قالت صحيفة الرياض أن حسم المشكلة في اليمن يحتاج إلى تنازلاتٍ واعتراف بخطورة امتداد النزاع إلى حدوده القصوى، مشيرة إلى أن كل طرف يضغط من خلال مؤيديه، في حين أن الرحلة ليست سهلة في بلد تنفد موارده، وتتضاعف مشكلة سد الاحتياجات الضرورية، إلى جانب المراوحة الطويلة. مؤكدة ان اعتقاد الطرفين أن الرهان على الزمن سوف يأتي لصالح أحدهما، هو خطأ في المضمون والتوقيت. وشددت صحيفة الرياض السعودية في كلمتها الافتتاحية التي كتبها يوسف الكويليت على حاجة اليمن للاستقرار لأن مشروع إعادة بنائه قضية طويلة، مؤكدة أن لديه نقصٌ في مداخيله، وبطالة واحتياجات سكنية ووظيفية، وتشييد للبنية الأساسية التي لا تزال في حالة تدنٍ، وكل الأسباب المطروحة تدركها دول مجلس التعاون، وتريد أن تساهم في حلول ترفع من مستوى التنمية في اليمن، غير أنها أشارت إلى أن الاستمرار في النزاعات قد يعطل مشروعاً كهذا، لأن الأمن أساس في أي عملية اقتصادية بعيدة المدى.. وأشارت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الاثنين إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي اجتهدت، حشدت الاختصاصيين السياسيين، والقانونيين ورهنت تجاربها في حل قضية الخلاف بين المعارضة اليمنية والرئيس علي عبد الله صالح، والقضية واضحة أمام الخليجيين، وغامضة بين الفريقين المتنازعين، والتعقيدات ستبقى طالما كل منهما يطرح شروطاً تعجيزية. وقالت :"إذا كان الرئيس يطرح الحل ثم يناور عليه، وكذلك المعارضة، فإن أقصى ما ستصل إليه دول المجلس استعمال النفس الطويل في تقريب وجهات النظر، وفي حال وصلت جهودها إلى الباب المسدود فإنها ستضطر للانسحاب وهو الأمر الصعب، لأن أمن هذه الدول مرتبط بأوضاع اليمن، وبالتالي فدخولها بالوساطة ليس لغايات ترجيح الرئيس، أو الانحياز للمعارضة، بل الهدف هو أن تنجح دبلوماسية عربية في محاصرة الخلافات بحدودها الدنيا، والتقليل من الأضرار المحتملة وفقاً للقراءات الدقيقة لأوضاع اليمن المليئة بالشحن والتناقضات".. وأكدت صحيفة الرياض :"أن السائد في القضايا العربية هو المطالبة بدور فاعل في الخلافات والأضرار التي تلحقها من عدة أسباب، غير أنها قالت أن الدول ذات المساعي الإيجابية لا تجد القبول، وفي أحوال كثيرة تضطر إلى تجنب المشكلات المتكررة، والوقائع أثبتت فشل مثل هذه المساعي في لبنان وفلسطين، ونزاع الصحراء والصومال وغيرها، وفي حين قالت أن اليمن قد لا يكون الاستثناء ما لم يأت الاتفاق متوازناً وغير ضاغط بالملاحقة وغيرها على الرئيس أو من ساعدوه في تولي الحكم".. واعتبرت الصحيفة أن استعمال النفوذ السياسي والاقتصادي للدول الغربية، هو سر نجاح الدبلوماسية الأجنبية التي قالت أنها تتداخل مع الأوضاع العربية وتأتي بالحلول الضاغطة ، في حين قالت أن الدول العربية مع بعضها ليس لديها نفس النفوذ، فهي تتعامل بلغة الأخوة والمصلحة القومية، وهي التي سجلت فشلها بعدم التعاطي مع جهودها بذات الروح والأهداف.. وأكدت افتتاحية الرياض إن الدبلوماسية الخليجية أخوية، بالدرجة الأولى، والمضمون الذي تطرحه لا توجد فيه غايات أو ضغوط ومساومات، إذ الاعتبار الأول هو إنقاذ اليمن من أي تداعيات سلبية تفرض دخول قوى إقليمية وخارجية ليتحمل أكلافاً أكبر من أوضاعه الأمنية والسياسية والاقتصادية.