كشف الشيخ علوي الباشا بن زبع عن أن محافظة الجوف تعد ساحة محتملة للانفجار ربما تقود إلى حرب سابعة بعد الحرب السادسة التي تشهدها محافظة صعدة بين الحوثيين والحكومة. وأضاف أمين عام مجلس تحالف قبائل مأربوالجوف، في حوار له مع صحيفة "المصدر" اليمنية أن 150 إلى 200 عنصرا عقائديا مرتبطا بما يسمونهم "المكبرين" موزعين بشكل متناثر فيما يزيد على خمس مديريات أغلبها فيما يسمى بالجوف الأعلى، ولهم وجود في مديريات أخرى في المحافظة لا يشكل أهمية ملفتة. وتحدث الشيخ بن زبع عن موقف القبائل في محافظة مأرب من عناصر تنظيم القاعدة المتواجدين هناك, لافتا إلى أن القبائل لا تريد وجوداً للتطرف في مناطقها، وتشعر بالخطر من هذا التواجد الذي ظهر للعلن مؤخراً من عناصر القاعدة. وقال: "لا يجوز تصوير المجتمع القبلي في أي بلد وكأنهم مرتزقة وباعة في سوق الدمار والخراب، هذا غير صحيح، ومن طرحوا هذا الكلام هم غير موفقين وغير مدركين لمتطلبات التعاطي مع هذا المجتمع ولا يستند إلى حقائق تستحق التعميم، إنه يستند إلى مواقف أعداد قليلة هم استثناء ولا يقاس عليهم", لافتا إلى أن الحديث عن البيع والشراء يثير حفيظة القبائل ولا يساعد أمريكا, فلو أن "القصة قصة دولارات مصحوبة بقنابل ذكية أعتقد أن نسبة نجاحهم في اليمن ستكون غير جيدة، الناس يريدون تنمية أفضل ولا يرغب أحد في أن يقال عنه أنه باع (س) من الناس حتى لو كان قاتل أبيه، أخلاقه لا تسمح، هذه صفة مدمرة في أعراف القبائل". وطالب بردم الهوة التي يشكلها انعدام التنمية في تلك المناطق، والاختلال الكبير في توزيع فرص العمل والمشاركة السياسية ومستوى دخل الفرد, والذي قال إنها خلقت بشكل تراكمي هوة كبيرة من عدم الثقة بين القبائل والدولة. وأوضح أن كثيراً من أبناء القبائل سيتعاونون مع الدولة بشرط أن تردم هذه الهوة بشكل حقيقي وسريع وبتشجيع ودعم من الدول والمنظمات المانحة, وبدون ذلك, حسب قوله, فإن مهمة توحيد جهود الدولة والقبائل تجاه هذه القاعدة أو غيرها من القضايا الهامة تظل معقدة، والقول بخلاف هذا مزايدة وتزلف بعيد عن الواقع. وكشف أمين عام مجلس تحالف قبائل مأربوالجوف, أن القبائل لمست تجاوباً ضمنياً فيما يتعلق بتقليص العناصر المحسوبة على القاعدة من ظهورهم العلني في تلك المنطقة، "وربما أن بعضهم انتقل لمناطق أخرى لاعتبارات أمنية, ولا أستبعد أنهم يضعون الجانب الإنساني والأخلاقي ضمن حساباتهم من الزاوية القبلية، خاصة القادمون من خارج المحافظة، فمن غير المستبعد أنهم يدركون واجبهم تجاه سلامة أسر وجيران أي شخص أو أشخاص استضافوهم في بيوتهم وهم مطاردون من مناطقهم، وهذا ما أشرنا إليه في بيان التحالف ونأمل أن يكون عاملاً جيداً في تسوية أقل ضرراً لهذا التواجد". وأشاد بن زبع ب"التأني الذي أبدته الدولة في أعقاب الضربة" التي استهدفت عناصر من القاعدة في منطقة آل شبوان بمحافظة مأرب طبقا لما قالته المصادر الأمني في العشرين من يناير المنصرم, مؤكدا بأن موقف الدولة كان عاملا جيدا يساعد في تسوية تفضي لعدم تواجد القاعدة في المناطق الآهلة بالسكان، منوها إلى أنه لا مصلحة للدولة أن تضرب مواطنيها، كما أن عناصر القاعدة لا مصلحة لهم في الإصرار على التسبب في تدمير بيت فتح لهم أبوابه لأن أحداً من أصحاب هذا البيت منتم لهم أو أجارهم عنده، حد تعبيره. ورحب بن زبع بالتعاون الأمريكي السعودي لمساعدة اليمن في محاربة القاعدة، "فهذا أمر مهم جداً لنجاح أي جهود في هذا الجانب"، إلا أنه شدد على عدم التفريط بما يعتبر مساساً بالسيادة الوطنية خاصة ما يجري الحديث عنه من احتمالات التفكير في التدخل العسكري الأجنبي. انقر هنا لمتابعة نص الحوار.