تشهد محافظة مأرب أزمة حادة في المحروقات ويضطر أبنائها إلى جلب البترول من صنعاء والمحافظات المجاورة أو شراء ما يحتاجونه من الوقود من السوق السوداء التي انتشرت في محافظة النفط والغاز بأسعار مضاعفة حيث يصل سعر الدبة إلى ثلاثة آلاف ريال ، وقد أكدت مصادر مطلعة أن هناك نافذين يقفون وراء تلك الأزمة ويستفيدون منها لتسويق ما يحصلون عليه من البترول والديزل ، بالإضافة إلى تنفيذ ما يعتقدون أنه يخدم خططهم الدنيئة في فرض عقاب جماعي على أبناء المحافظة. يأتي ذلك في ظل استمرار تفاقم أزمة الغاز المنزلي الذي يقوم الحاكم بمنعه من الوصول إلى محطة مأرب لخلق أزمة مشابهة حيث يقف وكلاء الغاز في طوابير لأيام طويلة لتعبئة اسطوانات الغاز المعتمدة لمديرياتهم ومناطقهم وهو ما أدى إلى عودة الناس في المدينة وبقية المناطق للإحتطاب وشراء الحطب من الباعة الذين وجدوا في ذلك الوضع سوقاً ملائمة لبيع كميات كبيرة بعد أن عانوا من الركود في الفترة الماضية،وقد وصف مراقبون ما تعيشه مأرب بأنه يأتي ضمن سيناريو خطه ممنهجة في إطار مسلسل الحرمان الذي عانت منه المحافظة النفطية طيلة عقود حكم النظام. من جهة أخرى لا تزال عاصمة المحافظة مدينة مأرب تعيش في الظلام الدامس منذ أكثر من ستة أيام نتيجة انقطاع تام للتيار الكهربائي و إضراب العاملين في شركة جريكو البريطانية بعد خطف عاملين (هندي ، وسريلانكي) في منطقة حباب بمأرب، وكذلك لمماطلة الشركة في صرف مستحقات الشركة، هذا وقد عبر المواطنون في المدينة عن استيائهم وسخطهم من الأوضاع المتردية وعجز الجهات المعنية في إيجاد حلول من شأنها إنارة المدينة التي تمر عبرها خطوط التوليد الخاصة بالمحطة الغازية دون أن تستفيد منها هي وبقية مديريات المحافظة.