أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع السعودية أنّ بلاده تدرس عرض الهدنة الذي طرحه المتمردون الحوثيون لوقف القتال مع قوات المملكة في منطقة الحدود اليمنية. وقال اللواء إبراهيم المالك، المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية: إنّه تجري دراسة عرض الهدنة، وإنّ الوزارة ستعلن عن قرارها الرسمي في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء" وفق ما أوردت وكالة رويترز. وعرض زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي أمس الاثنين وقفًا لإطلاق النار مع السعودية. وفي بيانه الصوتي الذي تم بثه على شبكة الإنترنت قال الحوثي: "هذه مبادرة للسلام ووقف الحرب ونعلن قيامنا بالانسحاب الكامل من كل المواقع السعودية ومن كل الأراضي التي تحت سيطرة النظام السعودي، مؤكدين أن تقدمنا لتلك الأراضي والمواقع كان ضرورة لمواجهة عدوان انطلق منها"، على حد زعمه. ووجّه زعيم المتمردين الحوثيين تهديدًا للحكومة السعودية بأنها في حالة لم تستجب لهذه المبادرة، فإن المتمردين لن يترددوا في فتح جبهات جديدة ومتعددة وخوض حرب مفتوحة، وفق قوله. ولم يحدد الحوثي مدى انسحاب مقاتليه حيث إن الحوثيين لا يحتلون أراضي سعودية منذ تحرير قرية الجابري السعودية، بل تتكرر هجماتهم يوميًا عبر أفواج قناصة يتمركزون في الجبال المطلة على الحدود السعودية ويهاجمون المراكز العسكرية ويختفون نهارًا. وتطالب السعودية من تسميهم "المتسللين المعتدين" بالانسحاب عشرات الكيلومترات داخل الحدود اليمنية مقابل وقف الحرب. وكانت السعودية قد دخلت خطّ المواجهات مع الحوثيين في مطلع نوفمبر الماضي بعد مقتل أحد الحراس السعوديين وإصابة آخرين بنيران الحوثيين المتسللين. وتؤكّد السعودية أنّها دخلت خط المواجهة مع الحوثيين لحماية حدودها من المتسللين. وتقاتل الحكومة اليمنية المتمردين بشكل متقطع منذ عام 2004 لكن الصراع احتدم في الصيف الماضي عندما بدأت صنعاء عملية الأرض المحروقة لوضع حدّ لتصاعد العنف. لا أهمية لمبادرة الحوثي: وفي سياق ذي صلة، اعتبر مصدر سعودي رسمي أنه لا أهمية لمبادرة عبد الملك الحوثي للانسحاب من الأراضي السعودية التي تسلل إليها مسلحوه. وقال المصدر عن مبادرة الحوثي: "ليست بالأمر المهم؛ لأن القوات السعودية نجحت في السيطرة على مواقعها الحدودية، ودحرت المتسللين وردعتهم"، وفق ما نقله عنه موقع هيئة الإذاعة البريطانية الإثنين. السعودية تعلن تطهير أراضيها من المتمردين: وكان الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي والمفتش العام للشؤون العسكرية قد قال في كلمة ألقاها أمام وحدات رمزية من القوات المسلحة المشاركة في تطهير الأراضي السعودية: "قواتنا واجهت في حربها أفرادًا مدربين على مستوى عالٍ ويمتلكون أسلحة متطورة لا تتوفر إلا لدى الجيوش، وذلك يثبت تلقيهم تدريبات في دول زودتهم أيضًا بالسلاح". وأشار الأمير خالد إلى أن "الآليات السعودية التي فقدت في الحرب دمرت من قبل قواتنا، وهناك تفكير لإنشاء قاعدة عسكرية في جازان".