في تطورات للحرب الاعلامية الدائرة بين طهرانوالرياض، وفي رد على الاتهامات الموجهة اليها بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن، اتهمت – ايران - السعودية ب"لوقوف المباشر" الى جانب الحكومة اليمنية في حربها ضد الحوثيين. وذكر الموقع الاعلامي ل"مؤسسة الاذاعة والتلفزيون" الحكومية نقلا عن مصادر لم يكشف هويتها واكتفى بوصفها ب"المطلعة" أن "السعودية جنّدت نحو ألف عنصر للانضمام الى القوات اليمنية بهدف تقديم الدعم اللوجستي في حربها ضد الحوثيين في صعدة، فضلا عن رصد مبلغ قدره 5 ملايين دولار للحكومة اليمنية لدعمها في دفع هذه الحرب الى الامام". وأضافت المصادر"ان هذه القوات ستشارك الجيش اليمني في حربه على صعدة، وان الانباء تحدثت اخيرا عن تورط سعودي في قمع الحوثيين، كما أكدت التدخل السعودي الواضح في الاشتباكات الداخلية في اليمن". وشددت على" ان التدخل السعودي يأتي بأشكال مختلفة، من بينها مشاركة الطيران الجوي في قصف معاقل الحوثيين، والاشتباكات المباشرة على الحدود اليمنية - السعودية، وتقديم الدعم اللوجستي للجيش اليمني". وقبل البيان الايراني بيومين، سارت تظاهرات طلابية نحو السفارة السعودية في طهران هاتفة منددة متوعدة المملكة العربية السعودية،وتمحورت الشعارات الاحتجاجية التي رفعها المتظاهرون ضد المملكة حول ثلاثة امور: دعم المملكة للإرهاب. علاقاتها باسرائيل. دعم السلطات اليمنية ضد الحوثيين. وجاء إعلان ما تسمي نفسها "كتائب حزب الله" في العراق، والتي ترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران قبل أسبوعين وقوفها ومساندتها للحوثيين وتمردهم المسلح لقتال القوات الحكومية في اليمن يعزز من الشواهد على الدعم الإيراني، بخاصة أن الكتائب قالت في بيان منسوب لها بثته وكالة "العراق نيوز" إن إعلانها هذا "جاء من منطلق مقاومتها للمشروع الأمريكي في المنطقة ووقوفا منها إلى جانب المظلوم بوجه الظلم". وكان لموقع الالكتروني ل"قناة العالم" الممولة من جمهورية ايران الاسلامية نقل عن مصادر يزعم انها مطلعة الخميس الماضي قولها إن النظام السعودي جند نحو ألف عنصر للانضمام إلى القوات اليمنية بهدف تقديم الدعم اللوجستي في حربه ضد الحوثيين في صعدة. وأضافت تلك المصادر على حد ما نقل الموقع, أن السعودية قدمت إضافة لهذا الدعم مبلغا قدره 5 ملايين دولار للحكومة اليمنية لدعمها في المجالات اللوجستية في حربها في شمال البلاد, مشيرة إلى أن هذه القوات ستشارك الجيش اليمني في حربه على صعدة، وأن الرياض خصصت ميزانية تبلغ 5 ملايين دولار يوميا لدعم الجيش اليمن في حربها على الحوثيين. وأكد التقرير تورط سعودي في قمع الحوثيين في حين بدأ التدخل السعودي واضح في الاشتباكات الداخلية في اليمن, بحسب ما نقل عنها من أنباء. واستدل التقرير المنشور بما قاله المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي في وقت سابق أن عددا كبيرا من الوحدات العسكرية السعودية دخلت الأراضي اليمنية عبر المناطق الحدودية في الجنوب وكذلك نجران. ووفق مصادر سياسية فإنه منذ اندلاع الحرب الأولى بين الجيش اليمني والحوثيين في منطقة مران صيف عام 2004، كانت إيران الحاضر الأكبر في هذا المشهد الذي تكرر ست مرات في غضون ست سنوات، وكانت صنعاء تجد نفسها بين وقت وآخر مرغمة على فتح ملف الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين، تماما كما هي مرغمة على إغلاقه، في محاولة لتجنيب البلاد خضات سياسية مع إيران، أكثر الأطراف حضورا في المشهد اليمني اليوم، سواء ذلك المتصل بالقتال الدائر في صعدة، أو في الجنوب، بخاصة بعد التصريحات المثيرة للجدل لنائب الرئيس السابق علي سالم البيض الذي قال إنه مستعد لتلقي أي دعم من إيران لدعم مشروع ما صار يعرف ب"فك الارتباط" بين الشمال والجنوب. وبحسب جريدة الوطن السعودية فإنه لم تمض أيام على كشف ما أصبح يعرف بخطة "يمن خوش هال"، أي "اليمن السعيد" بالفارسية التي أعدها "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني حتى أعلنت طهران أنها ستوفد إلى صنعاء وزير خارجيتها منوشهر متقي لتسليم رسالة إلى الرئيس علي عبد الله صالح من نظيره الإيراني أحمدي نجاد تتعلق بالعلاقات اليمنية الإيرانية وتعزيزها، وستوضح طهرانلصنعاء موقف إيران من أهمية الاستقرار في اليمن. ويشير مراقبون إلى أن العلاقات الإيرانية اليمنية تمر بأزمة ثقة لم تمر بها من قبل، ويرون أن ذلك ليس مصدره فقط الدور اليمني المساند لنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بل أيضاً يعود إلى الرغبة الإيرانية في إيجاد موطئ قدم لها في الساحة اليمنية، ولم تجد أفضل من دعم الحوثيين لتحصل على هذا الموطئ.