استشهد طفلان واصيب مالا يقل عن 500 متظاهر، مساء امس، بمدينة الحديدة (غرب اليمن)إثر إطلاق الرصاص الحي عليهم والقنابل المسيلة للدموع من قبل قوات من الأمن المركزي وبلاطجة الحزب الحاكم وعدد من القناصة الذين تمركزوا في أسطح المنازل. وأستشهد الطفلان بسام عبدالجليل السويدي البالغ من العمر 15 عاما والطفل عارف عادل سيف المقطري البالغ من العمر16 عاما بعد إصابتهما بطلقات نارية بالرأس والعنق أدت الى وفاتهما فور وصولهما الى المستشفى. وقال شهود عيان إن المتظاهرين جابوا عددا من الشوارع الرئيسية بالمحافظة تنديدا بالمجازر الوحشية التي شهدتها عدد من المحافظات و أنهم فوجئوا بعدد من المسلحين من حارة الشام وبلاطجة تابعين للحزب الحاكم ورجال أمن كانوا بالزي المدني باطلاق الرصاص الحي عليهم بشكل مباشر وبكثافة كما هوجمت المسيرة عند مرورها بشارع صنعاء من شارع فرعي مؤدي إلى القصر الجمهوري وبحماية أمنية لهم .
هذا وكانت محافظة الحديدة قد شهدت مسيرات غاضبة بشكل يومي في شوارع المحافظة عقب أرتكاب الاجهزة الامنية وبلاطجة الحاكم للتنديد بتلك المجازر الوحشية وقام المتظاهرين بقطع الشوارع بالحجارة لمنع مرور السيارات كما شهدت المحافظة شلل تام في الحركة وأغلقت المحلات التجارية أبوابها وتوقفت حركة المواصلات لشدة المواجهات بين المتظاهرين والامن في مساء يوم أمس . تورط اعضاء مجالس محلية الى ذلك كشفت هيئة رصد الانتهاكات بنقابة المحاميين اليمنيين بمحافظة الحديدة عن تلقيها بلاغات تؤكد جميعها وقوف المدعو / صالح سيف ومحمود الحميقاني وهما عضوان في المجلس المحلي لمديريتي الحوك والحالي بمحافظة الحديدة وراء تحشيد بعض البلاطجة وتسليحهم وتحريضهم على إطلاق النار على المتظاهرين السلميين بالمحافظة.
وجاء في بيان للهيئة، انها تابعت الاحداث الدامية التي تعرض لها المتظاهرون سلميا في محافظة الحديدة مساء يوم أمس المطالبين برحيل النظام من اعتداء مسلح عليهم أثناء مسيرتهم بشارع صنعاء وذلك من بعض البلاطجة المعززين بأفراد من فرق مكافحة الشغب وأفراد من الحرس الخاص مستخدمين في ذلك كافة أنواع الاسلحة النارية القاتلة والقنابل الغازية المسيلة للدموع والسامة والسلاح الابيض والعصي والهراوات والحجارة. وقالت الهيئة انها رصدت ستة أنواع من القنابل الغازية بمجموع ( 120 ) قنبلة بالإضافة الى 100 مظروف للرصاص الحي. واشارت الهيئة الى انها ستقوم باعداد ملفات متكاملة وموثقة لتلك الانتهاكات بالتنسيق مع المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية لاتخاذ الاجراءات القانونية الكفيلة بملاحقة المتورطين ومنفذي تٍلك الاحداث متعهدة بملاحقتهم أمام القضاء الوطني والدولي. وكانت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني قد أدانت مجاز الإبادة الجماعية التي ارتكبها من وصفتهم بمخططي الجريمة المنظمة ضد المتظاهرين السلميين في مدينة الحديدة يوم أمس .. وحملت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني على عبدالله صالح وقائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبدالله صالح وعبده بورجي وحمود عباد وقيادة المؤتمر الشعبي العام في المحافظة والسلطة المحلية المسؤولية الكاملة على الدماء الطاهرة التي سفكت وتسفك الليلة في مدينة الحديدة.