كان دييغو ارماندو مارادونا يحلم بوقوف منتخب بلاده الأرجنتين على قدم المساواة مع منتخبي البرازيل وايطاليا اللذين حققا كأس العالم 3 مرات،حينما قاد الأرجنتين إلى نهائي بطولة كاس العالم1990 بايطاليا للمرة الثانية على التوالي. كان مارادونا ورفاقه على ثقة بادراك ذلك الانجاز خاصة بعدما أقصوا المستضيف "الآزوري" الايطالي من نصف النهائي . في ليلة من ليال تموز1990 وجد "راقصو التانجو" أنفسهم وجها لوجه امام "المانشفت" الفريق الألماني الذي ضرب موعدا لرد اعتباره من مارادونا ورفاقه الذين طاروا بكأس العالم قبل أربع سنوات امام ناظريهم بعد التفوق 3/2 بمكسيكوسيتي، الألمان دخلوا مساء روما لرد الاعتبار وهم اكثر قوة بعد أشهر قليلة من انهيار جدار برلين. كانت النتيجة تشير بعد 88 دقيقة من اللعب المتميز بالشد العصبي الى التعادل السلبي قبل ان يحصل الالمان على ركلة جزاء ويبعد لاعبين ارجنتينين اثنين بالبطاقة الحمراء بخرت ماتبقى من امل لمارادونا ورفاقه في معانقة مجد جديد كان يبدو قريب المنال.. ليلتها ذرف مارادونا دموعاً حارة أمام الملايين ممن شاهدوا ذلك اللقاء في لحظة انكسار بدت نادرة في مسيرة اللاعب الموصوم بالغرور. مثلما كان الألمان سببا في بهجة مارادونا قبل أربع سنوات كانوا ذلك المساء سببا في حسرة ومرارة تذوقها النجم الكبير وفضحتها تلك الدموع..! منذ ذلك المساء والفريق الأرجنتيني تتوقف مسيرته عند عتبة دور الثمانية (الذي يقفون عند عتبته اليوم) كحد أقصى..!، حتى مارادونا الذي قاد بلاده مرة أخرى في المونديال اللاحق 1994 بالولايات المتحدة خرج من الباب الخلفي قبل خروج فريقه بمرحلة بعد فضيحة تعاطي المنشطات.. شبه الكثير حال الأرجنتين بعد ابتعاد مارادونا عن الكرة بحال فرنسا اليوم التي افتقدت لقائد ملهم كزيدان..! بعد 20 عاما تشاء الاقدار ان يلتقي مارادونا بالألمان مجددا عند منعطفين وذكرى، مارادونا المدرب الذي يقود كتيبة التانجو يواجه ذكرى من تسببوا في دموع انهمرت قبل 20 عاما، ومنتخب بلاده يقف عند عتبة استعصى عليه تجاوزها منذ أيام مجده. يأمل مارادونا ان يقود بلاده لتصفيه حسابات قديمة مع الألمان ليس أخرها الإقصاء من المونديال الماضي على يد الألمان أنفسهم وتحديدا من تلك العتبة التي بدأ تخطيها أصعب من تخطي حائط برلين الشهير.. يعرف مارادونا ان تلك الآمال تقف أمام طموحات فريق ألماني عنيد وصلب كشف قناعه وتجلى بفوز عريض على الانجليز.. لا شك ان اداء نجوم "المانشفت" ادخل رعبا في قلوب جماهير كتيبة مارادونا التي ترى فريقها يسير قدما وبثبات لتسطير تاريخ جديد بقيادة مارادونا الذي لم يروا فيه المدرب الامثل! لقيادة كتيبة نجوم تضيء ملاعب عواصم الكرة. يعرف مارادونا ، الذي قال بعد تخطيه الدور الأول بسهولة "على منتقدينا ان يعتذروا"، ان فريقه اليوم أمام عقبة كؤود تبدوا الأصعب في التسلق نحو المجد العالمي، كما يعرف أن إخراس تلك الألسن التي لا تزال تقلل من شأنه كمدرب..متوقف على هذه المباراة بالتحديد التي قد تجعل من كتيبته الأقرب لملامسة المجد من جديد.. فهل يستطيع مارادونا اصطياد عدة عصافير في مباراة واحدة..!.