احتشد المئات صباح اليوم ،الثلاثاء 16/3/2010 ، من أعضاء وأنصار المشترك بمدينة الحزم في اعتصام تضامني مع أبناء المحافظات الجنوبية ودعماً لحرية الصحافة والإعلام ، الاعتصام الذي دعت إليه أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة الجوف صدر عنه بيان استنكر فيه المعتصمون ما تقوم به السلطة وأجهزتها -التي وصفت- بالقمعية.. من انتهاكات سافرة ضد الحريات العامة والتي تجلت في أبشع صورها بمصادرة الصحف واعتقال الصحفيين وتعذيبهم والإخفاء القسري لبعضهم. كما استنكر البيان تحويل القضاء إلى أداة بيد المتسلطين كسيف مسلط في وجوه الناشطين لتكميم أفواههم والتنكيل بهم ، وأعلن المعتصمون تضامنهم مع ضحايا هذه الممارسات القمعية، محذرين المفسدين في جهاز القضاء ومحاكم أمن الدولة التي وصفوها ب–اللادستورية- بأن للشعب وقفة معهم قد تكون أقرب مما يتوقعون وسيحاسبهم على كل ما اقترفوه بحق الوطن والشعب. رفض الحلول العسكرية ورفض البيان وأدان بشدة الحلول الأمنية والعسكرية للقضية الجنوبية ومواجهة المطالب المشروعة لأبناء الجنوب وحراكهم السلمي بإعلان حالة الطوارىء وعسكرة المدن وقصفها واستقدام المنجزرات إلى الشوارع ، وقتل وجرح واعتقال المتظاهرين وقطع شبكة الاتصال ومنع وسائل الإعلام من التواجد، لكي يمارس النظام وزبانيته وجلاديه أعمالهم الإجرامية دون شهود. وأيد المعتصمون القرار الوطني لأحزاب المشترك ولجنة الحوار الوطني بالنزول للشارع وتصعيد النضال الميداني السلمي للتصدي لانتهاكات السلطة وسياساتها اللامسؤولة والتي تسببت في تمزيق النسيج الوطني وأضرت بأسس الوحدة الوطنية وأشعلت الحروب والحرائق والثأرات، وأهدرت موارد البلاد وأوقفت التنمية ونشرت الجهل والفقر والبطالة، وحولت أبناء الوطن إلى متسولين في وطنهم أو على حدود دول الجوار، ووفرت البيئة المشجعة لنمو قوى العنف والتطرف وفرطت في السيادة لتصبح ساحة مفتوحة لأجندة الخارج ومشاريع التدويل. وأدان البيان ما تعرضت له قناة الجزيرة والعربية من اعتداء سافر باقتحام أجهزة الأمن لمكتبيهما بصنعاء، ومصادرة جهاز البث وتهديد طاقمهما كإجراء عقابي بائس لالتزامهما بمهنيتهما ودورهما الإعلامي المحايد، ورفضهما أن تتحول إلى بوق يسبح بحمد الفساد والاستبداد ، وأضاف البيان " إن هذا الإجراء الهمجي المخالف للدستور والقانون يعبر عن المستوى المخزي الذي وصلت إليه السلطة بعقليتها الشمولية في تعاملها مع حرية الإعلام وعن حالة الإفلاس السياسي والأخلاقي لها. وعبر المعتصمون عن أسفهم لما تتعرض له حاضرة معين بمحافظة الجوف من نهب وتخريب للآثار التاريخية وبتواطؤ مفضوح من قيادة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية، وناشد المعتصمون منظمة اليونسكو سرعة التدخل لحماية ما تبقى من آثار ، كما دعا المعتصمون السلطة للكف عن إثارة وتأجيج الثارات القبلية والقيام بواجبها في حل وتطويق تلك المشاكل وحملوا السلطة كامل المسؤولية الناتجة عن سياسة اللعب بالورقة الأمنية . واستنكر المعتصمون سياسة التجهيل المتعمد لأبناء المحافظة وحرمان المحافظة من مشاريع البنية التحتية والمماطلة في ربط المحافظة بمحطة كهرباء مأرب الغازية،حيث تعيش محافظة الجوف يعيش في ظلام دامس. وحمل المعتصمون السلطة مسؤولية الطريق المسدود الذي وصل إليه أبناء المحافظة لتحقيق مطالبهم عن طريق المناشدة والأساليب الناعمة، والتي لم ينتج عنها سوى الوعود