصر وباية فاسمي، وطارق أيوب من الجزيرة، وكاريكاتور ''الخبر'' عبد القادر عبدو مناصفة مع كاريكاتور ''ليبرتي'' علي ديلام، والصحفية الإيطالية جوليانا سيغرينا. وتسعى ''الخبر'' من وراء هذه الجائزة لترقية حرية التعبير والصحافة وتشجيع الكفاءات ونضالات الصحفيين المدافعين عن حق من حقوق الإنسان وهو الحق في الإعلام والبحث عن الحقيقة.