قررت المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون أن تعهد بإنتاج الأعمال الدرامية لشهر رمضان القادم لمنتجين منفذين. وشكت مصادر في المؤسسة ذلك الاجراء معتبرين انه سيحرم القنوات الفضائية التابعة لها من عملية الإنتاج الدرامي. وأقرت قيادة المؤسسة في اجتماع لها برئاسة عبد الله الزلب المدير العام للمؤسسة يوم الاثنين الماضي السابع من فبراير الجاري بان تتعهد بإنتاج مسلسلين رمضانيين الاول بعنوان (فضيلة) والاخر بعنوان (بعد الفراق) لمنتجين منفذين في القطاع الخاص وبمبالغ كبيرة. وقالت المصادر ان الاجتماع طغى عليه طابع السرية ولم يدع اليه رؤساء القطاعات التلفزيونية والإذاعية كما استبعدت قناتي اليمن وعدن الفضائيتين من عملية الإنتاج الدرامي لرمضان المقبل تحت مبررات "واهية". وتساءلت المصادر عن إصرار مدير عام المؤسسة، ومدير عام الإدارة العامة للتنسيق البرامجي، علي العطاب، على الإنتاج لدى المنتجين المنفذين، متهمة المنتجين الذين عهدت إليهم المؤسسة إنتاج هذه الأعمال لا يملكون مقومات العمل الإنتاجي التلفزيوني بل انهم يستعينون في إنتاج هذه الأعمال غالبا بكوادر قناة اليمن الفضائية . وكشفت المصادر ان قناة اليمن رفعت مذكرة بهذا الصدد إلى وزير الإعلام أبدت فيها استعدادها انتاج عملين دراميين خلال رمضان المقبل فيما إذا تسلمت النصوص والموازنات في وقت مبكر يمكنها من انتاج متميز خصوصا وان عدد من القنوات المحلية التلفزيونية الخاصة قد انتهت من إنتاج أعمالها الدرامية ولكن القناة لم تتلق الرد حتى هذه اللحظة رغم تمكنها في العام المنصرم من إنتاج عملين دراميين مميزين . وبالرغم من ذلك سارع مدير عام المؤسسة إلى عقد اجتماع عاجل لحسم هذا الموضوع خصوصا وانه سبق له وان تقدم بمذكرة لوزير الإعلام رئيس مجلس ادارة المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون طالبه فيها بتخويله اتخاذ القرار في هذا الشأن والتوقيع على العقود مع المنتجين المنفذين والتي ستتجاوز قيمتها مبلغ 150 مليون ريال إلا أن وزير الإعلام أحال الطلب إلى اقرب اجتماع لمجلس الإدارة لاتخاذ القرار فيه وهو ما لم يتم حتى الآن، حسب المصادر. والمحت المصادر الى فساد داخل المؤسسة العامة للإذاعة التلفزيون تكشف هذه القضية جزء منه. واعتبرت المصادر ذلك بلاغ موجه الى رئيس مجلس الوزراء، ووزير المالية، والهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، ووزير الإعلام لوضع حد لهذا "الفساد الذي بات مستشريا في كل مفاصل المؤسسة" ، والتدخل السريع لحسم هذه الموضوع ، التي أثار استياء واستنكار جميع العاملين في المؤسسة وفي قطاعاتها المختلفة.