الكاذبة للمسؤولين، لذا تتحمل السلطة البدائل التي سيلجأ إليها أبناء الجوف والتي سبقهم إليها أبناء كثير من المحافظات. وأهاب المعتصمون بكل أبناء المحافظة للتفاعل المستمر مع قضاياهم وتصعيد نضالهم الميداني لانتزاع حقوقهم، والاستعداد الدائم لمواكبة الحراك الجماهيري المتصاعد، والالتحام بموجة الغضب الشعبي. العيش على الدماء هذا وقد شكر رئيس المكتب التنفيذي لإصلاح الجوف في كلمة أحزاب اللقاء المشترك الحاضرين على تفاعلهم وتلبيتهم الدعوة وأضاف " حضوركم تعبير عن مقتكم الشديد للأوضاع التي وصلت إليها البلاد نتيجة السلوك الصبياني لأصحاب القرار ، وقال " هذه السلطة لا تعيش إلا على أنهار من الدماء وتنتشي برائحة البارود، ولذا لا غرابة إن رأيناها تقفز من مكان لآخر للبحث عن حروب وإشعال الحرائق ، وأضاف " أصبح المواطن المقهور هو خصمها الألد فقد عملت على تجهيله وتركته بلا علاج وأفقرته، بل استفزته للدخول في معارك ليظل فيها كوقود، فلا يدري القاتل لماذا قتل؟ ولا المقتول لماذا قُتل ؟ واضاف عبدالحميد عامر " هاهي السلطة تتجه جنوباً تتقدم ها القاذفات والصواريخ وناقلات الجند والطيران لمواجهة حراك سلمي مطلبي حقوقي ، وقال " كان الأجدر بها أن ترد المظالم وتقيم العدل وتنصف ذوي الحقوق وخير وسيلة هي الحوار وهو القادر وحده على حلحلة مشاكل اليمن وكان الأجدر بها أن تتعلم من تاريخ الأمم الماضية التي انهارت بإرادة المظلومين ، والظلم أسرع الطرق المؤدية للانهيار وخمسون عاماً من الثورة رسخ لدى الأمة ضرورة التغيير ، وأضاف " ما تشهده البلاد اليوم من فعاليات لهو أكبر دليل على وعي الجمهور فلم يعد لهذه السلطة التي تشبه القطة التي تأكل أبناءها عندما تجوع! لم يعد لها مبرر في البقاء، ففسادها غطى الشمس؛ فمثلاً محافظة الجوف برنامجها الاستثماري لا يتجاوز 200 مليون بينما المحافظ يدرج نصف مليار ريال لشراء أرضية ، وتساءل عامر عمن خول المحافظ بتوقيف العمل في أكثر من عشرين مشروعاً بحجة عدم وجود أرصدة ، وعن هذا العفن المالي والإداري والذي يصاحبه انفلات أمني هائل يطرح سؤال هام عن فائدة بقاء هذه الأجهزة الضعيفة، التي لا تستطيع تأمين نفسها فضلاً عن تأمين غيرها ، وقال " ما يتعرض له الموظفون من قرصنة وجزاءات لهو أبشع من ان يصدق" . استقالة السلطة وفي كلمة الترحيب قال عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي محمد بن راكان " بأن الحل الوحيد لليمن هو أن يقدم الرئيس علي عبدالله صالح استقالته وتشكل حكومة وحدة وطنية ، وأضاف راكان " القضية الجنوبية ظهرت في عام 94م عندما انقلب شريك الوحدة على اتفاقية الوحدة السلمية في عام 90م، بأن صادر الأراضي ونهب الممتلكات وخصخص المصانع واخرج جزء من الجيش للشارع وأضاف لطابور البطالة الكثير من الموظفين المدنيين ، وقال " السلطة تمثل قمة الانفصال بل تمارسه يومياً على أرض الواقع ، هذا النظام كرس الطائفية والمذهبية والمناطقية من أجل إفشال المشروع الوطني ، وأضاف " لولا المشترك بعد الله سبحانه لتمزق الوطن إلى طوائف ومذاهب شتى ولكنه أفشل مخطط تقسيم اليمن ، ونزول المشترك للشارع أعطى ارتياح وصدى كبيرين في المحافظات الجنوبية ، وقال " هذا النظام يأتي آخر الليل ليعتقل الصحفي محمد المقالح وأربعة أشهر لا يعلم أحد أين هو، وبعد ذلك يقدم للمحاكمة بتهمة مكالمات مع قادة المشترك مع أن التنصت على الاتصالات ممنوع بنص الدستور والقانون".