جرح ثلاثة من أفراد قوات الأمن في مصادمات عنيفة وقعت صباح اليوم مع متظاهرين في وسط مدينة الضالع، في حين نجحت قوات الأمن التي إنتشرت بكثافة صباح اليوم الأربعاء على مداخل وشوارع المدينة في إفشال مهرجان تشييع الحراك للقتيل سيف علي سعيد الذي قتل الخميس الماضي أثناء تفريق قوات الأمن بالقوة لتظاهرة الحراك الأسبوعية تضامنا مع المعتقليين. وقالت مصادر محلية ل(مأرب برس): "أن قوات الأمن تمكنت من تفريق مئات ممن تمكنوا من الوصول إلى ساحة ملعب الصمود وسط المدينة، مستخدمة الرصاص والقنابل المسيلة للدموع، بينما يعتزم أتباع الحراك تنظيم مهرجان تشييع للقتيل الآخر عبد الحكيم محمد عبادي قيراط- صباح غد الخميس تزامنا مع تظاهرات الحراك الأسبوعية بمناسبة مايعرف بيوم الأسير الجنوبي التي يحييها أتباع الحراك كل يوم خميس. وبعد ان سقط هو الآخر في مصادمات عنيفة سابقة بين قوات الأمن ومتظاهرين بالمحافظة. ووفقا لتلك المصادر فقد جاءت تلك المصادمات بعد إنتشار أمني مكثف وقطع كافة الطرق المؤدية من وإلى ملعب الصمود ومستشفى النصر القريب منه، حيث كان المشاركون يتجمعون هناك استعدادا للإنطلاق في موكب تشييع القتيل. غير ان قوات الأمن تمكنت من تفريقهم، قبل أن يعاودوا التجمع والخروج بعدها بمسيرة جاب من خلالها المئات من أتباع الحراك ذهابا وإيابأً شارع المدينة الرئيسي، حاملين صور القتيلين قيراط وسعيد، ونائب الرئيس السابق علي سالم البيض وأعلام جمهورية اليمن الديمقراطية السابقة، وشعارات التضامن مع المعتقلين والإدانة لماتعيشه المحافظة من قطع تام لخدمات الإتصالات الجوالة للأسبوع الرابع على التوالي، ووسط تهديدات مواطني المحافظة بقطع التيار الكهربائي عن مناطق المحافظة التابعة إداريا في السابق لمحافظات الشمال وإزالة الأسلاك من على الكانبات التي تمر في أراضيهم مالم تعيد تلك الشركات الخدمة إلي المحافظة بعد مرور السبت القادم نظرا لتسببها في تعطيل مصالحهم وأعمالهم حسب قولهم. وجاءت تظاهرة اليوم كرد متحد من قبل أتباع الحراك للسلطة بعد ان سبق للأجهزة المحلية والأمنية بالضالع ان أعلنت ليلة أمس الثلاثاء- حضر التجوال في المدينة، من السادسة مساء وحتى الثانية عشر من ظهر اليوم الأربعاء، إضافة إلى تحذير المواطنين بمكبرات الصوت من المشاركة في أي تظاهرة أو فعاليات غير مرخصة ومخالفة للقانون والدستور. ورغم ذلك الإعلان عن حظر التجوال وتحذير المواطنيين من المشاركة في أي فعاليات فقد خرج المئات من أتباع الحراك متحدين الحواجز والنقاط الأمنية التي انتشرت بصورة غير مسبوقة- حسب تأكيد المواطنين المحليين- ومعززة بالأطقم العسكرية والأليات المدرعة ، قاطعة كل الطرق والمداخل المؤدية من وإلى الضالع، إضافة إلى منع وصل المئات من القادمين من محافظات جنوبية أخرى للمشاركة في المهرجان الذي كان أتباع الحراك قد أقاموه صباح اليوم في مديرية الحصين بمناسبة الذكرى الثالثة على إنطلاق الحراك الجنوبي، وسط حضور جماهيري متواضع، بعد تمكن السلطات الأمنية من منع المشاركين من الوصل الى موقع المهرجان.. وإلى ذلك عبر العديد من السياسيين في المحافظة عن إستيائهم من تلك الحملة الأمنية المتزايدة على الضالع، والممارسات القمعية حسب تعبيرهم التي تمارسها السلطة لتصعيد الأوضاع نحو الأسوء، وعلى خلاف مع محاولات التهدئة التي حاولت من خلالها بعض الشخصيات الإجتماعية من مشائخ وأعيان المحافظة التوصل اليها مع السلطة مؤخرا. ويشار إلى ان السلطات الامنية بالمحافظة، كانت قد أفرجت أمس الثلاثاء عن العديد من المعتقليين على خلفية وجود أسمائهم في قوائم المطلوبين أمنياً، لدى إحدى جهات أجهزة الأمن المست الختلفة التي تنفذ كل منها حملة إعتقالات في المحافظة حسب قوائم أمنية خاصة بها – وفق المفرج عنهم- حيث قال ( أ، ع، س) احد المفرج عنهم أن الإفراج عنه جاء بعد أن اكتشفت أجهزة الأمن التي اعتقلته أن التهم الموجهة إليه كانت كيدية وانه برئ منها. وتعيش الضالع حالة من التوتر الأمني بين قوات الأمن التي تنتشر بشكل مكثف على شوارع ومداخل ومرتفعات المدينة، وبين قناصة ومسلحين ينتشرون على السلسة الجبلية المحيطة بالمحافظة، ومسلحين آخرين ينشطون ليلا وسط المدنية التي يسمع سكانها أصوات الرصاص والإنفجارات بصورة يومية عند منتصف الليل دون معرفة نتائجها ودوافعها والقائمين بها.