سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انفتاح عدن وتوافر القات يجذبان اليها اعدادا كبيرة من السياح الخليجيين السياحية اليمنية اصبحت تستهدف السياح العرب والخليجيين .. فهناك برامج سياحية الي اليمن لمدة اسبوع لا تتجاوز قيمتها 320 دولار
تغص عدن كبري مدن الجنوب اليمني بالسيارات الخليجية، وخصوصا السعودية منها، مع تحول هذا المرفأ العريق الي وجهة مفضلة للسياح ولا سيما الخليجيين منهم، نظرا لانفتاحها وتوفر مادة القات التي تستهويهم فيها. واصبح مجمع عدن التجاري او عدن مول ، اكبر مركز للتسوق في اليمن، وجهة رئيسية للتسوق يقصده الخليجيون حتي ان زائره هذه الايام يشعر كأنه في سوق دولة خليجية، بكل ما فيه من مظاهر التسوق وازدحام الشبان الخليجيين وآخر صيحات المعاكسات عبر تقنيات الهاتف الجوال. ويقول السعودي وليد الذي جاء الي عدن مع صديقه عادل سافرت كثيرا الي العديد من المدن العربية والغربية لكن استقر بي الحال خلال السنوات الأخيرة في هذه المدينة الساحرة . واضاف ان عدن جميلة بطبيعتها وبأناسها الطيبين وبكل وسائل الترفيه فيها . وقد زار وليد عدن أربع مرات منذ اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. ويقول انه وجدها البديل الأفضل للعديد من الوجهات السياحية التي كان يقصدها في كل صيف، وبالذات الدول الغربية التي غيرت معاملتها مع السعوديين الزائرين لها بعد تلك الأحداث. ويقول عندما أزور عدن لا اشعر بفارق اجتماعي كبير بين المحيط الذي اعيشه في السعودية وبين الناس الذين اتعامل معهم في عدن. اشعر هنا بالأمن والأمان. اشعر ان لا احد من الذين اتعامل معهم يحاول استغلالي أو التحايل علي، عدن تحترم الزائر لها وتعتبره ضيفا . ويشدد وليد علي ان عدن مدينة رخيصة جدا وقريبة جغرافيا من الأراضي السعودية . ويأتي وليد وعادل لشراء مادة القات التي تستهوي السياح الخليجيين والمتوفرة في السوق المخصص لها في قلب المدينة. ومادة القات التي تمضغ في الفم لساعات طويلة محظورة في السعودية وفي جميع دول الخليج التي تصنفها ضمن المواد المخدرة، بينما هي منتشرة ومسموح بها في اليمن بدون قيود. ويشاطر الاماراتي احمد وليد الرأي. ويقول ان الكثير من السياح الخليجيين يبحثون عن السياحة الترفيهية ووجدوا ضالتهم في عدن بمستوي يوازي العديد من المدن السياحية العربية، وربما يتفوق عليها من حيث التنوع الترفيهي وتعدد المصادر وقلة الكلفة . وكانت السياحة في اليمن تعتمد بدرجة رئيسية علي السياح الغربيين حتي مطلع العقد الحالي الذي شهد تحولا نحو السياحة الخليجية ما دفع السلطات اليمنية الي محاولة الاستجابة لمتطلبات المرحلة الجديدة من توفير تسهيلات ومنح تأشيرات دخول مجانية للسياح الخليجيين وتوفير عناصر السياحة الترفيهية. ويؤكد محمد علي وهو مدير فندق في عدن ان موسم الصيف العدني يشهد اعلي مستويات الاشغال الفندقي ، موضحا ان غالبية نزلاء الفنادق من الخليجيين. وضيف ان وسائل الترفيه في فنادق عدن اصبحت من ضروريات تشغليها ومن وسائل تحريك نشاطها . ن جهته قال وزير السياحة اليمني نبيل الفقيه لوكالة فرانس برس ان الحكومة اليمنية أصبحت تعول كثيرا علي السياحة الخليجية. واضاف ان اعداد السياح الخليجيين في ازدياد مستمر، وقد وصل عددهم العام الماضي إلي 75% من نسبة عدد السياح الاجمالي البالغ حوالي 350 الف شخص . وتابع نأمل أن نستطيع تقديم كل ما يسهم ويساعد علي جذب السياح الخليجيين لليمن ومحاولة رفع نسبتهم أكثر فأكثر . واكد ان البرامج السياحية اليمنية اصبحت تستهدف بدرجة اساسية السياح العرب والخليجيين والسعوديين خصوصا حيث نسعي الي تنشيط السياحة العائلية والي استقطابها من هذه الدول المجاورة لليمن . واشار الي ان البرامج الموجهة لمنطقة الخليج والسعودية تحديدا رخيصة واسعارها في متناول الجميع. فهناك برامج سياحية الي اليمن لمدة اسبوع لا تتجاوز قيمتها 320 دولارا، تشمل تذكرة السفر والإقامة في فندق 4 نجوم ووسائل المواصلات الداخلية . وأوضح اننا في اليمن نستهدف بشكل اساسي السياحة العائلية من حيث توفير المناخ الطبيعي والطقس الجميل وتوفير الخدمات الاساسية كالمطعم والمشرب والمسكن المناسب وغيرها وكذلك المحلات التجارية التي توفر فرصا جيدة لسياحة التسوق والتي تعد هدفا رئيسيا للسياحة العائلية . ومع ان الصيف اليمني في المدن الجبلية مثل اب وصنعاء وغيرها يتمتع بطقس جميل مع هطول الامطار الصيفية. الا ان هذا النوع من السياحة لا يستهوي سوي بعض رواد السياحة العائلية من الخليجيين الذي يعانون من الصيف الحار في بلدانهم فيما البعض الآخر يجذبه الانفتاح السائد في مدينة عدن. واكد تقرير لملتقي المرأة للدراسات والتدريب في اليمن ان عدن مدينة منفتحة للسياحة الداخلية والاجنبية، ولديها تراث من شيوع ما هو محظور وغير موجود في المدن الاخري حيث انتشار المشروبات الروحية والحفلات الساهرة والراقصات وبعضهن أجانب كالروسيات . وتفردت عدن بهذا الانفتاح بحكم احتلالها من قبل بريطانيا لمدة 128 عاما وكانت من أهم موانئ المنطقة العربية حتي ستينات القرن الماضي، ثم حكمها نظام اشتراكي حتي 1990 حولها الي جزء من منظومة الاشتراكية الدولية في السياسة والانفتاح الاجتماعي.