دعت صحيفة الرياض إلى فتح الأفق المسدود في اليمن من خلال الحوار المباشر، وليس عن طريق المواجهات التي راح ضحيتها المئات، وأكدت الصحيفة السعودية في كلمتها الإفتتاحية لعددها الصادر اليوم الخميس عن :" أن المسعى الخليجي – في حل الأزمة اليمنية لن يكون في صف أيّ من الطرفين، وإنما هو محاولة التوفيق بنزع فتيل الصدامات، ووقف أنهار الدماء، في بلد قالت أنه يعاني البطالة ونقص الموارد، وضعف البنية التحتية". منوهة إلى أن دول الخليج "مطالبة بالوقوف مع الشعب اليمني لكن بدون إهدار دماء تعود بالسلبيات عليها". وأشارت الرياض في عمودها الافتتاحي "كلمة الرياض" التي كتبها "يوسف الكويليت" إلى أن عدم إمكانية المقارنة بين المجتمعين المصري، والتونسي مع اليمن في نجاح ثورتيهما، لأن البلدين ليس لديهما التعقيدات الطائفية والقبلية المتغلغلة في المجتمع اليمني، الذي قالت أنه من حيث التشابك القبلي بالذات يشبه العراق وليبيا، واللتين تملكان موارد لا تحصل عليها اليمن.. وأكدت الرياض أن الموقف السياسي الذي يحكم التطورات الراهنة،في اليمن هو نتيجة تراكم أخطاء وتجاوزات لايمكن قبولهما دون تحرك مباشر لفك الأزمات بالتراضي، معتبرة أن تمدد حالات النزاع وإطالتها سيصبحان استنزافاً مادياً وبشرياً، ومع مساهمات دول الخليج المادية والمعنوية في تأهيل اليمن لأنْ تملك قدرات تنموية واقتصادية، فإن الضرورة تفترض التضحية بالعديد من الشروط لصالح الوطن وليس لصالح القوى الأخرى، وامتحان الأسابيع الماضية كشف عن أن الضرورة بحقن الدماء مبدأ يجب الاتفاق عليه.. وأشارت إلى أن "الشعب اليمني يقتني ويملك في كل بيت البنادق والرشاشات والمسدسات وغيرها، وأن بعض القبائل تملك الدبابات وناقلات الجنود وعتاداً عسكرياً يجهز ألوية وفصائل، وقد عاش اليمنيون الانقلابات والحروب الأهلية، ثم الوحدة، وبروز القاعدة، والحوثيين، ما مهّد لدخول قوى إقليمية وخارجية في صلب النسيج اليمني". وِشددت افتتاحية الرياض على أن كل اليمنيين، الشعب والسلطة والقوى الفاعلة بين الطرفين، يدركون مدى مخاطر الانزلاق لفتنة طائفية، أو قبلية تكون عرضة لتدخلات خارجية، ولعل الحوار هو الوسيلة الوحيدة لفك شفرة الخلافات، وحسم أمرها بالفهم الواقعي الذي يُعلي مصلحة اليمن فوق كل شيء.. وتساءلت كلمة الصحيفة عن مدى نجاح الوساطة الخليجية بين الحكومة اليمنية ومعارضيها"، أكدت أن القبول والرفض مرتبطان بطبيعة الشروط التي يطرحها كل جانب، ويجعل من قوته مجالاً للأخذ والرد، غير أنها قالت أنه :"وبمقارنة الخسائر والمكاسب يُفترض إدارة الخلاف سلمياً، لأن طبيعة اليمن ترشحها لاحتمالات معقدة"... وأكد الكويليت كاتب الافتتاحية "أن عدوى التظاهرات والاعتصامات حرّكت الشارع اليمني بطرح الشعارات نفسها التي قال أنها تطالب بالحرية، والقضاء على الفساد، وترجمة أعمال الحكومة إلى إصلاحات جذرية في الجيش والقضاء والمؤسسات المالية وغيرها من المطالب التي وصفها بالحيوية وحقوقية و لا يملك أحد الاعتراض عليها". وقالت :"صحيحٌ أن للحكومة تجاوزات، وللمعارضة مطالب جوهرية، إلا أن انتصار التواصل مع كل طرف ربما يفرز عقداً جديداً للخروج من الأزمة التي قالت ان دول الخليج تذهب اليها وهي تعرف مدى التعقيدات الصعبة، لكن من واجبها إدراك أن أمن اليمن يصب في مصلحتها، وبالتالي فمن غير المنطقي أن لا تتحرك، فهي دول مجاورة، وهي متداخلة في صلب ما يجري فيها.